يعتبر "8" أحد الأرقام الأسطورية في ريال مدريد، لكن خلال السنوات الأخيرة تراجعت قيمته نظراً للمستويات التي ظهر بها اللاعبون الذين حملوا هذا الرقم بالقميص الأبيض أمثال الأرجنتيني جاجو أو البرازيلي كاكا.
وكان أول لاعب قد حمل هذا الرقم في ريال مدريد هو خيسوس ألونسو والذي ولد في هافانا (كوبا) وحالياً هذا الرقم يحمله كروس إبن مدينة "جرايفسفالد"، بطل العالم مع ألمانيا إستعاد قيمة هذا الرقم الأسطوري في ريال مدريد بعد أن فقد قيمته.
ويرى مشجعو ريال مدريد هذا الرقم بإفتخار هذه الأيام، ويرون بالألماني الوريث الأمثل لهذا الرقم، ويتذكرون جيداً الأساطير في النادي الذين حملوا هذا الرقم مثل أمانسيو، ديل سول، ميشال، شوستر ومياتوفيتش... ومن جهة أخرى لاعبين أضاعوا قيمة هذا الرقم مثل كاكا، جاجو، بابتيستا وايمرسون.
- خيسوس ألونسو.. أول من حمل هذا الرقم
شهد يوم 23 نوفمبر 1947 حدثاً تاريخياً في الدوري الإسباني، فلأول مرة لعب فريق مع أرقام في الأقمصة وكان ريال مدريد، النادي الملكي لعب لأول مرة بأرقام في أقمصة بمباراة ديربي أمام أتلتيكو مدريد وشهدت إكتساح للروخي بلانكوس بنتيجة 5-0.
وكان أول لاعب في تاريخ ريال مدريد يحمل الرقم "8" هو خيسوس ألونسو، والذي ولد في هافانا (كوبا) ووصل إلى النادي الملكي في عام 1935 وتوقفت مسيرته قبل الحرب الأهلية، ودخل خيسوس ألونسو تاريخ ريال مدريد كونه سجل أول هدف رسمي في ملعب تشامارتن (يطلق عليه حالياً سانتياجو برنابيو) عندما افتتح التسجيل يوم 28 ديسمبر 1947 في مباراة أمام أتلتيك بلباو (5-1).
- مياتوفيتش.. وهدفه الحاسم في تحقيق "السابعة"
لاعب حمل الرقم "8" قام بتغيير تاريخ ريال مدريد، ألا وهو بيديا مياتوفيتش الذي استطاع في 20 مايو 1998 وبعد 32 عاماً من الكفاح تمكن ريال مدريد من تحقيق دوري أبطال أوروبا مرة أخرى، الهدف الوحيد في تلك المباراة النهائية أمام يوفنتوس الإيطالي سجله صاحب الرقم "8".
و بعد ذلك بعامين وفي مباراة نهائية بدوري الأبطال أمام فالنسيا على ملعب "فرنسا الدولي" أيضاً لاعب يحمل الرقم "8" وهو الإنجليزي ستيف ماكمانامان كان حاسماً وأحرز الهدف الثاني في المباراة التي إنتهت بنتيجة 3-0 ومكن النادي الملكي من تحيق لقبه "الثامن" في أغلى المسابقات الأوروبية.
- ميشيل يترك "8" إلى شوستر
كانت حقبة خماسية النسر (لا كينتا ديل بويتري) بقيادة إيميليو بوتراجينيو أحد أفضل الأجيال التي مرت في ريال مدريد، وكان يشكلها مانولو سانشيس (رقم 5)، بوتراجينيو (7)، مارتن فاسكيز (11) وميشيل (5)... ولكن في صيف 1988 قام رامون ميدنوزا أنذاك رئيس النادي بالتعاقد مع نجم برشلونة بيرند شوستر.
الألماني لعب طوال مسيرته بالرقم "8" وميشيل (المدرب الحالي لأولمبياكوس اليوناني) ترك للألماني رقمه المفضل في أول موسم له، وخلال موسمه الثاني (1989-1990) إستعاد ميشيل رقمه "8" في حين أن شوستر حمل الرقم "11" و مارتن فاسكيز "10".
- أمانسيو.. اللاعب الذي حمل "7" وحقق لقب أوروبي مع "8" في قميصه
يعتبر أيضاً الرقم "7" أحد الأرقام الأسطورية في تاريخ ريال مدريد والتي حملها أمانسيو، خوانيتو، راؤول أو كريستيانو رونالدو في الوقت الحالي... أمانسيو والذي كان من أبرز اللاعبين في تاريخ النادي الملكي كان سيفضل حمل "8" نظراً لكونه صانع ألعاب مهاري.
وتوج كبطل لأوروبا مع ريال مدريد بالرقم المفضل لديه وهو "8" في عام 1966 بالمباراة النهائية ضد بارتيزان بروكسل، حيث أنذاك رقم "7" حمله اللاعب سيرينا وأمانسيو كان حاسم في تحقيق اللقب بتسجيله هدف التعادل قبل 20 دقيقة من نهاية المباراة و تسجيل هدف الفوز 2-1.
- برايتنر.. ألماني اخر حمل "8" في ريال مدريد
في سبعينات القرن الماضي كانت كرة القدم الألمانية واسعة الانتشار في أوروبا والعالم، ولم يتردد أنذاك رئيس النادي سانتياجو برنابيو في التعاقد مع اثنين من أبرز اللاعبين الألمان من بروسيا مونشنجلادباخ في عام 1973؛ "غونتر نيتزر" وبعد موسم واحد رحل بول برايتنر من فريق بايرن ميونيخ والذي كان قد حقق رفقته لقب أوروبي من أجل إرتداء القميص الأبيض.
برايتنر حمل الرقم "8" واتبع نفس طريق مواطنيه بيرند شوستر وحالياً بطل العالم توني كروس.
- مارسال.. أول لاعب مع الرقم "8" يتوج كبطل أوروبا مع ريال مدريد
أول لقب أوروبي من بين العشرة ألقاب التي حققها ريال مدريد جاء في 13 يونيو 1956 في باريس، في ذلك اليوم اللاعب الذي كان حامل الرقم "8" رامون مارسا، ومن رأى هذا اللاعب كانوا يقولون بأنه كان يستمتع بفنيات وأناقة لا مثيل لها.
وعانى مارسال من سوء حظ خلال مسيرته حيث في 20 أبريل 1958 في مباراة أمام سيلتا فيجو أصيب في ركبته وأجريت له عملية جراحية ولم يتمكن من العودة لينتهي مشواره مبكراً.
- من فشل ديدي.. إلى تألق ديل سول
كان ديدي أحد نجوم المنتخب البرازيلي في الخمسينات وحمل الرقم "8" مع السيسليساو، واعتبر أفضل شريك لجارينشا، في أغسطس 1959 انضم إلى ريال مدريد ولكنه لم يستوعب بأن نجم الفريق أنذاك كان ألفريدو دي ستيفانو بحيث وصل كنجم وهداف في البرازيل وفجأة رأى نفسه يلعب من أجل دي ستيفانو وهو شيء لم يتقبله.
وبعد 19 مباراة فقط حمل فيها قميص ريال مدريد مع الرقم "8"، رئيس النادي الملكي سانتياجو برنابيو قرر التخلي عن خدماته والتعاقد مع لويس ديل سول والذي حمل الرقم "8" وكان من بين أبرز اللاعبين الذين ساعدوا ريال مدريد لتحقيق لقب أوروبي آخر والفوز في المباراة النهائية أمام اينتراخت فرانكفورت بنتيجة 7-3.
- كاكا.. والفشل الذريع في ريال مدريد
ما حدث في أواخر الخمسينات مع ديدي تكرر بعد نصف قرن مع برازيلي آخر وهو كاكا، في صيف عام 2009 تم تقديم كاكا في البرنابيو أمام 50.000 مشجع وهو الذي كف خزائن النادي الملكي قرابة 70 مليون يورو، حيث أصبح أغلى لاعب في التاريخ لأيام قبل أن يزيحه كرستيانو رونالدو عن هذا العرش.
نهاية كاكا مع ريال مدريد إستغرقت وقتاً أطول مقارنة بما حدث مع ديدي، ولكن الإنطباع الذي تركه الاثنان في العاصمة الإسبانية متشابه. ولم ترَ جماهير البرنابيو أفضل نسخة لكاكا والذي تألق مع ميلان وحقق الكرة الذهبية.