وشاردة تنوء بها الفيافي
إن بها مر النسيم توجست
ضاق القفار بها هروبا
ما أن تطأ قدماها من أطرافه
إلا ترددت وتراجعت
تأتى كغيث إن همي
تروى كل ظمآن ألق
وفى جوف الأرض
تراها في تأنى تسربت
ومن ثم إختفت
تخشى التواجد بين زهرات الربا
كيلا يقال عليها بعبقها قد سرت
مياسة عبر الخمائل ماثلة
ما لم ترد نسمات أشواق
تعكر صفوها حتى تراها
في تباكى تباعدت
تخشى الربيع الطلق كيف به
قد هام حبا بها وتتيما
تخشى الهوى وتخافه
وما الهوى في شرعها
غير الأسى وتألما
أيا ربيعا توشح الجمال وبه اكتسى
نطق الهوى عنك وبكل اللغات تكلما
رفقا بنسمة إصباحٍ
بعدها مادرت معنى الهوى
الحب تخشاه كما تخشى الوغى
كوحلٍ من أسى تزداد حزنا
إن دنت قدماها منه
وتزداد فيه تمرغا
تنأى هروبا
وتزداد فيها تعلقا
كن بالهوى نبعا لها
لا كنهر يغرقها فى هواه تدفقا
بث الهوى مترفقاٍ
نعم الهوى ما كان يأتى ترفقا
كن مثل قطرات المطر
شيئا فشيئا إن همي
كن رذاذا فى الهوى
يسقى الرياض ويكسوها ندى
لاقصن ورد يقتلع فيه
ولا به يزوى الزهر
بقلمى / ود امدر