يمدّون أعناقهم من ألوف القبور يصيحون بي
أن تعال
نداء يشق العروق يهزّ المشاش يبعثر قلبي رمادا
أصيل هنا مشعل في الظلال
تعال اشتعل فيه حتى الزوال
جدودي و آبائي الأولون سراب على حد جفني تهادى
وبي جذوة من حريق الحياة تريد المحال
وغيلان يدعو أبي سر فإني على الدرب ماش أريد
الصّباح
و تدعو من القبر أمّي بنيّ احتضنّي فبرد الردى في عروقي
فدفّئ عظامي بما قد كسوت ذراعيك و الصدر و احم
الجراح
جراحي بقلبك أو مقلتيك و لا تحرفن الخطى عن طريقي
و لا شيء إلا إلى الموت يدعو و يصرخ فيما يزول
خريف شتاء أصيل أفول
وباق هو الليل بعد انطفاء البروق
و باق هو الموت أبقى و أخلد من كل ما في الحياة
فيا قبرها افتح ذراعيك
إني لآت بلا ضجّة دون آه
....
بدر شاكر السياب