النتائج 1 إلى 8 من 8
الموضوع:

هندسة الثقافة المجتمعية..!

الزوار من محركات البحث: 9 المشاهدات : 681 الردود: 7
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: في تراب الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,268 المواضيع: 1,296
    التقييم: 2889
    مزاجي: هادئ؟؟احيانا

    هندسة الثقافة المجتمعية..!

    هندسة الثقافة المجتمعية..!



    :
    عندما نقول إن الوطن يعاني من أزمة ثقافية لا نعني بذلك عدم وجود ثقافة ولا نعني الأمية، فقد يكون المجتمع متحضراً ومتطوراً ولكنه ذو ثقافة متدنية والعكس صحيح أو أن يكون المجتمع قد ابتلى بأزمة ثقافية لأسباب خارجة عن إرادته، وعندما يبتلي المجتمع بأزمة الثقافة فإنه يبتلي أيضا بأزمة الهوية فالمجتمع يتأثر سواء بالثقافات الغربية أو بثقافات الدول المجاورة والمرافقة للمهجرين والمشردين منهم لأسباب عديدة حيث أصبحوا جزءاً من هذا المجتمع فكيف سيتم مواجهة كل هذه المتغيرات والتأثيرات إن لم يكن هناك تكنولوجيا لبناء الثقافة الوطنية المجتمعية أي هندسة الثقافة المجتمعية والتي بناءاً عليها وعلى أساسها يمكن أن يكون للنخبة المثقفة في الوطن دور كبير في المحافظة على هوية وثقافة المجتمع من التأثير بالثقافات المختلفة وهنا نعيش أزمة تغير في المعايير المجتمعية سواء كان ذلك بالسلوكيات أو القيم أو المبادئ أو الأخلاقيات وغيرها الكثير الكثير.


    فهل أزمتنا دينية أم دنيوية وهل أزمتنا فكرية أم روحية وهل أزمتنا سلوكية أم حضارية؟، إنها الأسئلة المشروعة التي تشغل الساحة منذ سنوات وتختلف الإجابات باختلاف المقاربات والأحداث والهجرات من البلدان المجاورة لهذا الوطن ومن المتغيرات الخارجية سواء كان ذلك كعادات أو تقاليد أو قيم أو مبادئ قديمة جديدة مختلفة ومتعددة الأشكال والأوجه تغزو المجتمع هنا وهناك. ولكن القاسم المشترك الذي يكاد يتفق عليه الجميع في هذا الوطن هو مشكلة الثقافة والمحافظة على الهوية، فهذه المشكلة تمتد في الحياة الإنسانية لابن الوطن طولاً وعرضاً وعمقاً لتشمل الدين والتقاليد والعادات حتى اللغة كذلك الأفكار والمفاهيم والأخلاق والآداب وهي بالتالي الأساس في التغيرات الاجتماعية في أي مجتمع واللعب في المعايير ليختل التوازن لصالح هذه الفئات وهذه المتغيرات تتم رغم أي قرار سياسي وتتم وفق تحولات نفسية وبنيوية تطال جميع أبناء المجتمع بفعل عوامل ذاتية وموضوعية تحويها عملية متشعبة بطيئة تنمو في دوائر الإنسان ثم المجتمع لتؤول وتفضي إلى تغير مركب تفاعلي في المجتمع تتداخل فيه المعارف وحركات مختلف أطياف الجماهير التي تعيش فيه من شتى الأصول والمنابت وهنا يكمن مدى أهمية أن يحتل فيه المثقف الوطني مكاناً ودوراً بارزاً بالساحة المجتمعية والثقافية سواء اعترفت له الساحة الجماهيرية بذلك أو تجاهلته للكثير من الأسباب والمعطيات، فإذا أصابت الأزمة كلاً من الثقافة والمثقف فسوف تلقي بظلالها على كامل المجتمع وتتجسد في صور مختلفة ومتعددة الأشكال لاحظناها ونلاحظها.


    إن أي انفتاح غير متزن على ما يفرضه علينا الغرب سواء من تغيير في القوانين والأنظمة والتشريعات تحت مسميات الحريات وحقوق المرأة والإنسان مقرون بتوقيع الاتفاقيات وبالدعم المالي وتأسيس المراكز الاستشارية الخاصة بذلك لتحقيق الهدف والغاية المطلوبة بحيث يكون الضحية هو تأثر المجتمع وأبناءه بهذا الانفتاح ليصبح الممنوع مسموحاً.


    وها نحن نشاهد الكثير من المظاهر التي تخالف الدين والشرع والقيم والمبادئ والأخلاق وما صاحبها من حريات محمية اعتبرها الغيورون على الوطن من النخبة والمثقفين تغيرات جوهرية تتناسب وتتلاءم وأقرب إلى المجتمعات الغربية التي تعاني أصلا منها ومن التفكك الأسري والعنف المجتمعي والانحلال وفقدان الهوية. فإذا لم يتم الاهتمام الكافي بالثقافة والمثقف فإنها ستموت تدريجياً وببطء وسنفقد المعالم الأخلاقية وتسود ثقافة الاستبعاد والتهميش والإلغاء بحيث لا يرى أي مثقف أو كاتب أو محلل أو متكلم سوى فضاء ضيقاً واحداً لا يتسع لأي رأي مخالف أو طرح مغاير وأصبحنا لا نعرف سوى ثقافات دخيلة هابطة وهذا ما يصنع الفرق بين مجتمعنا والمجتمعات الأخرى سواء غربية أو عربية ثقافات غربية متدنية الراسخة في مجتمعاتهم وفي نفوس شعوبهم يريدون الآن أن يغرسوها في نفوس أبناء مجتمعنا بشتى الوسائل والطرق، إلكترونية وعملية وإعلامية، لنجد أننا بحاجة ماسة لمحاسبة الذات نتكلم عن الآخرين لكننا لا نرى أنفسنا إلى أين متجهين. لقد غاب عن ساحتنا المثقف الوطني المدرك الواعي القلق على المجتمع ووسائل تحصينه بعد أن تم فتح كافة الطرق والأبواب للمثقف الدخيل سواء عبر شاشات الكمبيوتر أو الهاتف النقال أو مراكز حقوق الإنسان وغيرها من المسميات وأصبحنا بحاجة لمثقف يصنع الثقافة الوطنية الحضارية الملتزمة المتزنة في الأسرة والمجتمع والمدرسة والجامعة وكافة المحافل بدلاً من الديكور المصنع للحضارة الغربية المدبلجة المزركشة الملونة.


    نحن بحاجة لاستفاقة الضمير الثقافي الوطني للمحافظة على الهوية الوطنية الثقافية المجتمعية بتضافر كافة الجهات المعنية حكومية وقطاع خاص وأبناء المجتمع للمحافظة على الهوية الوطنية ولتحصين المجتمع من مختلف الآفات الثقافية الدخيلة على مجتمعنا أياً كان مصدرها.



  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: April-2014
    الدولة: أبحث عن الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 10,636 المواضيع: 53
    التقييم: 9713
    مزاجي: بحاجة الى الاوكسجين
    المهنة: استاذة جامعية
    أكلتي المفضلة: طماطة وملح
    موبايلي: iphone11pro
    آخر نشاط: منذ أسبوع واحد
    وانا أقرأ هذا المقال تحديداً في جزءهِ الاخير
    حول استفحال الثقافة الدخيلة عبر الوسائل المتعددة
    كالتلفاز والنت ومراكز حقوق الانسان .. الخ
    حضرني سؤال الا وهو لماذا كل هذا التأثر من قبل العالم العربي
    بالثقافة الدخيلة رغم ان انتقادها واضح لدى الاغلب
    الهذهِ الدرجة الشعوب العربية غير راضية عن ثقافتها ومجتمعاتها
    ولاتمتلك مبادئ وبالتالي تنحني فكرياً بمجرد احاديث اعلامية ؟

    شكراً لكِ سوريانا حقائق عربية مؤلمة
    تحياتي

  3. #3
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Laraa مشاهدة المشاركة
    وانا أقرأ هذا المقال تحديداً في جزءهِ الاخير
    حول استفحال الثقافة الدخيلة عبر الوسائل المتعددة
    كالتلفاز والنت ومراكز حقوق الانسان .. الخ
    حضرني سؤال الا وهو لماذا كل هذا التأثر من قبل العالم العربي
    بالثقافة الدخيلة رغم ان انتقادها واضح لدى الاغلب
    الهذهِ الدرجة الشعوب العربية غير راضية عن ثقافتها ومجتمعاتها
    ولاتمتلك مبادئ وبالتالي تنحني فكرياً بمجرد احاديث اعلامية ؟

    شكراً لكِ سوريانا حقائق عربية مؤلمة
    تحياتي

    اظن عزيزتي اننا شعوب شديدة التاثر بما هو غربي
    ولدينا الكثير من الشباب مهووس بكل ما يبثه الغرب
    فيكون التقليد الاعمى دون درايه بما يحمل من سم
    ولا ننسى بان هناك شريحه لا باس بها غير راضيه عن الثقافه العربيه
    لانها اصلا لا تعلم عنها شيء الا ما تسمعه من الخارج
    اشكرك غاليتي كان مرورك اكثر من رائع

  4. #4
    مساعد المدير
    الوردة البيضاء
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 258,209 المواضيع: 74,473
    صوتيات: 23 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 95651
    مزاجي: الحمدلله على كل حال
    المهنة: معلمة
    أكلتي المفضلة: دولمه - سمك
    موبايلي: SAMSUNG
    آخر نشاط: منذ 3 ساعات
    مقالات المدونة: 1
    شكرا سوريانا ع الطرح

  5. #5
    من اهل الدار
    ادارية سابقة
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: بغــــــــــــــداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 48,535 المواضيع: 8,156
    صوتيات: 85 سوالف عراقية: 13
    التقييم: 23426
    مزاجي: صامته.. و لم اعد ابالي
    المهنة: مصورة شعاعية
    أكلتي المفضلة: شوربة عدس .. وعشقي لليمون
    آخر نشاط: 1/June/2024
    مقالات المدونة: 206
    جزيل الشكر والتقدير لك

  6. #6
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sawsanmahmoud مشاهدة المشاركة
    شكرا سوريانا ع الطرح
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة warda مشاهدة المشاركة
    جزيل الشكر والتقدير لك
    شكرا للمرور
    وباقات نرجس

  7. #7
    صديق مشارك
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 108 المواضيع: 81
    التقييم: 58
    آخر نشاط: 7/May/2015
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوريانا مشاهدة المشاركة
    هندسة الثقافة المجتمعية..!



    :
    عندما نقول إن الوطن يعاني من أزمة ثقافية لا نعني بذلك عدم وجود ثقافة ولا نعني الأمية، فقد يكون المجتمع متحضراً ومتطوراً ولكنه ذو ثقافة متدنية والعكس صحيح أو أن يكون المجتمع قد ابتلى بأزمة ثقافية لأسباب خارجة عن إرادته، وعندما يبتلي المجتمع بأزمة الثقافة فإنه يبتلي أيضا بأزمة الهوية فالمجتمع يتأثر سواء بالثقافات الغربية أو بثقافات الدول المجاورة والمرافقة للمهجرين والمشردين منهم لأسباب عديدة حيث أصبحوا جزءاً من هذا المجتمع فكيف سيتم مواجهة كل هذه المتغيرات والتأثيرات إن لم يكن هناك تكنولوجيا لبناء الثقافة الوطنية المجتمعية أي هندسة الثقافة المجتمعية والتي بناءاً عليها وعلى أساسها يمكن أن يكون للنخبة المثقفة في الوطن دور كبير في المحافظة على هوية وثقافة المجتمع من التأثير بالثقافات المختلفة وهنا نعيش أزمة تغير في المعايير المجتمعية سواء كان ذلك بالسلوكيات أو القيم أو المبادئ أو الأخلاقيات وغيرها الكثير الكثير.


    فهل أزمتنا دينية أم دنيوية وهل أزمتنا فكرية أم روحية وهل أزمتنا سلوكية أم حضارية؟، إنها الأسئلة المشروعة التي تشغل الساحة منذ سنوات وتختلف الإجابات باختلاف المقاربات والأحداث والهجرات من البلدان المجاورة لهذا الوطن ومن المتغيرات الخارجية سواء كان ذلك كعادات أو تقاليد أو قيم أو مبادئ قديمة جديدة مختلفة ومتعددة الأشكال والأوجه تغزو المجتمع هنا وهناك. ولكن القاسم المشترك الذي يكاد يتفق عليه الجميع في هذا الوطن هو مشكلة الثقافة والمحافظة على الهوية، فهذه المشكلة تمتد في الحياة الإنسانية لابن الوطن طولاً وعرضاً وعمقاً لتشمل الدين والتقاليد والعادات حتى اللغة كذلك الأفكار والمفاهيم والأخلاق والآداب وهي بالتالي الأساس في التغيرات الاجتماعية في أي مجتمع واللعب في المعايير ليختل التوازن لصالح هذه الفئات وهذه المتغيرات تتم رغم أي قرار سياسي وتتم وفق تحولات نفسية وبنيوية تطال جميع أبناء المجتمع بفعل عوامل ذاتية وموضوعية تحويها عملية متشعبة بطيئة تنمو في دوائر الإنسان ثم المجتمع لتؤول وتفضي إلى تغير مركب تفاعلي في المجتمع تتداخل فيه المعارف وحركات مختلف أطياف الجماهير التي تعيش فيه من شتى الأصول والمنابت وهنا يكمن مدى أهمية أن يحتل فيه المثقف الوطني مكاناً ودوراً بارزاً بالساحة المجتمعية والثقافية سواء اعترفت له الساحة الجماهيرية بذلك أو تجاهلته للكثير من الأسباب والمعطيات، فإذا أصابت الأزمة كلاً من الثقافة والمثقف فسوف تلقي بظلالها على كامل المجتمع وتتجسد في صور مختلفة ومتعددة الأشكال لاحظناها ونلاحظها.


    إن أي انفتاح غير متزن على ما يفرضه علينا الغرب سواء من تغيير في القوانين والأنظمة والتشريعات تحت مسميات الحريات وحقوق المرأة والإنسان مقرون بتوقيع الاتفاقيات وبالدعم المالي وتأسيس المراكز الاستشارية الخاصة بذلك لتحقيق الهدف والغاية المطلوبة بحيث يكون الضحية هو تأثر المجتمع وأبناءه بهذا الانفتاح ليصبح الممنوع مسموحاً.


    وها نحن نشاهد الكثير من المظاهر التي تخالف الدين والشرع والقيم والمبادئ والأخلاق وما صاحبها من حريات محمية اعتبرها الغيورون على الوطن من النخبة والمثقفين تغيرات جوهرية تتناسب وتتلاءم وأقرب إلى المجتمعات الغربية التي تعاني أصلا منها ومن التفكك الأسري والعنف المجتمعي والانحلال وفقدان الهوية. فإذا لم يتم الاهتمام الكافي بالثقافة والمثقف فإنها ستموت تدريجياً وببطء وسنفقد المعالم الأخلاقية وتسود ثقافة الاستبعاد والتهميش والإلغاء بحيث لا يرى أي مثقف أو كاتب أو محلل أو متكلم سوى فضاء ضيقاً واحداً لا يتسع لأي رأي مخالف أو طرح مغاير وأصبحنا لا نعرف سوى ثقافات دخيلة هابطة وهذا ما يصنع الفرق بين مجتمعنا والمجتمعات الأخرى سواء غربية أو عربية ثقافات غربية متدنية الراسخة في مجتمعاتهم وفي نفوس شعوبهم يريدون الآن أن يغرسوها في نفوس أبناء مجتمعنا بشتى الوسائل والطرق، إلكترونية وعملية وإعلامية، لنجد أننا بحاجة ماسة لمحاسبة الذات نتكلم عن الآخرين لكننا لا نرى أنفسنا إلى أين متجهين. لقد غاب عن ساحتنا المثقف الوطني المدرك الواعي القلق على المجتمع ووسائل تحصينه بعد أن تم فتح كافة الطرق والأبواب للمثقف الدخيل سواء عبر شاشات الكمبيوتر أو الهاتف النقال أو مراكز حقوق الإنسان وغيرها من المسميات وأصبحنا بحاجة لمثقف يصنع الثقافة الوطنية الحضارية الملتزمة المتزنة في الأسرة والمجتمع والمدرسة والجامعة وكافة المحافل بدلاً من الديكور المصنع للحضارة الغربية المدبلجة المزركشة الملونة.


    نحن بحاجة لاستفاقة الضمير الثقافي الوطني للمحافظة على الهوية الوطنية الثقافية المجتمعية بتضافر كافة الجهات المعنية حكومية وقطاع خاص وأبناء المجتمع للمحافظة على الهوية الوطنية ولتحصين المجتمع من مختلف الآفات الثقافية الدخيلة على مجتمعنا أياً كان مصدرها.

    كلام في غاية الواقعية يا صديقي.. تتغير المجتمعات بشكل تدريجي جدا ويصعب على الكثيرين ان يلاحظوا كل التغييرات التي تحصل.. تحياتي على موضوعك الشيق والذي يؤثر على الكثير من المجتمعات العربية والعالمية ايضا..

    تحياتي

    صفاء

  8. #8
    من أهل الدار
    بنت الزهراء
    شكرا لكم

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال