مراقبون يقولون إن التنظيم "كشر" عن أنيابه إثر إعلانه وثيقة المدينة، ويملي فيها تعليماته المتشددة على أهالي المناطق التي يسيطر عليها.
بغداد- من شيماء عبد الواحد
يقول مراقبون إن تنظيم "داعش" حاول منذ اجتياحه عدداً من مدن العراق بُعيد 10 حزيران /يونيو الماضي، استمالة أهالي المناطق التي سيطر عليها، لكسب المزيد من التعاطف بغية تعزيز قدراته البشرية والحصول على مضافات جديدة تؤمن له سلاسة الحركة في تلك المناطق.
ويضيف المراقبون أن التنظيم "كشر" عن أنيابه إثر إعلانه وثيقة المدينة في 12 حزيران / يونيو، التي احتوت على 16 بنداً يملي فيها تعليماته المتشددة على أهالي المناطق التي يسيطر عليها.
ويقول الباحث في مركز بغداد للدراسات الاستراتيجية عمر الأطرقجي لشبكة "إرم" الإخبارية، إن "داعش كان يحاول في بادئ الأمر استمالة أهل السنة في المناطق الخاضعة لنفوذه، بهدف كسب المزيد من العناصر أو حتى إسكات الأهالي عن أفعالها تجاه مؤسسات الدولة وتراث العراق، ولاسيما بعد تفجيرها للمراقد المقدسة ودور العبادة".
ويضيف: "سرعان ما انقلب السحر على الساحر بعدما بدأ التنظيم بممارسة جرائمه البشعة بحق أبناء السنة والأقليات الدينية في الموصل وصلاح الدين والأنبار والحويجة وغيرها من المناطق التي تخضع لسيطرته، حيث بدأ أبناء تلك المناطق بتشكيل مجاميع مسلحة قتال داعش وتنفيذ عمليات اغتيال واسعة بحق قياداته للخلاص منه".
وحاصر داعش العديد من مناطق شمال بغداد وغربها ممن رفضوا دخول التنظيم لها والخضوع تحت سيطرته، ومنها الضلوعية الشمالية وعامرية الفلوجة وحديثة وهيت الغربية (70 كم غرب الرمادي)، التي اقترف فيها التنظيم مجزرة طالت 500 من أبناء البونمر.ويرجع الخبير العسكري والمتتبع لسلوك الجماعات المسلحة علي الشمري قتل التنظيمات المتطرفة لكل معارضيها بطرق وحشية لمحاولة إرهاب الناس وإخضاعهم.
ويبين الشمري لـ "إرم" أن "داعش استخدم اسلوب الترويع للمدنيين في المناطق السنية من خلال القتل ومعاقبة كل من يخالفه او قتل واحتجاز وجهاء المدن التي يسيطر عليها، ولكن هذه الأساليب طالما انقلبت بالسلب على تواجد التنظيمات تلك، لأنها دائما ماتفقد حواضنها وحتى المتعاطفين معها في بعض الأحيان، وهذا ماحدث مع داعش بعد سلوكها غير القويم بتعاملها وأخيرا قتلها لمئات السنة من أبناء عشائر هيت".
لكن حادثة إعدام ابناء قبيلة البونمر أعادت القوى العشائرية "السنية" لخط المواجهة مرة أخرى بالضد من التنظيمات الإرهابية ومنها "داعش"، وأعاد إلى الأذهان صوة تلك العشائر بعد عام 2008 عندما حاربت القاعدة وطردتها من مدنها.
معارك قضاء هيت التي بدأت منذ فجر أمس 10 تشرين الثاني /نوفمبر تمكنت خلالها القوات الأمنية من استعادة أكثر من 16 قرية تابعة للقضاء وأجبرت "داعش" بعد معارك عنيفة للهروب إلى داخل مركز القضاء والتمترس بالمدنيين العزل.
ودفعت مجزرة هيت لاستنهاض العشائر السنية، حيث بدأت عشائر البونمر والجغايفة والحديثية والبوعساف وغيرهم بحمل السلاح ومساندة القطعات الامنية لاقتحام القضاء وطرد مسلحي "داعش" منه.
قائممقام قضاء حديثة بمحافظة الأنبار عبد الحكيم الجغيفي أكد في تصريح لـ"إرم" أن الحكومة المركزية زودت أبناء عشيرتي الجغايفة والبو نمر بالسلاح والعتاد عن طريق القطعات العسكرية المتواجدة بقاعدة بعين الاسد بهدف مقاتلة داعش في مناطق الانبار".
وبين الجغيفي أن "ممارسات داعش واقدامها على ارتكاب مجزرة بحق عشيرة عريقة من العشائر السنية في الانبار دفع بباقي عشائر المحافظة للانتفاض ضد التنظيم الارهابي".
هذا في الوقت الذي اكد فيه ابو عامر النمراوي أحد وجهاء قبائل الانبار لـ"إرم" إن اعدام داعش لعشيرة البونمر ستكون مسمار نعش في جسد التنظيم.وبين النمراوي إن "تنظيم داعش عمل على مالم تقدر دبلوماسية الحكومة وادواتها ان تفعله وتدفع بعشائر الأنبار لقتال بعض من ابناء المنطقة حتى لو كانوا ضمن جماعات مسلحة، فهي بتصرفاتها حفزت واستفزت العشائر قتالها، وستتمكن تلك العشائر من دحر تنظيم الدولة "داعش" عاجلاً أم آجلاً".