شعر سميرة فرجي
رجـاء ًحاولـي أَنْ تفهمينـي
وأن تُصغـي إليَّ وتسمعينـي
هـي الأقـدارُ قـادتْني إليـه
ومهمـا تفعلـي لن تردعينـي
وكيف ظننـتِ أني سـوف أبكـي
وقد كُتبَ الشموخُ على جبيني؟
وكيف ظننتِ أني في هــواه
سأرضى بالخنوع لتهزمينـي؟
أنا في الحب سيدتي إذا مــا
نشرتُ حرائقـي فتجنَّبينــي!
لأني قد أزلزل نصف كون
لأكسر نصف قلب فاحذريني
وَمِنْ لَهَبِ الحريقِ ألمُّ شوقـي
لأصنعَ عرشَ ليثِكِ في عريني
ومهما تزأَري فَجُنُـونُ حبـي
لأكبر من زئيـركِ فٱفهمينـي!
فما بالخوف سوف يتوبُ قلبي
وإن هدَّدتِنِي لنْ تُرهبينـــي!
وَلَسْتِ بحجمِ هذا الحب حتـى
أقـرَّ بهفـوةٍ لتـؤدّبينـــي
فقومي وٱسألي عني الأهالـي
لأنكِ في الهوى لم تعرفينــي
أنا جبلٌ بأوجاعـي، وصعـب
بأن تَجْثُو الجبـالُ لِتَبْلُغِينِــي
ولي في القلب حبٌّ قد تعـدى
حـدودَ الكونِ صدقا فٱتقينـي!
وإن شكَّكْتِ في صدقي فنـادي
شهودا في الرهانِ وَجرِّبينـي!
لأني حينـذاك، أمـدُّ رأسـي
وأمنحكِ الحبـالَ لتشنقينــي
لعلك تُدركين جنونَ حبـــي
فَتُرهبكِ الوغى كيْ تتركينــي
أنا كالنار أُبْعَثُ من رمــادي
وحُمْقٌ إن سعيتِ لتُخمدينــي
فهيا جلجلي في الحب مثلــي
وإن شئتِ الفضيحةَ فٱفضحيني!
وثــوري واثأري مني وجُني
وإن حطمتُ قَلبَـكِ حطِّمينـي!
وكالنسوان صُدِّيني بعنـــفٍ
وها هـي ذي السياطُ لِتَجْلدِيني!
وإن لم يَكْفِكِ الجَلْـدُ ٱستعينـي
بأكوامِ الحجارة وٱرجمينــي !
أنا خُدّرتُ يا امـرأةً بِحُــبٍّ
ومهما تَرْجُمِي لن تُؤْلمينــي
وهذا الحبُّ علَّمني التحــدي
وقد آن الأوانُ لِتَفْهَمينــــي
حبيبكِ لا يحبُّ سواي فٱنسـيْ
رمادَ الحبِّ كي لا تُتْعبينــي
حبيبكِ في الهـوى قد خيّـروهُ
وفضَّلَ أن أكونَ ولا تكُونـي!