كان من عادة الأندلسيين لبس البياض في الحِداد، وفي هذا يقول الحُصري:
إذا كان البياضُ لباسَ حُزنٍ******بأندلسٍ وذاك من الصوابِ
فها أنا قد لبِستُ بياض شيبِي****لأني قد حزِنتُ على شبابي
وقال ابن شاطر السرقسطي:
قد كنتُ لا أدري لِأيَّةِ عِلّةٍ ******صار البياضُ لِباسَ كلِّ مُصابِ
حتى كساني الدهرُ سحق مُلاءةٍ***بيضاءَ من شيبِي بفقدِ شبابي
فبذا تبيَّنَ لي إصابةُ من رأى***لُبسَ البياضِ على نوى الأحبابِ
وقال آخر:
ألا يا أهلَ أندلسٍ فطِنتم *******بِلُطفِكُمُ إلى أمرٍ عجيبِ
لبِستُم في مأتِمِكُم بياضاً *****فَجِئتم منه في زيٍّ غريبِ
صدقتُم فالبياضُ لِباسُ حُزنٍ**ولا حُزنٌ أشدُّ مِن المشيبِ