قال المفيد: ادخل عيال الحسين (ع)
على ابن زياد فدخلت زينب أخت الحسين (ع) في جملتهم متنكرة وعليها أرذل ثيابها فمضت حتى جلست ناحية من القصر وحفت بها إماؤها ...
فقال ابن زياد: من هذه التي انحازت فجلست ناحية ومعها نساؤها؟
فلم تجبه زينب...
فأعاد ثانية وثالثة يسأل عنها فقال له بعض إمائها: هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله (ص) ...
وكان هذه الأمة أرادت لفت نظره إلى لزوم تعظيمها واحترامها بكونها بنت فاطمة بنت رسول الله (ص) وكفى ذلك في لزوم تعظيمها
واحترامها ولكن أبى له كفره وخبثه ولؤم عنصره إلا أن يتجهم لها في جوابه ويجيبها بأقبح جواب وهو الذي صرح بالكفر لما وضع رأس الحسين (ع) بين يديه بقوله يوم بيوم بدر...
فاقبل عليها ابن زياد فقال لها: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم ...
فأجابته جواب الركين الرصين العارف بمواقع الكلام فقالت زينب: الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد (ص) وطهرنا من الرجس تطهيرا إنما
يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا والحمد لله...
فقال ابن زياد: كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك...
فقالت: كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتتحاجون إليه وتختصمون عنده وفي رواية غير المفيد أنها
قالت: ما رأيت إلا جميلا هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك أمك يا ابن مرجانة...
قال المفيد: فغضب ابن زياد واستشاط لما أفحمه جوابها فقال له عمر بن حريث: أيها الأمير إنها امرأة لا تؤاخذ بشئ من منطقها ولا تذم على خطائها...
فعاد حينئذ إلى ما جبل عليه من سوء القول فقال لها ابن زياد: قد شفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة من أهل بيتك...
فرقت زينب وبكت وقالت له: لعمري لقد قتلت كهلي وأبرزت أهلي وقطعت فرعي واجتثثت أصلي فان يشفك هذا فقد اشتفيت...
فقال ابن زياد: هذه سجاعة ولعمري لقد كان أبوها سجاعا شاعرا ...
فقالت: ما للمرأة والسجاعة إن لي عن السجاعة لشغلا ولكن صدري نفث بما قلت.
(( وأنى ترحضون قَتْلَ سليلِ خاتم النبوّة ومَعدِنِ الرسالة وسيّد شباب أهل الجنّة، وملاذ حربكم، ومعاذ حِزبكم، ومقرّ سِلمكم، وآسي كلمكم، ومفزع نازلتكم، والمرجع إليه عند مقالتكم، ومِدرَة حججكم، ومنار محجّتكم ».))
نسألكم الدعاء