أغلب القادة العسكريين نزعوا رتبهم وهربوا من أرض المعركة تاركين الجنود في ساحة القتال بلا قيادة.
بغداد- أوصت اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق في مجزرة الصقلاوية والسجر في محافظة الأنبار العراق (غرب)، بإحالة ضباط كبار بالجيش إلى المحاكم العسكرية بسبب "تقصيرهم الذي تسبب في إهدار دماء العراقيين".
وقالت اللجنة في تقريرها الذي عرضته في جلسة مجلس النواب العراقي، الثلاثاء، إن "أغلب القادة العسكريين نزعوا رتبهم وهربوا من أرض المعركة تاركين الجنود في ساحة القتال بلا قيادة"، وطالبت بإحالة أولئك القادة إلى المحاكم العسكرية.
فيما عبر نواب عن مخاوفهم من أن تصبح وصية اللجنة كسابقاتها ضحية توافق سياسي، معتبرين أن المحاصصة الحزبية التي بنيت عليها العملية السياسية كانت سببا في تخاذل بعض الضباط وهروبهم من ساحة المعركة، وأن المحسوبية هي التي جعلت منهم ضباط وقادة كبار.
وقال النائب عن ائتلاف القوى الوطنية رعد الدهلكي (سني) للأناضول، اليوم الثلاثاء، إن "اللجنة أكدت في تقريرها أن ضباطا غير كفؤين كانوا يديرون العمليات العسكرية في تلك المناطق ويعتمدون على الجهد العسكري أكثر من الجهد الاستخباري."
وأضاف أنه لابد من "تشخيص أخطاء الماضي واختيار الكفاءات بعيدا عن الاعتبارات الحزبية والطائفية والقومية".
لافتا إلى أن "هناك ضباطا كبار ضمن قيادة الفرقة الأولى التي تعمل ضمن قاطع عمليات الأنبار يتحملون مسؤولية التقصير والإهمال بمقتل الجنود في منطقتي السجر والصقلاوية، بالإضافة إلى قيادة العمليات المشتركة والتي نسبت اليها قيادة غير كفؤة وغير مهتمة بالشأن العسكري والميداني".
كما حمل الدهلكي مكتب القائد العام للقوات المسلحة السابق (نوري المالكي) جزء من مسؤولية مقتل هؤلاء الجنود "كونه هو من يحرك تلك الخيوط".
وأشار إلى أن "هذا التقرير كشف الخلل في المؤسسة العسكرية وهذا سوف يعطي رؤية إصلاحية في المؤسسة العسكرية"، معربا عن مخاوفه من ألا تتخذ الحكومة أية إجراءات بهذا الصدد نتيجة توافق سياسي ما بين الكتل".
من جانبه، قال عضو كتلة المواطن المنضوية تحت التحالف الوطني العراقي (شيعي) محمد الطائي إن "قراءة تقرير اللجنة المشكلة حول قضية مقتل جنود في منطقتي السجر والصقلاوية، والتي كانت سرية ولا يمكن البوح بأية معلومات حفاظا على سريتها وعدم تسريب المعلومات بعد أن خضع النواب إلى القسم".
وأضاف الطائي أنه "من خلال قراءة التقرير داخل جلسة مجلس النواب تبين بأن عدم التنسيق وعدم التعاون داخل المؤسسة العسكرية كان السبب الرئيس في حصول المجزرة ".
وقال قائد شرطة الأنبار اللواء الركن أحمد صداك الدليمي قبل مقتله بعبوة ناسفة، في حديث صحفي، إن "مجزرة الصقلاوية والسجر (وقعت أيام 20 و21 و22 سبتمبر/أيلول الماضي) بدأت بدخول عجلتين (سيارتين) مفخختين لتنظيم (داعش) إلى المقار العسكرية شمالي الفلوجة"، واصفاً ذلك بأنه "انتكاسة أمنية".
وأشار إلى سقوط 66 جندياً بين قتيل وجريح وخطف 85 آخرين، مشددا على أهمية تحصين القطعات العسكرية ورصد التحركات الإرهابية لمنع حدوث مثل هذه الكارثة ضد القوات العراقية.
وأوضح الدليمي أن "المقار التي تم استهدافها هي لواء 30 ولواء 36 ولواء 40 المنتشرة في مناطق السجر والصقلاوية"، وقال "كان الأجدر، أن تكون هناك تحصينات ورصد أكثر لمنع ما حدث من عمليات إرهابية ضد القوات العراقية
المصدر