بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
قد جعل الله تعالى للشهيد منزلة علت به الى ارفع درجات العلو والمنزلة الرفيعة حيث جعلته اكرم موجود خلقه الله تعالى وذلك لما قدم لربه وهي اغلى ما يملكه الا وهي النفس التي كثير ما يكون الحفاظ عليها امر طبيعي عند بني البشر حيث وصفهم الله في الاحياء بعد الموت فقال فيهم جل اسمه في كتابه المجيد: " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون " آل عمران /169.
الشهادة درجة يرفع الله إليها صفوةً مختارةً من عباده، فهي منحة إلهية وليست محنة دنيوية، لأن معنى إختيار الله سبحانه لبعض الاناس ليكونوا شهداء, يعني وقوع هذا البعض في محل الرضى لدى الله عز وجل ولذلك يتخذه ويرضاه وأي درجة أسمى من هذه الدرجة، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله: " ويتخذ منكم شهداء " آل عمران / 140 .
فضل الشهيد
تهذيب الأحكام، ج6، ص122: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "للشهيد سبع خصال من الله: أول قطرة من دمه مغفور له كل ذنب، يقع رأسه في حجر زوجته من الحور العين، وتمسح الغبار عن وجهه وتقول: مرحباً بك، ويقول هو مثل ذلك لها، ويُكسى من كسوة الجنة، تبتدره خزنة الجنة بكل ريح طيبة، أيهم يأخذه معه، أن يرى منزلته (في الجنة)، يقال لروحه اسرح في الجنة حيث شئت، أن ينظر في وجه الله تعالى، وأنها لراحة لكل نبيّ وشهيد".
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج1، ص306ك قال أمير المؤمنين(ع) في التحريض على القتال:"أيّها الناس، إن الموت لا يفوته المقيم، ولا يعجزه الهارب، وليس عن الموت محيد ولا محيص، من لم يُقتل مات، إن أفضل الموت القتل، والذي نفسُ علي بيده، لألف ضربة بالسيف أهون من موتة واحدة على الفراش".
بحار الأنوار، ج69، ص378: عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) :"ما من قطرة أحبّ إلى الله عز وجل من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمعة في سواد الليل، لا يريد بها عبد إلاّ الله عز وجل".
مجمع البيان، ج2، ص266: عن الإمام الحسين بن علي (عليه السلام): قال:"بينما أمير المؤمنين (عليه السلام) يخطب الناس، ويحثهم على الجهاد، إذ قام إليه شاب، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن فضل الغزاة في سبيل الله. فقال: كنت رديف رسول الله(ص) على ناقته العضباء، ونحن منقلبون من غزوة ذات السلاسل، فسألته عما سألتني عنه، فقال:
الغزاة إذا همّوا بالغزو، كتب الله لهم براءة من النار، فإذا تجهّزوا لغزوهم، باهى الله بهم الملائكة، فإذا ودّعهم أهلوهم، بكت عليهم الحيطان والبيوت، ويخرجون من الذنوب كما تخرج الحيّة من سلخها، ويوكل الله بكل رجل أربعين ملكاً، يحفظونه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، ولا يعمل حسنة إلاّ ضعّف له، ويكتب له كل يوم عبادة ألف رجل، يعبدون ألف سنة، كل سنة ثلاثمائة وستون يوماً، واليوم مثل عمر الدنيا. وإذا صاروا بحضرة عدوهم، انقطع علم أهل الدنيا عن ثواب الله إياهم، فإذا برزوا لعدوهم، وأشرعت الأسنّة، وفوّقت السهام، وتقدّم الرجل، حفتهم الملائكة بأجنحتها، يدعون الله بالنصرة والتثبيت. فينادي منادٍ: الجنة تحت ظلال السيوف، فتكون الطعنة والضربة على الشهيد، أهون من شرب الماء البارد في اليوم الصائف، وإذا زال الشهيد من فرسه، بطعنة أو ضربة، لم يصل إلى الأرض حتى يبعث الله إليه زوجته من الحور العين، فتبشره بما أعدّ الله له من الكرامة، فإذا وصل إلى الأرض، تقول له الأرض: مرحباً بالروح الطيب، الذي أخرج من البدن الطيب، أبشر! فإن لك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. ويقول الله عز وجل: أنا خليفته في أهله، من أرضاهم فقد أرضاني، ومن أسخطهم فقد أسخطني، ويجعل الله روحه في حواصل طير خضر، تسرح في الجنة حيث تشاء، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرض، ويعطى الرجل منهم سبعين غرفة من غرف الفردوس (إلى أن قال): فإذا كان يوم القيامة، فوالذي نفسي بيده، لو كان الأنبياء على طريقهم، لترجّلوا لهم، لما يرون من بهائهم، حتى يأتوا إلى موائد من الجوهر، فيقعدون عليها، ويشفع الرجل في سبعين ألفاً من أهل بيته وجيرانه، حتى إن الجارين يتخاصمان أيهما أقرب جواراً، فيقعدون معي ومع ابراهيم، على مائدة الخلد، فينظرون إلى الله عز وجل في كل يوم بكرة وعشياً".
أحكام الشهيد
روى الكليني: الكافي : 3/211: عن زيد بن علي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير الموَمنين صلوات اللّه عليه : « ينزع عن الشهيد الفرو والخف والقلنسوة والعمامة والمنطقة والسراويل إلاّ أن يكون أصابه دم فإن أصابه دم ترك ولا يترك عليه شيء معقود إلاّ حل ».
روى الكليني: الكافي: 3/ 211: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن إسماعيل بن جابر، وزرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) « قال: قلت له: كيف رأيت، الشهيد يدفن بدمائه؟ قال: نعم في ثيابه بدمائه ولا يحنط ولا يغسل ويدفن كما هو، ثم قال: دفن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمه حمزة في ثيابه بدمائه التي اصيب فيها ورداه النبي (صلى الله عليه وآله) برداء فقصر عن رجليه فدعا له بإذخر فطرحه عليه وصلى عليه سبعين صلاة وكبر عليه سبعين تكبيرة».
روى الطوسي: التهذيب : 6/121: محمد بن الحسن الصفار عن عبد اللّه بن المنبه عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « للشهيد سبع خصال من اللّه : أوّل قطرة من دمه مغفور له كل ذنب ، والثانية : يقع رأسه في حجر زوجتيه من الحور العين وتمسحان الغبار عن وجهه تقولان مرحباً بك ويقول هو مثل ذلك لهما ، والثالثة : يكسى من كسوة الجنّة ، والرابعة : يبتدره خزنة الجنّة بكل ريح طيبة أيهم يأخذه معه ، والخامسة : أن يرى منزلته ، والسادسة : يقال لروحه أسرح في الجنّة حيث شئت والسابعة : أن ينظر في وجه اللّه وإنّها لراحة لكل نبي وشهيد ».
روى الطوسي: : التهذيب : 6/168: محمد بن أحمد بن يحيى ، عن أبي جعفر ، عن أبي الجوزاء ، عن الحسين ابن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « إذا مات الشهيد من يومه أو من الغد فواره في ثيابه ، وإن بقى أياماً حتى تتغير جراحته غسل ».