يتعرض الكثير من الأشخاص في فصل الشتاء لاكتساب المزيد من السعرات الحرارية، وبالتالي زيادة عدد من الكيلوغرامات وزيادة الوزن،حيث إن برودة الجو والكسل وقلة الحركة تزيد من رغبتنا في تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالسكريات لتدفئة أجسامنا وتقليل شعورنا بالجوع.
وتشير الدراسات إلى أنه عندما نشعر بالملل بسبب الأجواء الباردة والأمطار نلجأ لتناول الأطعمة السهلة المتناول من سكاكر أو حلويات مثل الدونات والكيك بمعدل يزداد ضعفين عن الأيام العادية ومن ثم يعمل الجسم على تخزين فائض هذه السعرات الحرارية على شكل دهون في منطقة البطن والأرداف.
السمنة واكتئاب الشتاء
كما أن السمنة وزيادة الوزن ترتبط بنقص فيتامين D والتغيرات الهرمونية (انخفاض مستوى الناقل العصبي Seratonin) الذي يسهم انخفاضه بزيادة الشعور بكآبة الشتاء بسبب قلة تعرضنا لأشعة الشمس.
لذلك ينبغي علينا تحديد كمية الطعام المتناولة مع مراعاة نوعية خياراتنا للمحافظة على وزن مثالي والحرص على مراقبة الوزن بشكل أسبوعي للسيطرة على أية زيادة بالوزن منذ بدايتها، فملابس الشتاء تخفي حجم الجسم مما يتسبب بزيادة الوزن دون أن نشعر.
لا تنسَ وجبة الفطور
لضمان السيطرة على أوزاننا خلال هذا الموسم لابد من التركيز على تناول وجبة الفطور لكونها الوجبة الأساسية لإمدادنا بالطاقة ولتحفيز عملية الاحتراق داخل أجسامنا، مما يسهم في عدم زيادة الوزن.
ومن الضروري احتوائها على النشويات المعقدة (Complex Carbohydrates) مثل الخبز الأسمر, النخالة, الشوفان لما تحتويه على سكريات بطيئة الاحتراق لتحافظ على مستوى السكر بالدم متوازناً.
بالإضافة إلى ضرورة احتوائها على مصدر بروتين مثل: الحليب أو الجبنة البيضاء, اللبنة, البيض، فهذه الأطعمة غنية بالكالسيوم حيث يسهم الكالسيوم في خفض معدل تراكم الدهون حول منطقة الخصر.
تعزيز مناعة الجسم
ولابد من أن نتذكر أن تعزيز مناعة الجسم هو خير طريقة لحماية أنفسنا من تقلبات الطقس التي قد تحمل لنا الكثير من الأمراض الموسمية، ويكون ذلك عن طريق تناولنا للخضراوات والفواكه الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تقينا من الأمراض والرشوحات والإنفلونزا مثل الرمان والحمضيات.
صحي وشهي
إعداد الأطباق وتحضيرها بطريقة صحية شهية هو أفضل طريقة لتجنب السمنة في كل المواسم ولاسيما خلال الشتاء، فالنكهة اللذيذة لن تنفّرنا من أي وجبة طعام صحية، بل على العكس ستجعلنا نتبنى الأسلوب الصحي على المدى الطويل.
ويمكنا اتباع طريقة الشواء بدل القلي مع استخدام القليل من زيت الطبخ مع اللحم والدجاج والخضار بدلاً من السمن والزبدة، مع إضافة التوابل والبهارات مثل الكركم والزعفران اللذين يحفزان عملية الحرق داخل أجسامنا.
وإضافة البصل والثوم والكرفس يسهم في امتصاص الدهون. أما البطاطا الحلوة فتعتبر من الخضراوات النشوية الشتوية التي تمد أجسامنا بالطاقة،
ويمكننا سلقها أو شواؤها وتناولها كوجبة خفيفة أو إضافتها للسلطات، فهي غنية بالبوتاسيوم, Vit A(B-Carotene),Vit C وتحتوي على B6الذي يحمي من مخاطر الأزمات القلبية وعلى المنغنيز المضاد للتوتر والاكتئاب ويحافظ على صحة الأعصاب.
كما أنها تنظم معدل إفراز الأنسولين من البنكرياس فهي مناسبة لمرضى السكري.
طبق الشتاء المثالي
موسم البرد خير صديق لطبق الحساء، فالإكثارمن تناول الشوربات الدافئة مثل شوربة الخضار أو العدس يملأ المعدة ويسد الجوع ويعطي شعوراً بالدفء في الأيام الباردة، ببساطة يمكن القول إنه طبق الشتاء المثالي.
في حين أن تناول الأسماك بمعدل مرتين بالأسبوع كأسماك السالمون, التونة, السردين كونها غنية بالأحماض الدهنية النافعة وزيوت Omega-3 المهمة لتدفئة الجسم, يقينا من الزهايمر ومن السكتات الدماغية.
وأخيراً، سيكون من الجيد أن نستغل فواكه هذا الموسم الطازجة لنستمتع بنكهتها القوية، وفي نفس الوقت لا ننسى أن للفواكهة المجففة قيمتها الغذائية الممتازة،
والتي بإمكانها أن تمدنا بالطاقة وتجعلنا نستمتع بالنكهات الحلوة المذاق عوضاً عن تناول الحلويات الغنية بالدهون والسعرات الحرارية. ويمكن تناولها مع كوب من الحليب والشوفان والقرفة.
ولفنجان من أعشاب اليانسون والبابونج, أو الكاكاو, القرفة, الزنجبيل, الكركديه، وما يشابه ذلك من الأعشاب طعم رائع في أيام البرد.
وبالتأكيد لابد أن نذكر أن المواظبة على النشاط البدني الرياضي سيكون خير عون لنا لتفادي أي زيادة في الوزن ولمنح أجسامنا المزيد من المناعة والطاقة لمواجهة مختلف أمراض ومشاكل الشتاء.
أخصائية التغذية هبة عاكف رصاص
رد مع اقتباس
