النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

الغوريلا الجبليَّة ... ملكة متوَّجة في جبال رواندا

الزوار من محركات البحث: 19 المشاهدات : 518 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 16,267 المواضيع: 10,019
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 7698
    موبايلي: Nokia E52
    آخر نشاط: 29/June/2021

    الغوريلا الجبليَّة ... ملكة متوَّجة في جبال رواندا






    تعتبر الغوريلا الجبلية من أندر الحيوانات على وجه الأرض، وتمثل عاملاً مهماً للجذب السياحي في رواندا. ولكن زيارة هذه الحيوانات التي تعيش في جبال فيرونغا البركانية تتطلب بذل الكثير من المال والمجهود. وتمثل عائدات الرحلات السياحية لمشاهدة الغوريلا الجبلية أحد مصادر الدخل الرئيسية في رواندا، والتي يتم استغلالها في تنمية البلاد.

    وذاعت شهرة الغوريلا الجبلية على مستوى العالم بفضل الفيلم الأمريكي الشهير «غوريلا في الضباب»، المستوحى من حياة وأعمال الباحثة ديان فوسي المتخصصة في دراسة الحيوانات التي تنتمي إلى رتبة الثدييات العليا مثل القردة. وقد جاءت الباحثة الأمريكية إلى رواندا في نهاية عقد الستينيات من القرن الماضي لدراسة طباع وخصائص الغوريلا الجبلية وقامت بتأسيس مركز الأبحاث "كاريسوكه" لحماية هذه الحيوانات من خطر الانقراض.

    ويرجع الفضل إلى الباحثة الأمريكية في أنه لا تزال هناك حيوانات من الغوريلا الجبلية تعيش وسط غابات الخيزران المنتشرة حول جبال فيرونغا البركانية. وتعتبر زيارة هذه الحيوانات تجربة فريدة من نوعها تظل عالقة بالذاكرة إلى الأبد،

    والتي لابد أن يتضمنها أي برنامج سياحي إلى رواندا، حتى وإن كانت تكلفة التصريح للقيام بهذه الزيارة قد تصل إلى 750 دولاراً أمريكياً للفرد في اليوم الواحد.

    وعلى الرغم من أن الغوريلا الجبلية تعيش على جبال فيرونغا في كل من أوغندا والكونغو، إلا أن معظم السياح يفضلون زيارة هذه الحيوانات النادرة في رواندا. وأوضح حارس المحمية الطبيعية قائلاً: "بالطبع الغوريلا الجبلية لا تعرف الحدود السياسية بين البلدان".

    ولكن رواندا أصبحت، بعد مرور حوالي 20 عاماً على الإبادة الجماعية المدمرة لقبائل التوتسي، تمتلك شبكة طرق جيدة وآمنة، بالإضافة إلى انتشار الوعي بالحفاظ على البيئة والحيوانات التي تعيش فيها لما تدره على البلد من عائدات السياحة؛ حيث تتمتع الغوريلا الجبلية بأهمية كبيرة وتعتبر بمثابة ملكة متوجة في رواندا.

    وقد اجتذبت هذه الحيوانات خلال العام الماضي فقط ما يزيد على 25 ألف و400 سائحاً من مختلف أنحاء العالم، وجاء أكثرهم من الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى الكثير من الجنسيات الأوروبية. وقد اكتشفت الحكومة الرواندية منذ فترة طويلة الإمكانية الاقتصادية، التي يمكن أن تعود بالنفع على البلاد من خلال الحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض.



    ارتفاع 2000 متر
    وتبدأ الرحلة إلى جبال فيرونغا البركانية بالسير على أحد الدروب الحادة، ولا يزال الجو بارداً وتتساقط قطرات الندى على الأرض ويغلف الضباب هذه المنطقة المدارية. وسرعان ما تظهر علامات التعب والإرهاق على السياح؛ نظراً لأنه يتعين عليهم تسلق الجبال لارتفاع يزيد على 2000 متر، ولكن مشاهدة الغوريلا الجبلية في شرق أفريقيا تعتبر تجربة فريدة من نوعها ينسى معها السياح كل آثار التعب والإرهاق.

    وفي الصباح يحدد حارس المحمية الطبيعية مجموعات السياح، التي سيُسمح لها بزيارة مجموعة الغوريلا الجبلية في البداية، ويتعلق الأمر هنا باللياقة البدنية في المقام الأول؛ نظراً لأن بعض مجموعات الغوريلا العشرة المسموح بزيارتها لا يمكن الوصول إليها إلا بعد ساعات طويلة من السير على الجبال،

    في حين أن هناك مجموعات أخرى تقيم في مناطق أكثر انخفاضاً. ولا يسمح لأكثر من 8 سياح بزيارة مجموعات الغوريلا، بحيث لا يتعدى عدد السياح الإجمالي 80 زائراً في اليوم الواحد بالمحمية الطبيعية.



    قواعد سلوكية
    وعندما يتم تقسيم السياح إلى مجموعات يقوم الحارس المرافق لكل مجموعة بتوضيح بعض النصائح والإرشادات المختصرة، التي يتعين على الزوار مراعاتها أثناء مشاهدة الغوريلا الجبلية.

    ومن بين القواعد السلوكية هذه أنه يجب على السياح العطس في ثنية الكوع فقط عند الاقتراب من الحيوانات، وذلك للحيلولة دون انتقال الأمراض المعدية من الإنسان إلى الغوريلا الجبلية، فحتى نزلات البرد والإنفلونزا،

    التي لا تُمثل أية خطورة على الإنسان، يمكن أن تتسبب في وفاة الغوريلا الجبلية. ولذلك فإنه من الأفضل للسائح، الذي يشعر بأنه ليس على ما يرام أو يشكو من بعض الآلام، أن يظل في الفندق ولا يخرج لمشاهدة الحيوانات.

    وقد واجه السياح صعوبات بالغة في الجزء الأخير من درب التجول إلى مجموعة الغوريلا «Ntambara»، على الرغم من ارتداء أحذية التجول والسراويل الطويلة والقفازات، إلا أن نبات القراص، الذي يبلغ طوله واحد متر، كان يلسع السياح مخترقاً كل المنسوجات. وبدأت تظهر أعراض حكة الجلد وحرقان في الساقين مع تصبب الكثير من العرق؛ ولكن السياح نسوا كل هذه الأعراض مع ظهور أول حيوان من الغوريلا الجبلية.

    ويسمح الحراس للسياح بالاقتراب من هذه الحيوانات حتى مسافة خمسة أمتار فقط. ونظراً لأن الغوريلا الجبلية لا تعرف هذه القواعد وبالتالي لا تلتزم بها، فقد يحدث في بعض المرات أن تقترب الحيوانات أكثر من السياح، أو أن يتشبث أحد صغار الغوريلا بساق الزائر، وفي هذه الحالة يتعين على السائح أن يحتفظ بهدوئه، ويستمع إلى تعليمات حارس المحمية الطبيعية وينفذها.

    ويتعين على السياح توخي الحرص والحذر؛ نظراً لأن المحمية الطبيعية ليست حديقة حيوان؛ حيث لا توجد هناك أسلاك أو حواجز أمان بين السياح والحيوانات، فضلاً عن عدم توافر سيارات للقيام برحلات السفاري في البراري الإفريقية. علاوة على أن الغوريلا الجبلية قد تصبح عدوانية للغاية إذا شعرت بأي تهديد.



    جهود مثمرة
    ووفقاً للبيانات الصادرة عن البرنامج الدولي للحفاظ على الغوريلا الجبلية (IGCP)، فإنه يعيش ما يبلغ مجموعه 880 حيواناً في جبال فيرونغا البركانية وغابات بويندي، التي لا يمكن الوصول إليها في جنوب غرب أوغندا.

    وعلى الرغم من الاستمرار في تصنيف الغوريلا الجبلية بأنها من الحيوانات "المهددة بالانقراض"، إلا أن جهود الحفاظ عليها بدأت تؤتي ثمارها؛ حيث كان عدد هذه الحيوانات 620 فقط خلال عام 1989، ومع ذلك لاتزال هذه القرود اللطيفة القريبة الشبه بالإنسان من أندر أنواع الحيوانات على كوكب الأرض.

    ويتاح للسياح ساعة واحدة لمشاهدة حيوانات الغوريلا الجبلية وهي تأكل وتمرح وتحتضن بعضها البعض، ويجلس أحد الحيوانات الضخمة بكل هدوء ويأكل الأشواك وبراعم الخيزران والقراص، وعلى مسافة أمتار قليلة تجلس أنثى الغوريلا على العشب، وتنظر إلى السياح بنظرة يشوبها الملل والضجر. وعلى مقربة من ذلك خلف الشجيرات العالية توجد مجموعة أخرى من الغوريلا الجبلية، بما في ذلك الصغار وهم يمرحون على العشب حول أمهاتهم.


    وخلال هذه المشاهدات البديعة يفقد السياح الإحساس بالوقت، ويتعجبون من مدى الحب والألفة التي تتعامل بها هذه الحيوانات مع بعضها البعض. وبالطبع فإن هذه اللحظات تظل محفورة في الذاكرة ولا يمحوها الزمن.

    ولكن بعد مرور هذه الساعة يتعين على السياح أن يقولوا وداعاً لهذه الحيوانات الرائعة، وأن يسلكوا طريق العودة محملين بذكريات نادراً ما يعايشها المرء في أماكن أخرى من العالم.




  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 75,466 المواضيع: 12,588
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 16970
    مزاجي: حسب الظروف
    المهنة: ضابط في الجيش
    أكلتي المفضلة: الدولمه
    موبايلي: Note 4
    آخر نشاط: 5/March/2016
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى النقيب
    مقالات المدونة: 366
    شكرااااااااااا على الموضوع

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال