تقاسيم على وتر الغياب
عبد اللطيف غسري
....................................
أهُبُّ على أسَايَ وأسْتقِيمُ
تَعِيثُ بِصَدْرِ قافيَتِي الكُلُومُ
تُدَوِّمُ فوقَ مِشْكاتِي شُجُونِي
يَشِبُّ بثَوْبِ خاطرَتي الجَحيمُ
تَنِزُّ موَاجِعِي مِنهَا صَبيبًا
ويَقطُرُ مِنْ جَوانِبِها الحَميمُ
وفي الجَنَبَاتِ أبْحَثُ عَنكِ حتى
يَرِقَّ لِحُزْنِ خَطْوَتِيَ الأديمُ
أسائِلُ عَنكِ أحْداقَ المَرايا
إذا سُحُبُ الكَرى عَنها تَرِيمُ
وَجُدْرانَ السكونِ وقدْ تَعَرَّتْ
خَفافِيشُ الحَنينِ بها تُقِيمُ
وأسْألُ أيْنَ أنتِ؟ أأَنتِ هَمْسٌ
تَلَفَّعَ في غُلالتِهِ النَّسِيمُ؟
أمِ الضحِكاتُ في شَفَةِ السَّنونُو
على غُدْرَانِ أحْلامِي تَحُومُ؟
أأنتِ حِكايِةٌ كالحُلْمِ حَيْرَى
تُطِلُّ على الخيالِ ولا تَدُومُ؟
أمِ التَّوَقَانُ في وِجْدانِ أمْسِي
تَنَصَّلَ مِنهُ حاضِرِيَ الكَليمُ؟
أسائِلُ عَنكِ أصْدافَ القوَافِي
إلَيَّ رَمَتْ بِها اللغَةُ الرَّؤُومُ
وأسْألُنِي وأسْألُ كُلَّ شيْءٍ
وَيَمْلأُ أُفْقَ أسْئِلَتِي السَّديمُ
ويَلْتحِفُ المساءُ بِبَعْضِ جُرْحِي
وتجْأرُ باسْتِغاثَتِهِ النجومُ
وأشْرِعَةُ الغيابِ هُناكَ جَذلَى
بِرَوْعَةِ وَجْهِكِ الأسْمَى تَهِيمُ
وتَحْمِلُها يَدُ التيَّارِعََنِّي
لِأبْعَدَ ما تُبَلِّغُهُ الغُيُومُ
سأنتظِرُ البشائِرَ عَنكِ تتْرَى
يُلَمْلِمُها الغدُ الغَضُّ الوَسيمُ
أُقِيمُ بِرَوْضَةِ الأمَلِ المُقَوَّى
على سِيقانِهِ العُلْيَا أقومُ
وَأسْقِي مٍنهُ أزْمِنَةَ اشْتِياقي
فتَنبُتَ في فيافيهِ الكرُومُ