"حديث الشمس عند الغروب" قصيدة لـ / أحمد عرابي الأحمد
تأمَّلتُ الغروبَ ففاضَ حِسِّي
وأسْمعتُ الفؤادَ قصيدَ شمْسِ
أناجيها: ألا يا شمسُ بوحي
لعلِّي أن أغادِرَ صَمْتَ حبْسي
غروبُك موعدي، لا تَنكُثيهِ
فيومي في غيابكِ مثلُ أمسي
فعمَّا حلَّ فينا نبِّئيني
فما يُطْفي أوارَ النفسِ حَدْسي
إذا حلَّقْتِ فوقَ الأرضِ طيراً
ففِكْري لا يَطيرُ سوى برأسي
فما حالُ الأنامِ بكُلِّ فَجٍّ
أيُحرقُهم شُواظٌ مثلَ يأسي؟!
وأينَ الصبرُ إن حلَّت خطوبٌ
أيَمضي العمرُ في بأْسٍ وبؤْسِ؟
ألا يسقي ظماءَ الناسِ حُبٌّ
ويَبقى الحِقْدُ برَّاقاً بكأسِ؟
همومُ الناسِ ماذا حلَّ فيها؟
أما ماتت على أصداءِ عُرسِ؟
إإدمانٌ مكوثُ الحُزنِ فيهم؟
أأصبحَ كلُّ يومٍ يومَ نَحْسِ؟
وما لي لستُ أسمعُ غيرَ نَوحٍ؟
أضاعَ اللحنُ عن أطيارَ خُرْسِ؟
وأينَ مكارمُ الأخلاقِ؟ قُولي!
أباعتها رُعونتُنا بِفلسِ؟
أيَشفي لوعتي ويقرُّ عيني
لسانُ الحالِ حينَ يُعيدُ درْسي
قصيداً يستعيدُ الصَّبْرَ فيهِ
منَ الخنساءِ إذ صدَحتْ بهَمْسِ
]ولولا كثرَةُ الباكينَ حَولي
على إخوانِهم لقتَلتُ نَفسي[
جفونُ الشمسِ أبكاها سؤالي
فسالَ الغيثُ سُلواناً لشَمسِ
وقالت لي: جوابُكَ في شروقي
فصمتي غالبٌ ليَ حينَ أُمسي ..!