ولاية زغوان
التي تأسست 1976، هي إحدى ولايات تونس الأربعة والعشرين. تبلغ مساحتها 2.768 كم² (أي 1,7% من مساحة البلاد) وتعداد سكانها سنة 2006 165.700 نسمة (وهي تحتل بذلك المرتبة 21 بين ولايات تونس حيث عدد السكان). مركزها مدينة زغوان.
جغرافيا
تقع زغوان في الشمال الشرقي التونسي وتبعد على العاصمة مسافة 51 كم.
يحدها شمالا ولايتا بن عروس ومنوبة وجنوبا ولايتا سوسة والقيروان وغربا ولايتا سليانة وباجة.
تنقسم ولاية زغوان إداريا إلى 6 معتمديات و48 عمادة. كما توجد بالولاية 6 بلديات و5 مجالس قروية.
يبلغ متوسط درجة الحرارة فيها 18° مئوية ومعدل تساقط الأمطار السنوي بين 350 و550 مم.
اقتصاد
اشتهرت زغوان بكونها منطقة زراعية إلا أنها عرفت مؤخرا نشاطا صناعيا. تتركز القوة العاملة أساسا في الميدان الفلاحي (33,3%) والخدمات (17,9%) والصناعات اليدوية (16%).
توجد بولاية زغوان 150 مؤسسة صناعية و63 مؤسسة أجنبية، من بينها 43 وحدة مخصصة للتصدير فحسب. تعمل هذه المؤسسات في ميادين الصناعة والسياحة والخدمات والفلاحة.
أهم المنتوجات الزراعية بالمنطقة هي:
- الحبوب: 5,42% من الإنتاج الوطني
- اللحوم الحمراء: 3,2% من الإنتاج الوطني
- اللحوم البيضاء: 3% من الإنتاج الوطني
- الحليب: 2,4% من الإنتاج الوطني
- زيت الزيتون: 2,5% من الإنتاج الوطني
- الفواكه: 0,63% من الإنتاج الوطني
أهم المنتوجات المصدرة هي:
- النسيج
- المنتجات الميكانيكية الكهربائية والإلكترونية
- زيت الزيتون
- الاسمنت
- صناعات الخشب
«معبد المياه»
الذي بناه الغزاة الرومان في عهد الإمبراطور هادربانوس، في الفترة ما بين 117 و138 وهو عبارة عن عين جارية في قمة الجبل، وقد بني عليها هيكل ضخم وبجانبها هرم أخضر.وقد تم إيصال الماء عن طريق حنايا (جسر) طولها 132 كيلومترا إلى العاصمة تونس. وتبلغ كميات المياه الواصلة للعاصمة من زغوان 32 مليون لتر يوميا. وتعد الحنايا من الآثار التاريخية، التي يضرب بها المثل، حتى قيل قديما «من لا تعجبه تونس، تعجبه الحنايا». ولأن التاريخ الأوروبي سلسلة من الحروب التي تنتهي لتبدأ، ولأنه كثيرا ما تناحر الأوروبيون على أراضي الغير، ليس آخرها الحربان العالميتان الأولى والثانية، فقد كانت تونس مسرحا لصراعات الأوروبيين فوق أراضيها، ومن بينهم الرومان والبيزنطيون والوندال الذين دمروا تونس كما فعل الرومان والبيزنطيون من قبل ومن ذلك تدمير الحنايا، ومشروع المياه الذي بناه الرومان، ولكن الخليفة المستنصر بالله الحفصي، أعاد بناء الحنايا من جديد، بل بأفضل مما كانت عليه، وذلك في القرن الثالث عشر الميلادي، مستفيدا من تقنيات عصره، والتي سمحت له بسقي متنزهات رأس الطابية، وجنان أريانة، وتوفير الماء لجامع الزيتونة المعمور.
القوس الروماني، وهو في حالة تحتاج لترميم وعناية، كما أنه كانت هناك أقواس كثيرة اندثرت، بينما لا تزال إحدى الزوايا الصوفية قائمة في عنفوان، وهي زاوية سيدي علي عزوز التي تعد تحفة معمارية مهيبة، ومعلم سياحي جدير بالزيارة، لا سيما عشاق النقوش البديعة، والصور الرائعة، والأفنية المخملية.
ولا يمكن لزائر زغوان أن يغادرها قبل زيارة كهوفها الرهيبة التي تم اكتشافها قبل أكثر من 5 عقود، بجبل زغوان على بعد 10 كيلومترات من المدينة. ويبلغ عدد الكهوف الساحرة 25 كهفا، وبها أفضل أنواع الجبس في العالم، وتعد المكسيك، وفرنسا، وبريطانيا، وتونس، الدول الوحيدة التي تملك مقاطع من هذا النوع. كما توجد 25 مغارة، منها مغارة معبد المياه، ومغارة سيدي بوقبرين البحري ومغارة وادي الدالية، وبعض المغارات تعود إلى 8 آلاف سنة خلت.
وكهوف ومغارات زغوان لا تحتوي على أي نوع من الحشرات، فضلا عن الحشرات السامة، ولذلك تعد من المتنزهات الترفيهية والبحثية على حد سواء، ويفضل زيارتها في الصيف لأن الأجواء بداخلها باردة.
تشتهر زغوان بالصناعات الصوفية، لتوفر المرعى للأغنام. وإن كان هناك من سؤال يتبادر إلى ذهن زائر زغوان، فهو عدد السكان القليل مقارنة بغنى الأرض وخصوبتها، وقدم الوجود الإنساني بها (مائة ألف سنة) ومساحة المنطقة الواقعة على 5 آلاف كيلومتر مربع، حيث لا يتجاوز عدد سكان مدينة زغوان العشرين ألف ساكن، وبها دار شباب، وملعب بلدي، وقاعة رياضية مغطاة، وملعب، ومكتبة عمومية، وناد إعلامي موجه للطفل، و6 رياض أطفال، و6 مدارس ابتدائية و4 مدارس إعدادية، ومعهدان ثانويان. وفي زغوان مستشفى جهوي، ومركز للصحة الأساسية، ومركز لرعاية الأم والطفل، ومركز للتنظيم الأسري.
ورغم أن المنطقة سياحية فإنه لا يتوفر في زغوان سوى فندق واحد، ومطعم سياحي واحد، وهو ما يوغر صدور أهالي المنطقة، ولا سيما المدينة التي تعاقب عليها أقوام وحضارات، ولكن لا يرى اليوم سوى أحفاد الأندلسيين الفارين من بلادهم بعد سقوطها في يد الإسبان. وقد وصلت أعدادهم الضخمة إلى تونس، ومنها زغوان، لذلك تعد المدينة ذات طابع أندلسي بأبوابها الزرقاء العتيقة، وحدائقها الغناء. ويعود الفضل للأندلسيين الذين حولوا زغوان إلى جنة خضراء مستفيدين من ثروتها المائية. كما يلاحظ الزائر في السوق العتيقة بزغوان البصمات الأندلسية من خلال صناعة الشاشية، والصباغة، وتقطير ماء زهور النسري، الذي أصبح سمة زغوان. وكذلك جلبوا معهم الحلويات التي تتميز بها المدينة، ومنها كعك الورقة، وصناعة السجاد بنوعية، المرقوم والزربية.
«تقع زغوان على كنز من المياه المعدنية، والكبريتية، متوفرة في حمام جبل الوسط، وبه مركز استشفائي طبيعي، كما هناك حمام الزريبة، وحمام الجديدي، وهذه الحمامات المعدنية والكبريتية تقع في مثلث دائرة زغوان». ويشتكي أهالي زغوان من تهميش الثروات الطبيعية بها في العهد البائد، وكان من الممكن إقامة فنادق فخمة في المنطقة، ومراكز للعلاج الطبيعي، كما هو الحال في دول أخرى، لا سيما في أوروبا الشرقية، وتحديدا في البوسنة.
زغوان غنية بالآثار التاريخية
معبد الماء بزغوان
كهوف وروعة تحت الأرض
جبال زغوان الشامخة
تم تجميع المعلومات من
الشرق الوسط
ويكيبيديا
تحياتي ... دالين