يظل الطفل على براءته وبساطته حاضناً للمشاعر والأفكار والخواطر، التي قد تعجز الأم أحياناً عن فهمها ومعرفة طريقة التصرف الأمثل حيالها، لاسيما إذا تعلق الأمر بمخاوف الأطفال وهمومهم التي قد تنتج عن حادث ما في المدرسة، أو نتيجة مشهد ما، شاهده الطفل على الشاشة ولم تلقِ له الأم بالاً.
المستشارة الأسرية والتربوية، إسلام الإيباري، ترى أن هناك حيلاً بسيطة يمكن للأم استخدامها لمعرفة ما يفكر فيه الطفل، وما يشغل باله من هموم ومخاوف، وتطلعنا عليها من خلال السطور التالية:

بدايةً، تقول الإيباري: «ابتكر علماء النفس والتربويون المختصون، 5 طرق رئيسية من شأنها أن تساعد الآباء والأمهات على كشف مكنونات وأسرار أطفالهم بطريقة عفوية وغير مباشرة وبلا أسئلة صريحة تخيفهم، مع أهمية أن تترك الأم العنان لطفلها لقول الإجابة التي تناسبه وتعبر عنه، دون أن توحي إليه بإجابة معينة، أو تعاتبه على اختيار إجابته وإخباره بأنها كانت تتوقع منه اختياراً آخر»؛ مشيرة إلى أن هذه الطرق تتمثل فيما يلي:

• قصة السفر
احكي له أن هناك شخصاً سوف يسافر إلى مكان بعيد جداً ولن يعود أبداً؛ فمن تتوقع أن يكون هذا الشخص؟
إجابة الطفل ستجعلك تعرفين من هو الشخص الذي يكرهه ويتمنى بعده عنه، أما إن قال لك إن الذي سوف يسافر «أنا»؛ فهو يكره نفسه.

• قصة العصفور
احكي لطفلك عن قصة العصفور الأب والعصفورة الأم وابنهما العصفور الصغير، ينامون في العش فوق الشجرة، وتهب رياح قوية ويقع العش على الأرض؛ فيطير العصفور الأب إلى شجرة، والعصفورة الأم إلى شجرة أخرى.
اسألي طفلك: «إلى أين طار العصفور الصغير؟»
إذا قال طفلك: «إن العصفور طار لأبيه»؛ فهو متعلق بأبيه، وإن قال: «إنه طار إلى أمه»؛ فهو متعلق بأمه ويراها هي منبع الأمان، أما إن قال: «إن العصفور الصغير طار إلى شجرة أخرى»؛ فهذا يعني أن الطفل واثق ومستقل ويشعر بالأمان.

• قصة الخبر الجديد
احكي لطفلك أن هناك طفلاً عاد من المدرسة، وقالت له أمه: «تعال بسرعة، لدي خبر جديد لك»، واسأليه: «ماذا تتوقع أن يكون هذا الخبر؟»
إجابة الطفل تساعدنا في التعرف على جانب من رغباته ومخاوفه وتوقعاته.

• قصة الحلم المزعج
احكي لطفلك أن هناك طفلاً استيقظ من النوم وهو مرهق ومنزعج، وقال لأمه: «رأيت حلماً مزعجاً في المنام»، واسأليه: «ماذا رأى الطفل في منامه برأيك؟».
إجابته ستجعلك تتعرفين على نقاط ضعفه ومشاكله في علاقاته مع أفراد عائلته وأصدقائه.

• قصة الخوف
احكي لطفلك أن هناك طفلاً يبكي بشدة، ويقول: «إنني خائف جداً»؛ فمم يخاف، أو ممن يخاف؟
إجابة الطفل ستجعلك تعرفين الكثير من مخاوفه الشخصية، والأشخاص الذين يخيفونه، أو يشعر بأن وجودهم يهدده ويضايقه.