محاججة الإمام السجاد مع رجل أظهر الفرح بقتل الحسين | السيّد بن طاووس
قال الراوي (1) : جاء شيخ ، فدنا من نساء الحسين عليه السلام وعياله ـ وهم في ذلك الموضع ـ وقال (2) : الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وأراح البلاد من رجالكم وأمكن أمير المؤمنين منكم !!!
فقال له علي بن الحسين عليهما السلام : « يا شيخ ، هل قرأت القرآن ؟ ».
قال : نعم.
قال : « فهل عرفت هذه الآية : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) (3) ؟ »
قال الشيخ : قد قرأت ذلك.
فقال له علي عليه السلام : « نحن (4) القربى يا شيخ ، فهل قرأت في بني إسرائيل : ( وآت ذا القربى حقه ) ؟ (5) ».
فقال الشيخ : قد قرأت ذلك.
فقال : « فنحن القربى يا شيخ ، فهل قرأت هذه الآية : ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) ؟ (6) ».
قال : نعم.
فقال عليه السلام : « فنحن القربى (7) يا شيخ ، وهل (8) قرأت هذه الآية : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ؟ (9) ».
قال الشيخ : قد قرأت ذلك.
فقال عليه السلام : « نحن أهل البيت الذين خصنا الله بآية الطهارة يا شيخ ».
قال الراوي (10) : بقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلم به ، وقال تالله (11) إنكم هم ؟!
فقال علي بن الحسين عليهما السلام : « تالله (12) إنا لنحن هم من غير شك ، وحق جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله إنا لنحن هم ».
قال : فبكى الشيخ ورمى عمامته ، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إني أبرء إليك من عدو آل محمد صلى الله عليه وآله من الجن والإنس.
ثم قال : هل لي من توبة ؟
فقال له : « نعم ، إن تبت تاب الله عليك وأنت معنا ».
فقال : أنا تائب.
فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ ، فأمر به فقتل.
____________
مقتبس من كتاب الملهوف على قتلى الطّفوف