شهادة الامام الحسن العسكري عليه السلام
قال الشيخ الطبرسيّ : ( قُبض عليه السّلام بسُرّ مَن رأى لثمانٍ خَلَون من شهر ربيع الأوّل سنةَ ستّين ومئتين ، وله يومئذ ثمانٍ وعشرون سنة... وقد ذهب كثير من أصحابنا إلى أنّه عليه السّلام مضى مسموماً ، وكذا أبوه وجدّه ، وجميع الأئمّة عليهم السّلام خرجوا من الدنيا بالشهادة ، واستدلّوا في ذلك بما رُوي عن الصادق عليه السّلام من قوله : واللهِ ما منّا إلاّ مقتول شهيد... تُوفّي عليه السّلام يوم الجمعة ، وخلّف ولده الحجّة المنتظر لدولة الحقّ ، وكان قد أخفى مولده؛ لشدة طلب سلطان الوقت له واجتهاده في البحث عن أمره ، فلم يَرَه إلاّ الخواصّ من شيعته ).
وقد أكّد شهادتَه عليه السّلام جملة من المصادر المهمّة ، منها : دلائل الإمامة ، للطبريّ الإماميّ. والمصباح ، للكفعميّ. ومناقب آل أبي طالب ، لابن شهرآشوب. والأنوار النعمانيّة ، للسيّد نعمة الله الجزائري. والإقبال ، للسيّد ابن طاووس. والصراط السويّ ، للشيخانيّ. والفصول المهمّة ، لابن الصبّاغ المالكيّ. وإعلام الورى ، للشيخ الطبرسيّ..
يقول ابن الصبّاغ المالكيّ : ولما رُفع خبر وفاته ، ارتُجّت سرّ من رأى وقامت ضجّة واحدة : مات ابن الرضا! وعُطّلت الأسواق ، وغُلّقت أبواب الدكاكين.. فكانت سُرّ من رأى شبيهاً بالقيامة.
وأراد جعفر بن الإمام الهادي عليه السّلام أن يصلّيَ على أخيه الحسن العسكريّ عليه السّلام ، فلمّا همّ بالتكبير خرج صبيّ بوجهه سُمرة ، فجَذَب رداءَ جعفر وقال : يا عمّ ، أنا أحقّ بالصلاة على أبي عليه السّلام. فتأخّر جعفر وقد اربدّ وجهه واصفرّ ، فتقدّم الصبيّ فصلّى عليه عليه السّلام.
قال الشيخ الكلينيّ : ودُفن في داره ، في البيت الذي دُفن فيه أبوه ( الهادي ) عليهما السّلام بسُرّ مَن رأى.
حتام طيك لليبـــاب المقفــــــر ***** فارح بسامراء نبكي العســــكري
نبكي مليكاً أحزان الاملاك فــي **** ملكوتها ودهــى الصفـــا بتكــــدر
حطم الحطيمَ مصابه وله الهدى **** بالنوح يُشعر معلنــا بالمشعــــر
نبكي فتى أبكى البتولة فاطمــــاً **** واذاب أحشاءَ الرسول وحيـــدر
لهفي لمولى قد مضى فيه القضا**** وهو الذي لولاه لما يصــــــدر
ما زال في سجن الطغاة مكابداً ***** هماً فيا عين الفخار تفجــــري
اراده معتمد الضـــلال بسمــــه ***** فقضى شهيدا يا سماء تفطري
يا ابحر الافضال غيضي بعــده***** فلقـد قضى سماً ممــدُّ الابحـــر
يا ارض موري بعده وتصدعي ***** يا شمس بعد ابن النبي تكوري
ياصاحب الامر الذي قد كان عن **** مولاه خــير مترجـــم ومعــــبر
بابنـــك اجــــرك الاله فبعــــــده ***** قد حلّ كسر بالهدى لم يجبــــر
كيف اصطبارك والقعود وقد قضت *** اهلوك صبرا ما رأوا عيشا مري
اجرك الله يا صاحب الزمان