يلصباحك ينغمش بروحي قصيدة
يلصباحك ينغمش بروحي قصيدة
إلى أين تمضي
والدروب ضيقة
والمسافاتُ مضاءة
بالندى المجفف
وأحلام فارغة
منذ قرون
يا أميرَ التجاعيد
خلفَ ظهرِكَ تبتسمُ الأمنيات
ويغريها ألُمك
فأكمل ما تبقى من اليباسِ والبنفسج
وأعرض بقاياكَ
على آخرِ جرحٍ سينبتُ بالظهيرة
إذ تساوت الألوانُ فيك
واختلطت الأضدادُ والأسماء
حين ترتفع نحو سماءٍ ثامنة
كي تعلن :
اليوم أكملتُ جراحاتي
فلا تجر أهداب النوافذ
نحو حافتك العارية
ففي غد ستنتهي المهزلة
يا أميرَ التجاعيدِ والصفائحِ الفارغة
خلف ظهركَ تبتسم الأمنيات
وأنتَ تنأى بوجهكَ عن العشب
كي تقيم صباحاتٍ منعزلة
عن بوحكَ الآفل
في غرفِ التدجين
يستريح الموت
يا غد الدوائر والحقيقة
هل يستقيمُ الدجى بألقِ التسامح
ومرارةِ الأشياء
حين يكونُ
باهتاً وجه القمر
فبوركت تلكَ الزوايا
والندوب التي تركتها
على قارعةِ جسدك
كـلّ
ذالك من الأجسادِ الرطبة
من أغاني الأطفال
وهي تعزفُ للروائح الفارغة
للانتظارِ الطويل
الطويل جدا
يا سحابةَ الحصى ووحشة الياسمين
ارضعي بداوةَ الصبح
موسيقاك
ودعيه يرقصُ
كآخر الملائكة المنفيين
خارج الحب
فأسدلي ستائركِ
أيتها الزوايا
يا غرفَ التدجين
ودعيهِ يغفو
بوجههِ البيضوي
نحو مصافِ الحجر
فقد تنتهي المهزلة
ليعلن :
اليوم أكملتُ جراحاتي
ورضيت بقداسةِ الأعشاش
من حماقاتِ البنفسج
إذ ستطفحُ الموانئ
بالراحلين
بالقادمين
ووجهك الأسمر
يمضي
إلى أين ؟
لا مشحوف يدلني على حزنكِ الأنيق .
ماذا بعد ..... أيها الراقدُ
على أكمة الجراح
والتيهِ الأبدي
ماذا بعد .... وأنت تطوي كل الوجوه
التي قبلتها بوداعٍ اخضر
علَلك تحيا من جديد بين خيوط الشمس
وهي تعانق الندى من عمرك الخريفي
وفصول أضلاعِكَ الملتوية
حول عصافير الظلام
وهي تنقرُ على شغافِ الرماد
لتنبت
أخر غصة
أخر دمعه
أخر شمعه قبيل الفناء
يا ابنَ أيوب الشرعي
وأبوك الألم بالتبني
ولدتكَ الناصرية مترعاً بالضياع
ومتوجا بآخر المواويل
أرثك الوحيد وجعٌ وبندقية
فتعال كي تمسح الحروب
وحبر البصمات
عن أناملك الوردية
وهي تغازل الفضاء
كي تهمس للغيوم
انا ابنُ ملح الارض
للنوارس العابرة
للعيون التي صدَعها الانتظار
للدموع المنسابة بين ضفائر النخيل
لهم
وهم يقضمونَ الربيع
من حزنكَ الممزق والعاري
كي يرموا الملائكة بالفراشات
ويكبلوا الأحلام بالورود
فلماذا تمد يديك جسراً للهواء المهاجر
من أقصى الزوايا الميتة
إلى أقصى الزوايا الميتة
للزمنِ المتحجر في دمعةِ شاعر
أيها المتأرجح
بين الرمح بين الرأس
بين الملحِ بين الجرح
بين الكف بين الله
ماذا بعد .... يـــــــا
أكثر ما أخشاه على شفتيكِ فراشة ضالة