ما هو الحظ ؟ وماذا يعني لك ؟=======******=====هذا موضوع طويل وقد يمر عليه الكثير من الاعضاء والزوار ويضجروا من النظر اليه كيف يقرؤوها اذن ...؟! في الحقيقة انه جهد قدمته كبحث في احدى المسابقات التي اشتركت فيها والحمد لله اتى بثماره .. واني انصح الجميع بقراءته والمشاركة على الاجابة على الاسئلة الواردة فيه والتعليق على ماورد من اراء بين سطوره عسى ان يكون فيه فائدة للمتناقشين والمتداخلين ورضى لله رب العالمين ...
قد يكون الامر متشعبا وطويلا ومطاطا وقابلا للنقاش من اكثر من جانب ... ولكنه شيقا بحيث يرى الجميع انه يمسه في صميم حياته ... وحتى من لم يؤمن به عليه ان يتأكد بانه قد ورد في اعظم مصدر في الكون الا وهو القران الكريم ... و ان كان من العقلاء فهو يؤمن به في ذلك المورد ولا يتعدى حدود ما فصله القران المجيد ... بعد هذه المقدمة ندخل في صلب الموضوع .. الا وهو (الحظ) فما هو الحظ ...؟؟
اولا / الحظ في اللغةً العربية
الحَظّ : النصيب . و الحَظّ الجَدُّ والبخت . والجمع : حُظُوظ ، وأحْظٍ . أحاظٍ . ( المعجم الوسيط) -الحظ : بفتح الحاء ، حظوظ ، النصيب(المعجم: مصطلحات فقهية )
ثانياً / الحظ في القران الكريم : أ/ جاء بمعنى نصيب اوقيمة او منزلة وقد جاء في التفسير بما ان الكافر يعمل بعكس ما امره الله تعالى لذلك فانه فقدَّ نصيبهُ مما اقسمه الله للمطيعين كما في قوله تعالى : (( وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) آل عمران 176.. ب / كذلك ورد بنفس المعنى الاول ولكن من الميراث والتركة ويقال سمي حظاً هنا كون الوارث يحصل عليه بدون جهد كما في قوله تعالى : (( يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ....)) النساء11 ((.... فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))
جً / وصف القران الكريم اهل الدنيا كيف يفهمون معنى الحظ انه الزينة والاموال والنفوذ وهذا ذم لمن يحبون الدنيا ويفسرون الحظ بهذا المعنى لقوله تعالى : (( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )) القصص . وعند اكمال هذه الايات الكريمات نلاحظ كيف فرق الله بين اهل العلم وغيرهم في تفسير الحظ ((... وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * )) وكان النتيجة ان الله فند رأي اهل الدنيا فكان حكمه تعالى هو النافذ ولم ينجي قارون حظه الذي كان يحسده عليه اهل الدنيا كما في قوله جلَّ وعلا ((فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ *)) ولا يحتاج اللبيب المتتبع الى الكثير من الذكاء ليعلم من هذه الايات الكريمات ان (الحظ العظيم) برأي اهل الدنيا يختلف اختلافاً بل هو على النقيض من (الحظ العظيم) الذي وصفه الله تعالى ..!! هـ / التعريف القرآني للحظ وصاحبه ... هو ان يكون صاحبه احسن قولا ويعمل صالحا ويكون مسلما ويدفع بالحسنة وان اسيء له و يتسامح حتى مع اعدائه وهذا يحتاج الى صبر شديد لذا وصفه الله بالتلقي ولم يصف الصبر بالتحمل ... وعندما تُجمع هذه الصفات مقرونةً بالصبر يكون ذو حظ عظيم أي يفوز بالجنة وهي اعلى مراتب الحظ أي النصيب للعباد ... كما جاء في قوله تعالى : (( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )) فصلت (33-36)
* من هنا نصل الى ثلاث تفاسير لمعنى الحظ ... ا
لاول / حظ المذموم وهو ترك العمل الذي يرضي الله تعالى كما يعمل الكافرين فيحرمهم الله تعالى من حظهم في الاخرة ...
الثاني / حظ بلا جهد ما يأتي بلا جهد ولكن باسباب قدرتها السماء كالميراث ...
الثالث / حظ عظيم وهو ما يحتاج الى عمل وجهد مكللا بالصبر الطويل ...
هذا ما ود عن الحظ في القران الكريم ...
* وقيلت آراء في الحظ مختلفة ..
( الرأي الاول ) " فلان محظوظ " تتردد على ألسنة الناس هذه الكلمة .. كثيراً وخصوصاً أولئك الفاشلين الذين يعزون فشلهم لقلة حظهم .. ويتهمون الناجحين بحظهم الوافر .. هنا اود ان أقف لحظة حول معنى كلمة الحظ وما وراءها من معاني تغيب عن بال الكثيرين منا .. هل الحظ ..
بمعناه المنغمس في اذهاننا صحيح ..؟
ومن هو المحظوظ .. وما هي مفاهيم ومعاني الحظ ..؟
* الحظ لغة واصطلاحا.. هو النصيب والجد .. ويقال فلان محظوظ وحظيظ وحَّظي.. وأحظ .. صار ذا حظ .. ويطلق على البخت .. يقال فلان محظوظ .. ذو بخت ..
وكما قال الشاعر :
وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى …. ولكن (أحاظٍ ) قسمت ، وجدود
ويقال .. حظ في السحاب .. وعقل في التراب !
لكن برأيكم .. من هو صاحب الحظ العظيم ..؟؟
اما ذو الحظِ العظيم .. إنه صاحب القلب الكبير .. الذي يعفو عمن أخطأ عليه .. ويصبر على أذى إخوانه .. إنه الرجل الذي تنقلب عداوته .. إلى صداقة حميمة .. إنه الذي لا يحمل الحقد والحسد ولو تكالبت عليه الشدائد .. وتتابعت عليه النكبات .. لكن الله وصفه قبل ذلك .. بالصبر !
إن أولئك المحظوظين .. هم فعلاً من غسلوا قلوبهم من الأدران والأحقاد.. فقد تكفل الله تعالى لهم بوابل من البخت .. وهو العظيم ..
ولكن أين هم في زماننا ..؟!!
وأين نحن من موقف يعلمنا الكثير ؟!..
حين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمن حاربه عشرات السنين .. يوم فتح مكة .. حين سألهم صلى الله عليه وآله : ما تظنون اني فاعلٌ بكم ؟! .. قالو : اخٌ كريم وابن اخ كريم ..!!! وفي النهاية ورغم علمه بكل ما يبطنون قال المصطفى صلى الله عليه وآله : اذهبوا فأنتم الطلقاء .!
ثانيا /الحظ من ويكيبيديا، الموسوعة اللالكترونية الحرة على الانترنت
ما هو الحظ؟ قيل انه القضاء والقدر أو هو نصيب كتب لشخص سعيد ولم يكتب لآخر تعيس كلمة الحظ كثيراً ما نتداولها
ولكن يا ترى هل للحظ وجود حقيقي في دائرتنا الإنسانية.. ؟!!
أم انه نوع من التحايل أمام انهزام الذات في بعض المواقف الحرجة....؟!
اشخاص شخص غير محظوظ (مكَرود او فكَر) كما يقال بالعامية لا يعمل عمل الا ويفشل ولا يدخل مجال الا ويطرد لا يتمنى شيء الا ويسلب منه يعمل ويخلص ويهتم ولا يلقى الا الجحود والنكران..! فلسان حاله يقول كما قال الشاعر ..
كل ما دقيت في ارض وتد ... من رداة الحظ وافتني حصاة
و آخر محظوظ منعم بكل شيء يتنقل بين أجمل الفرص واحلى المفاجئات كل شيء سهل بالنسبة له و القبول له في اي مجال (بخته) من السماء كما يقال فالحظ معه اينما رحل ,,, يمسك التراب فيصبح ذهباً !
و آخرون بين هذا وذاك لهم حظ في شيء وشقاء في اشياء...
الرضى والقناعة هما سبب السعادة وجد في حالات كثيرة جداً، أن الإنسان يأتيه الموت، ولا ينال حقه! إذاً فلا بد من حياة أخرى توزع فيها الحظوظ توزيع جزاء، بعد أن وُزِّعت في الدنيا توزيع ابتلاء.
امثلة على الحظ.... المال حظ والصحة حظ والزواج حظ هناك زواج ناجح، وهناك زواج فاشل و هناك زوج صالح. وهناك زوج مشاكس و بين الناس أولاد أبرار، وبينهم أولاد عاقّون دخْلُ بعض الناس قليل، ودخلُ بعضهم كبير فهذه الحظوظ وُزِّعت في الدنيا توزيع ابتلاء ولا بد أن توزع ثانية في يوم آخر توزيع جزاء فالذي نِلْتَه في الدنيا، إنما نلته لكي تُمتحن به ان خيراً شَّكر.. وان شرا صبر... و سيأتي يوم تجازى على عملك إن خيراً فخير، وإن شراً فشر. (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) يونس- ..و (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) ونجد ان كلمة (الحظ) نفسها يضعف معناها ويقوى بقدر ما في الإنسان من علو الهمة أو خمولها، وكذلك بعكس ما تكون في الإنسان من قوة الإيمان وضعفه، ففي بعض المجتمعات المتخلفة نجد انتشار التعاويذ والأحجار أو بعض الاشكال والكتابات في هذه الأوساط ايمانا منهم بأنها تجلب الحظ !!! كما ارتبط معناها عند البعض بالصدفة كما يقال رمية من غير رامي...!!! فالإنسان المؤمن القوي في إيمانه، المؤمن بأن هناك أسباباً تتلو مسببات: قلما يفهم من هذه الكلمة إلا أضعف ما تريد النفس منها فهي من (جنس العمل)، وإن لكل مجتهد نصيب ! والله تعالى يقول: (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً) صدق الله العلي العظيم ...
ثالثاً /وهذا راي الذين يؤمنون بالحظ اكثر من أي شيْ ... الأقوال عن الحظ... حيث يسوقوا لنا هذه القصة العجيبة التي تجعل الحظ دائما هو المنتصر ... هنا نعرف معنى الحظ والمنطق
ابتسم ياصاحب الحظ ... ولا تيأس من رحمة ربك يامنطق ... الح ... والمنطق... وقصدوا هنا بـ(المنطق) العقل ...تقول القصة ...
( ترافقا الحظ والمنطق في طريق سفر في سيارة واحد .. فنفذ وقودهما فقررا السير مشيا على الاقدام الى ان يجدا من يقلهما الى مكان قريب .. فلما جن عليهما الليل قررا ان يباتا الى الصباح في ذلك المكان ... فقال المنطق لـ الحظ : - اني سأنام تحت تلك الشجرة البعيدة قليلا عن الطريق .. فقرر المنطق ينام جنب شجرة ... أما الحظ فقرر ينام في منتصف الشارع فقال له المنطق :- انك مجنون أنت ستعرض نفسك للخطر او الموت ...!!
قال له الحظ : اني لا انام الا في منتصف الشارع !! لكي تقف السيارة المارة ونصعد بها !!
فعلاً نام المنطق تحت الشجرة والحظ في منتصف الشارع .. بعد ساعة وصلت سيارة مسرعه
ولما راى سائقها جثة في منتصف الشارع حاول التوقف ولكن لم يستطع السيطرة على السيارة فأنحرفت بإتجاه الشجرة ودهست المنطق فقتلته وعاش الحظ !! فقالوا في مثلهم (اللي ماله حظ لايتعب ولايشقى)
وان هناك من يؤمن بان الامر مرهون بالحظ فقط كما قال الشاعر :
ان حظي كدقيق بين شوك نثروه *** ثم قالوا لحفاةٍ يوم ريحٍ اجمعوه
صعب الامرُ عليهم قال قومٍ اتركوه *** ان من أشقاه ربي كيف انت تسوه
===========*************===========
اخير الاعتذار من الاطالة وكثرة الكلام وارجو ان يكون كل ذلك للفائدة والاستفادة ونطرح الموضوع للنقاش الجاد لنرى اراءكم القيمة ... وردودكم على الاسئلة الواردة في الموضوع والسؤال الرئيسي وهو :-
ما هو الحظ ؟ وماذا يعني لك ؟
وفق الله الجميع لما فيه خير العباد والبلاد ...
نوح السائح
2014