السلام عليكم
جزر هاواي، إنها أحد أكثر الأماكن عزلة على الأرض، تبعد خمسة وعشرين ميلاً عن أقرب يابسة، هنا انتفضت الحمم من مخبئها البركاني، عندما تصل الصخور الذائبة إلى البحر ينفجر الغاز المحصور، ويثور البخار بينما يبرد بشكل سريع، وهكذا تستمر الجزيرة بالنمو،
اليوم سنسافر إلى جزيرة هاواي لنكتشف عالمَ ما تحت البحار، سنغامر في أنفاق وكهوف مليئة بالحمم وندرس بعض أسماكها الفريدة، ونرى أيضاً عالم الحيد البحري السريع التغير.
لا يمكن إيجاد أنواع عدة من السمك ومن اللافقاريات إلا في هذا الحيد، وأخيراً سنزور حيوانات مميزة كسلاحف البحر والدلافين والحيتان .
هذه تضاريس "كاواي" الجزيرة الشمالية في سلسلة جزر هاواي المميزة، كاواي هي أقدم جزيرة في الأرخبيل.
تتراكم البراكين فيها منذ أكثر من خمسة ملايين سنة، جزيرة هاواي فيها أطول سلسلة جبال في العالم، المسافة من قمة الجبل الثلجية إلى أسفل البحر تبلغ أكثر من خسمة أميال، يمتد الأرخبيل على طول ألف وستمائة ميل في أعماق المحيط الهادئ..
سكان هاواي القدامى يدعون الشفنين لوبي وهي كلمة تمثل الحرباء أيضاً، بالنسبة إلى سكان هاواي الأوائل البركان فقط هو أقوى من القرش، القرش كالبركان يمثل قوة الدمار والحياة الجديدة وفق اعتقادات سكان هاواي، في كهوف الجزيرة وأنفاق الحمم تستريح القروش البيضاء بعد ليلة من الصيد، تخاض المعارك البارزة بين النار والمياه حيثما وجد بركان قرب بحر.
نحتت الحمم الكهوف الشاسعة تحت المياه، كانت في الماضي أنهاراً كبيرة من الصخور الذائبة، جدران هذه الكهوف مسكونة من قبل بعض المخلوقات البحرية، القريدس والسرطان والقشريات تبحث عن لقمة العيش في هذه الكهوف.
يتسلق سرطان الناسك الجدار للبحث عن الطعام مسلحاً بمخالب حادة، يحمل هذا السرطان الأسفنج على ظهره للتمويه والاختباء من خطر الإفتراس، تنام السمكة الببغائية في واقٍ صنعته بنفسها من اللعاب، يخبيء المخاط رائحة السمكة الببغائية من المفترسات كالأنقليس، صدفة مغلفة بغطاء شوكي على هيكلها الجميل.
تجول السمكة المنتفخة ذات العينين الجاحظتين عند مدخل الكهوف وينزوي أنقليس كبير في السقوف محاطاً بالقريدس للاختباء، تستريح أسماك كهوف الحمم من بحر هاواي الهائج..