تتنافس شركات التكنولوجيا الذكية لصنع هاتف محمول يمكنه تشخيص 16 حالة مرضية، من فقر الدم حتى التهاب المسالك البولية. ويمكنه مراقبة أعراض مرضية معينة مثل ضغط الدم ومعدل التنفس.
وذكرت مجلة "نيو ساينتست" العلمية المتخصصة ،في تقرير حديث لها حول هذا الموضوع ،أن مشروع تصنيع هذا الجهاز أطلق عام 2012 من قبل إدارة "إكس برايز فاونديشن" المصممة للمسابقة. وحفزت الجائزة المخصصة للمسابقة فرقا على امتداد العالم لتطوير أجهزة ذكية للفحص المنزلي يعمل بقياس موجات الجسم لدى تمريره فوقه.
شروط المسابقة
وبحسب قواعد اللعبة فإن على المتنافسين النهائيين اختبار أجهزتهم على البشر أمام اللجنة المُحكمة. ومن المقرر أن يعلن عن ثلاثة فائزين عام 2016. وتصل جوائزهم إلى مليون دولار أميركي ومليونين و7 ملايين دولار أميركي.
ويقول جيمس ماكلوين، من جامعة ألستر : " لا يعتبر تمرير الجهاز على رأس أحد المرضى كاف لتشخيص المرض. فالحرارة وأعراض جلدية أخرى لا يمكن تحديدها من دون لمس الجسد". وعليه صممت أغلب الفرق تقنيات طبية تلبس على الجسد، كالساعات ومجسات الرأس. وطورت معظم الفرق تصميمات تكنولوجية على غرار تقنيات موجودة حاليا. وتمثل التحدي الأكبر في دمج مجموعة تصميمات في جهاز يمكنه استخدامه، فضلا عن زيادة قدرات الجهاز الواحد.
وتستخدم بعض الأجهزة على سبيل المثال تقنية الصور، وتحللها. وقد يتم التقاط صور للأذن الداخلية أو الحلق ومن ثم ادخالها في برنامج إلكتروني لتحليلها بالنظر إلى علامات المرض الواضحة. ويقول ايغوين تشان، من مؤسسة "دي أن إيه" الطبية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "لا يمكننا تصديق أن الشخص الذي يسير في الشارع سيكون مرتاحا وهو يفحص دمه. ولكن من دون ذلك لن يتمكن من الكشف عن مرض التهاب الكبد".
تقنيات متعددة
وتتعلق تحديات أخرى بحساسية المرضى تجاه طريقة الفحص الذاتية هذه. ويقول جيمس ماكلوين : "لنتائج دقيقة يتوجب فحص الدم والبول، لأنهما عاملان أساسيان في كشف المرض". وبأخذ نتائج فحوصات هذه الأجهزة، سواء البيانية أو الصور، فيمكن عرضها على الطبيب المختص بسرعة كبيرة. وينقي جهاز "زنسور" على سبيل المثال البيانات المستقبلة عبر تطبيقات الهاتف الذكي ويسدي للمريض النصيحة الطبية الأمثل. ويأمل الفريق المصمم لهذا الجهاز أن يتوقف الناس عن التردد على الأطباء بكثرة.
ويعمل فريق آخر على الاستفادة من تقنية شرائح "نانو" الدقيقة لاختبار الأمراض عبر تحليل قطرة واحدة من الدم. ويسعى الفريق إلى جعل الجهاز قادرا على فحص 16 حالة مرضية. وهو الرقم المطلوب من إدارة "إكس برايز فاونديشن" المصممة للمسابقة.
ويمكن الاستفادة من هذه التقنيات في الفضاء الخارجي. وتعمل مؤسسة "دي أن إيه" الطبية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مع وكالة الفضاء الدولية "ناسا" لبحث سبل تحقيق ذلك، لا سيما في الرحلات بعيدة المدى إلى المريخ. ومع افتقار الرحلات الفضائية لوجود مرافق طبية كافية، فإن مثل هذه الأجهزة تعد الأمثل لهكذا ظروف. وكشفت مؤسسة "دي أن إيه" أن أجهزتها تعمل في حالات انعدام الجاذبية.
مستقبل الأجهزة
يعتمد نجاح هذه الأجهزة على مدى تكييف الأشخاص معها. وتجرى حاليا دراسة في بنسلفانيا لقياس مدى رضى الأشخاص عن هذه الأجهزة، التي تعد بمثابة طبيب المستقبل. ويعتقد الأطباء أنه بطرح هذه الأجهزة مجموعة كبيرة من الأسئلة على شاشتها وبسهولة كبيرة، فإن هذه الأجهزة قد تتفوق على الأطباء أنفسهم. ويتوقع الخبراء أن تحدث أجهزة الكشف عن الأمراض المحمولة هذه نقلة نوعية في مجال التطبيب، وخاصة في الولايات المتحدة، وذلك بسبب تعلم الناس أكثر عن مختلف الأمراض.
منقول