أسرار محاولة اغتيال السيد نصرالله في عاشوراء






دام برس :
منذ العاشر من محرم، انتشرت على وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي عشرات التحليلات و”المعلومات” المفترضة حول هويّة عناصر الحماية الذين نشرهم “حزب الله” أثناء المسيرة التي نظمها في الضاحية الجنوبية لبيروت، فضلاً عن المهمة الموكلة إليهم ومظهرهم “الغريب” عن أهالي المنطقة لم يكونوا قد رأوا من قبل هذا اللباس الذي قرر الحزب اعتماده للمرة الأولى في هذه المناسبة.
وسرعان ما تحوّل هؤلاء إلى مادة سجالية بين الإعلاميين والمواطنين، حتى غرق الشارع في الساعات الأولى بكم هائل من المغالطات، فكتبت قصص عن أصحاب الخوذ والأقنعة تلامس الواقع حيناً وأقرب إلى الخيال العلمي أحياناً.
ولعل أبرز القصص التي يمكن وصفها بالخيالية، كان تقريراً إخبارياً يتحدث عن نجاة الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله من محاولة اغتيال في مسيرة العاشر من محرّم بفضل “المقنعين”.
نُسب هذا التقريرإلى صحيفة “De Telegraaf ” الهولندية ونُشر على “واتساب” ثم “فايسبوك” وصفحات بعض الإعلاميين، لتتبناه بعد ذلك مئات المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي، حتى وصل الأمر بمؤسسات إعلامية عريقة إلى نشره على مواقعها الإلكترونية، مثل “ال بي سي” و”الجديد” و”المنار” (الموقع الفرنسي)، بالإضافة إلى أهم المواقع الإخبارية في لبنان والوطن العربي وحتى إيران.
لكن ما هي صحة هذه المعلومات؟ وهل نجا نصرالله فعلاً من محاولة لاغتياله؟
ويروي أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لـ”السفير” أسرار محاولة الاغتيال، فيقول: “الحقيقة أن التقرير هو عبارة عن مجموعة من الأخبار الخيالية التي جمعتها وأحد أصدقائي الصحافيين، ثم وضعناها في قالب إخباري تعمدنا أن يكون فيه التلفيق واضحاً لا لبس فيه”.
ويضيف: “خطرت لنا هذه الفكرة بعد قراءتنا لخبر منسوب إلى صحيفة برافدا الروسية عن صفقة أمنية بين حزب الله وروسيا، وبالعودة إلى موقع الصحيفة تبين أن آخر مقال ذكر فيه اسم الحزب كان في بداية العام الحالي، ما استفز عقولنا لأننا شعرنا بأن هناك من يريد أن يستغبينا. هذا ما دفعنا إلى اختراع خبر ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي”.
أما عن كيفية انتقاء المعلومات الوهمية التي نُشرت، يقول: “بعد يومين من مسيرة عاشوراء، جمعنا ما تيسّر من أخبار خيالية عن عناصر حزب الله الموكلين تأمين المسيرة، وصولاً إلى خبر مشاركة السيد حسن نصرالله في المسيرة من دون أن يراه أحد وتصديق الناس لهذا الموضوع، وألفنا منها خبراً مضحكاً كان الهدف منه بداية تنبيه الناس إلى عدم تصديق كل ما ينشر”.
ويتابع: “تفاجأنا أن الخبر انتشر بسرعة قياسية بين الناس والمواقع الإخبارية، حتى خرج عن السيطرة، وتحوّل إلى مصيدة لوسائل الإعلام التي وقعت في الفخ، وحتى عندما حاولنا بعدها نفي الخبر لم يصدقنا أحد، بل وصل الأمر بالبعض إلى اتهامنا بالكذب”.
إذاً، لا فرقة اغتيال إسرائيلية تابعة لوحدة “سيريت ميتكال”، التي هي بالمناسبة فرقة مشاة ولا تملك أي طائرات (كما يدعي الخبر الملفق)، ولا أقمار اصطناعية روسية موصولة بخوذ “المقنعين” لكشف المتفجرات في جبل الشيخ. كل ما في الأمر أن ناشطاً وصحافياً علما الإعلام درساً.