واي نيوز تنشر للمرة الأولى رحلة انتحاري تونسي للعراق: من "الثورة" إلى بابل2014/11/14
بغداد / واي نيوز
"من منزلي في تونس إلى السجن العراقي، رحلة لم تتجاوز 19 يوماً".. يبدأ ياسين محمد علي بسرد حكايته مع حزام ناسف جاء ليرتديه ويفجر نفسه في العراق.
وياسين واحد من عشرات الانتحاريين العرب والاجانب الذين تصاعدت نشاطاتهم في الآونة الاخيرة مستهدفين مناطق متفرقة من البلاد بالعجلات الملغمة والأحزمة الناسفة.
وتقدر وزارة الداخلية التونسية عدد الجهاديين التونسيين الذين يقاتلون في سوريا والعراق نحو 2500، بينما يرتفع العدد بحسب تقارير دولية الى ثلاثة آلاف مقاتل، 80 بالمئة منهم ينتسبون لـتنظيم "الدولة الإسلامية".
وتفاعلت خلال الأشهر الماضية قضية المقاتلين التونسيين المجندين من قبل الجماعات السلفية الجهادية للقتال في العراق.
وياسين شاب تونسي، ولد في العام 1990 وكان لا يزال طالباً في الهندسة - المرحلة الثالثة - قبل أن يُجند انتحارياً ويكنى بأبي السجاد التونسي.
وسبق أن شارك ياسين في الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في العام 2011، لم يعرف حينها عن التشددّ شيئاً، بل أنه تارك للصلاة ولا يؤدي الفرائض الاخرى، كما يقول.
ويسرد ابو السجاد، في حديث خاص مع "واي نيوز"، تفاصيل رحلته القصيرة مع التنظيمات الارهابية بالقول، "بعد نجاح ثورة تونس خرج السجناء من بينهم أبو همام، وهو إمام لمسجد قريب من سكني".
السجين السابق، تحدث مع الشاب عن الدين الإسلامي وأقنعه بالقتال في العراق مستغلاً، حسب ما يورد ياسين، مشكلات نفسية تعرض لها عقب وفاة شقيقه الصغير بالسرطان عن عمر 12 عاماً.
وينقل عنه، "إذا اشترك المسلم بالقتال في العراق فإنه يطبق أوامر الله بالجهاد".
وبدأت الرحلة من ليبيا التي تجاوزها الاثنان عبر الصحراء بطريقة غير قانونية.
ويقول التونسي، "مكثنا في طرابلس 7 ايام، واستمر ابو همام باطلاعي على القرآن وحثي على الجهاد وتطرق باستمرار إلى الموت بوصفه لحظة لا يمكن معرفة وقتها".
اما المحطة الثانية فكانت اسطنبول التي وصلاها جواً من مطار طرابلس بجوازي سفر مزورين، وانتقلا مباشرة إلى الحدود السورية بحافلة كبيرة لنقل الركاب.
ويوضح ابو السجاد، "بمجرد دخلونا الاراضي السورية استقبلنا شخص يدعي ابو وسام (عراقي الجنسية)، اوصلنا إلى محل اقامتنا بحلب".
ومضى إلى القول، "بقيت يومين داخل منزل يطل على معسكر لتدريب المقاتلين تمتد داخله الاسلاك الشائكة وتتوزع على اطرافه أطارات العجلات المحترقة".
ويقدر التونسي عدد المتواجدين داخل المعسكر بـ150 مقاتلا من جنسيات مختلفة.
وتابع، "كان نشاطي في التدريب يقتصر على الركض لفترات طوال".
بعد ذلك، انتهى دور أبو همام، حين سلم التونسي إلى ابي وسام الذي نقله مع مجموعة مكونة من 15 شاباً اغلبهم من جنسيات أوروبية بالاضافة إلى شاب ايراني واخر كردي، إلى العراق.
وذكر ابو السجاد، "ركبنا عجلتي باص (9 راكب) وسرنا بعمق الصحراء العراقية، وفجأة توقفنا لتلحق بنا مجموعة من الشباب العرب وصار عددنا 25 شخصا".
ويعلق التونسي مبتسماً، "جميعهم صغار السّن وكانوا طوال الطريق يمزحون في ما بينهم".
وفي منطقة زراعية، جرى تقسيم الفريق إلى مجموعات مصغرة لإرسالهم إلى مناطق متفرقة من العراق.
ويوضح التونسي، "رافقني شاب سعودي لم يتجاوز 16 سنة يكنى بأبي غفور وافترقنا بعد ساعات".
واستقر التونسي في منطقة ريفية تابعة لمحافظة بابل داخل منزل شخص يدعى "ابو حمزة"، يقطنه مع زوجته وابنه الصغير، بعد 48 ساعة متواصلة قضاها متنقلاً في الصحراء العراقية.
في اليوم التالي عند العاشرة صباحاً، ذهب صاحب الدار للتسوق وحصل ما لم يتوقعه ابو السجاد، حيث داهمت قوة أمنية المنطقة وعثرت عليه وقامت باعتقاله.
ويشير إلى أنه "من المفترض أن ارتدي حزاماً ناسفاً كي افجر نفسي على أحد الاهداف التي يحددها المسؤولون عني في العراق".
ويختم بالقول، "لا أعرف مصيري، أتمنى لو أن هذا السيناريو لم يحدث، لكنت قد أنهيت الدراسة وعملت في تخصصي مهندساً، لم يبق لأمي سوى شقيقي الكبير، لان صغيرنا قد مات، وانا هنا قد أحكم بالاعدام، أو اقضي بقية عمري في السجن من دون رؤية عائلتي".
http://ynewsiq.com/index.php?aa=news...1#.VGYUmcnos8I