دعا المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي في كلمه القاها على طلبة الحوزة العلمية في النجف الاشرف ضمن دروس البحث الخارج الى اهمية تجفيف المنابع الفكرية للإرهابيين والملحدين ومن يعمل على اضلال الناس عن دينهم ، مرجحا هذا العمل على الجهد العسكري الذي اعطى له أهمية لكن لا توازي العمل على تجفيف منابع الإرهاب والإلحاد وأصحاب الأفكار التي تحاول ابعاد الناس عن دينهم .
وقال الشيخ اليعقوبي في كلمته المتلفزه التي بثت يوم أمس الاربعاء ، وتابعتها جريدة الناصرية الالكترونية ” ان المعارك المسلحة والعسكريه ضد الارهاب يجب ان يرافقها تجفيفا فكريا لمنابع هذا الارهاب التكفيري الذي يفرخ العشرات والمئات من الإرهابيين، متسائلا” فما فائدة قتل واحد منهم ليخرج عشرة بدلا عنه ؟
وأضاف ” ان تجفيف منابع الإرهاب الفكري التكفيري يمثل اساسا في حل مخاطره، مشبها” العملية بوجود حيوانات ضارة في بركة ماء فلا فائدة من قتل بعض الحيوانات والتخلص من مضارها الا بتجفيف البركة .
وتابع اليعقوبي ” على الحوزة العلمية والمفكرين أن ينتبهوا إلى إن الإصلاح والهداية والإرشاد والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة الضلالات والفتن والشبهات من اهم الوظائف الدينية ، لان المجتمع اذا ترك لهذه الفتن فانه سيصاب بهذه الأمراض المعنوية ويتحول إلى هؤلاء القتلة . كما حصل مع الخوارج الذين إصابتهم لوثة فكرية حولت الآلاف منهم إلى قتلة يرون إن اقرب القربات قتل علي بن ابي طالب . فلو عالجنا هذه اللوثة الفكرية .
و قال اليعقوبي ” إن من يعمل على إضلال الناس وحرفهم عن دينهم يجب دفعه بشتى الوسائل مثلما يجب دفع من يحاول ان يزهق الأرواح ويفسد في الأرض .
مبينا إن السبب الوحيد لرفع السيف في الإسلام حسب الآيات القرآنية هو لدفع الفتنة عن الناس ، مشيرا إلى أهمية إعادة النظر بكتب الجهاد في الرسائل العملية الذي ما زال بنفس الرؤية القديمة ولذلك يواجه إشكالات عديدة في ذلك الزمان لان الفقهاء يشيرون إلى بعض مسوغات القتال ووجوبه بشكل تقليدي كقتال المشركين وقتال اهل الكتاب ..الخ ، فكتاب الجهاد في الرسائل العملية يحتاج الى اعداة نظر .كما تطرق اليعقوبي إلى خطر الملحدين من الذين ينشرون الفساد والرذيلة في المجتمع ويشككون الناس في دينهم ويدعونهم غالى الإلحاد والفساد ونبذ الدين ، منوها إلى أن هؤلاء لا يقلون خطرا وإجراما عن الذين ينشرون القتل والدمار والخراب من الإرهابيين . بل لعل الجماعة الأولى اخطر واشد اجراما من الجماعة الثانية .
وكانت كلمة المرجع اليعقوبي هذه في اطار شرح مفصل لمعنى الايه القرآنية ” والفتنة اشد من القتل ” في سورة البقرة الآية 191 .