في المقهى المزدحم النائي, في ذات مساء
و عيوني تنظر في تعب,
في الأوجه و الأيدي و الأرجل و الخشب :
و الساعة تهزأ بالصخب
و تدق- سمعت ظلال غناء
أشباح غناء
تتنهد في الحاني, و تدور كإعصار
بال مصدور
يتنفس في كهف هار
في الظلمة منذ عصور
**
أغنية حب أصداء
تنأى و تذوب و ترتجف
كشراع ناء يجلو صورته الماء
في نصف الليل .. لدى شاطئ إحدى الجزر
و أنا أصغي .. و فؤادي يعصره الأسف :
لم يسقط ظل يد القدر
بين القلبين ؟! لم أنتزع الزمن القاسي
من بين يدي و أنفاسي
يمناك ؟ و كيف تركتك تبتعدين كما
تتلاشى الغنوة في سمعي نغما نغما؟!
**
آه ما أقدم هذا التسجيل الباكي
و الصوت قديم
الصوت قديم
ما زال يولول في الحاكي
الصوت هنا باق أما ذات الصوت:
القلب الذائب إنشاداً
و الوجه الساهم كالأحلام فقد عادا
شبحا في مملكة الموت-
لا شيء- هنالك في العدم
و أنا أصغي و غداً سأنام عن النغم !
أصغيت فمثل إصغائي
لي وجه مغنية كالزهرة حسناء
يتماوج في نبرات الغنوة كالظل
في نهر تقلقه الأنسام
في آخر ساعات الليل
يصحو و ينام
أأثور ؟ أأصرخ بالأيام و هل يجدي ؟
إنا سنموت
و سننسى في قاع اللحد ؟
حباً يحيا معنا و يموت !
**
ذرات غبار
تهتز و ترقص في سأم
في الجو الجائش بالنغم
ذرات غبار !
الحسناء المعشوقة مثل العشاق
ذرات غبار !
كم جاء على الموتى و الصوت هنا باق -
ليل و نهار !!
هل ضاقت مثلي بالزمن
تقويماً خط على كفن
ذرات غبار ؟!؟