معظمنا يتمنَّى أن يتناول كلَّ ما يحلو له دون أن يزيد وزنه، وهذا ما اكتشفه العلماء في أحد أنواع الديدان الذي يستطيع أن يتناول نظامًا غذائيًّا غنيًّا بالدهون والسكر دون أن يزيد وزنه عندما ينشط عنده جينٌ معينٌ …
تخيل أنه بمقدورك أن تأكل كلَّ ما تشتهيه دون أن يزيد وزنك! اكتشف العلماء ﺑ «مدرسة ديفيز لعلوم الشيخوخة بجامعة كارولينا الجنوبية» طفرةً جينيَّةً طرأت على دودة الربداء الرشيقة، التي لا يزيد طولها على ١مم، فجعلتها تستطيع أن تلتهم كلَّ ما تريده دون أن يزيد وزنها مطلقًا. تمثَّلت هذه الطفرة في زيادة نشاط جين يُدعى «إس كي إن١»، وعند تغذية الديدان التي يرتفع عندها نشاط هذا الجين على نظام غذائي غني بالسكر — نظام يحاكي النظام الغذائي المحبَّب للأفراد في الغرب، الغني بالدهون والسكر مثل البرجر والبطاطس المحمرة والصودا — لم يَزِد وزنها على الإطلاق، مقارنةً بالديدان العادية التي لا ينشط عندها هذا الجين، والتي زاد وزنها عند تناولها طعامها على نفس النظام الغذائي. من ثم يبحث العلماء هذه الطفرة الجينية للاستفادة منها في الوصول إلى حبَّات يتناولها الإنسان فيستطيع أن يتناول كلَّ ما يحلو له دون أن يزيد وزنه. وحتى الآن نجحت آلية تنشيط الجين لمقاومة السمنة مع الديدان وخلايا الإنسان في طبق بتري؛ بيد أن المسارات الجينية التي درسوها تكاد توجد في كافة الكائنات الحية بدءًا من الخميرة ووصولًا إلى الإنسان، ويخطِّطون في تطبيق النتائج في المرحلة القادمة على الفئران. ويوجد نظير لهذا الجين عند الإنسان هو بروتين «إن آر إف٢»؛ لهذا يمكن الوصول إلى نفس النتائج مع الإنسان أيضًا. وقد درس العلماء بروتين «إن آر إف٢» جيدًا عند الثدييات، وهو عبارة عن عامل نسخ يقوم بحماية الخلايا من مخاطر الأكسدة التي تترتَّب على عددٍ من الأمراض. لكن الأمر لا يزال في حاجة إلى مزيد من البحث؛ حيث إنه لا يخلو من المخاطر؛ فالنشاط الزائد لبروتين «إن آر إف٢» يرتبط بأنواع السرطان الخبيثة التي لا تستجيب للعلاج الكيماوي. من ثم يهدف العلماء إلى تنشيط البروتين في أنسجة بعينها عند اللزوم. وقد كان هذا الجين هدف العلماء لسنوات؛ لما له من قدرة على دعم الخواص المقاوِمة للأكسدة، وتقليل تأثيرات الشيخوخة، بل وكان العلماء يفحصونه سعيًا نحو استخدامه لعلاج الأمراض الناجمة عن الإجهاد التأكسدي؛ مثل التصلُّب اللويحي، وداء باركينسون، وداء ألزهايمر، ومرض الكبد.
المصدر