النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

تفسير القرآن الكريم- الحلقة الثانية - سماحة العلامة السيد محمد الحسني

الزوار من محركات البحث: 7 المشاهدات : 324 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: June-2014
    الدولة: ايران - مشهد المقدسة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 272 المواضيع: 20
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 54
    مزاجي: مايتعرض له المسلمون كل يوم يبعث الألم والحزن
    أكلتي المفضلة: الدولمة
    موبايلي: iphone5
    آخر نشاط: 29/August/2019

    تفسير القرآن الكريم- الحلقة الثانية - سماحة العلامة السيد محمد الحسني

    قوله تعالى : ( بسم الله ):

    (الاسم ):

    من السمو او من السمة على الخلاف بين البصريين والكوفيين, والاصح كونه من السمو, لان اشتقاقه من (السمو) هو الاشتقاق الخاص الذي يتفق فيه اللفظان في الحروف, وترتيبها, ومعناه أخص وأتم، فإنهم يقولون في تصريفه: سميت, ولا يقولون وسمت، و في جمعه أسماء لا أوسام، و في تصغيره سمي لا وسيم. ويقال لصاحبه مسمى لا يقال موسوم، وهذا المعنى أخص. فإن (العلو) مقارن للظهور)وكلماكان الشيء أعلى كان أظهر).
    فالاسم يظهر به المسمى ويعلو، فيقال للمسمى: سمه: أي أظهره وأعله: أي أعل ذكره بالاسم الذي يذكر به، لكن تارة بما يحمد به وتارة بما يذم به، كما قال تعالى: وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا [ مريم: 50]. وقال تعالى( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ )[الشرح:4] وقال تعالى( وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِين) الصافات وقال في النوع المذموم: (وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ [القصص: 42]. وقال تعالى: نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [القصص: 3]، فكلاهما ظهر ذكره، لكن هذا إمام في الخير, وهذا إمام في الشر.
    وما ليس له اسم، فإنه لا يذكر, ولا يظهر, ولا يعلو ذكره، بل هو كالشيء الخفي الذي لا يعرف, ولهذا يقال: الاسم دليل على المسمى، وعلم على المسمى ومعرف به ونحو ذلك، ويؤيده ما ورد عنهم (عليهم السلام ): ( نحن الاسماء الحسنى )،
    وقال تعالى: (بسم الله) ولم يقل بالله اشارة الى ان التبرك باسمه جل شانه, وكذا ليعم كل اسمائه، لهيمنة هذا الاسم الشريف على بقية اسمائه جل شانه، ولا تكون الاستعانة الا بالذات المقدسة لا بالاسم، وهنا انما جعل هذا اللفظ علما ودليلا و بنفس الان بمنزلة الوصف الذي يحكي كل صفات الجلال والجمال والكمال ، واما الجار فمتعلق ب ( ابتدأ ) اي ابتدأ بالقراءة على الناس وتبليغ الرسالة الخاتمة باسمه تعالى كما امرت، فوضع الاسم موضع المصدر، كما هو عند البصريين ويؤيده قوله تعالى ( اقراء باسم ربك ) العلق 1\\ ، وبمعنى اخر اقرء مانزل عليك على الناس،مبتدا هذه القراءة وهذا المشروع العظيم باسم الله تعالى، لما في هذا الاسم المبارك من تجلي افعالي للحق جل شانه كما سياتي بيانه ان شاء الله تعالى، ( الله): قيل إنه غير مشتق لانه قديم والقديم لامادة لاشتقاقه وهذا شرك جلي، وقيل إنه مشتق وقد اختلفوا في مادة اشتقاقه وهو مردود ايضا، والحق مانسب الى الخليل من انه غير مشتق وعدم اشتقاقه يعود لبساطته و انه اسم علم واللام جزء اللفظ، وان الواضع له والمعرف به هو الله تعالى، ويدل عليه قول الامام الصادق عليه السلام (اعرفوا الله بالله)، وذهب بعض الى انه اسم جنس منحصر في الفرد كالشمس ونحوهذا، وهو زلل في التوحيد لان الجزئية والكلية والجنسية ونحو ذلك مفاهيم امكانية وذاته المقدسة فوق الوصف فلا وجه علمي لإطلاق اسم الجنس على اللفظ المختص به جل شانه، قال تعالى( انني انا الله لا اله إلا انا) طه: 14، وسواء اتحد الاسم مع المسمى او كان جوهرا مستقلا او عرضا فان الكل يصح بالنسبة اليه تعالى، واسمائه تعالى توقيفية كما ثبت في محله، وهذا الاسم الشريف ممتلئ بمعنى الذات المسلوب عنها كل النواقص ذهنية كانت او خارجية،
    (الرحمن الرحيم): صفتان مشبهتان من الرحمة مشتقتان من الفعل رحم، ولا وجه للمبالغة في رحمانيته لعدم محدودية صفاته جل شانه اللهم الا في مورد الرحمة وليس بالاضافة اليه تعالى كما في قوله تعالى ( ان الله يرزق من يشاء بغير حساب ) البقرة 261 \، ولما كانت العوالم بالنسبة اليه جل شانه في عرض واحد فهو رحمن الدنيا والآخرة و رحيمهما كما ورد في الدعاء المأثور، وعليه لاوجه لقولهم في مورد التفرقة بينهما ان الرحمان يختص بالدنيا والرحيم بالآخرة، لاسيما وقد ورد الرحمان بالنسبة الى الاخرة في قوله تعالى ( يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا) الفرقان 26 \، كما ورد الرحيم بالنسبة الى الدنيا في قوله تعالى ( ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما )النساء 29 \، واما قولهم ان الرحمان عام والرحيم للمؤمنين خاصة فلا ريب فيه وله مؤيدات, حيث استفيد العموم في الاولى من اهمال المتعلق الا ان الرحيمية كذلك نعم من اجلى مصاديق الرحمانية تنظيم عالم التكوين ومن اظهر مصاديق الرحيمية تنظيم التشريع ولما كان اثر التشريع يظهر في المؤمنين العاملين به استحقوا الدخول في رحيميته في نيل سعادة الدنيا والاخرة من هذه الجهة فهو جل شانه رحيم بالدنيا بالتشريع وفي الاخرة بالجزاء عليه، اما المعنى فقد عجز عن الاحاطة به الانبياء والأوصياء عليهم السلام فكيف بغيرهم، وقوله تعالى( ولو ان مافي الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر مانفدت كلمات الله) و قوله تعالى ( ورحمتي وسعت كل شيئ) اشارة الى تجليات رحمته الواسعة في العوالم كلها، ومن مظاهر رحمته جل شانه انه ( يعطي من ساله ومن لم يساله ومن لم يعرفه تحننا منه ورحمة ) كما جاء في الدعاء عنهم (عليهم السلام)، ولعل الله برحمته ينزل توفيقاته فنزيد المطلب بيانا..
    والظاهر والله العالم ان اية البسملة يختلف معناها من سورة الى اخرى بحسب غايات واغراض السور المباركة، ولما كانت كل سورة هي مشروع الهي كبير بمسارات معينة لتحرير الانسان مما كبل به نفسه اقتضت حكمته جل شانه ان يبتدا هذا المشروع باسمه جل شانه كقوة دافعة لذلك المشروع باتجاه غاياته النهائية لما في هذا الاسم الشريف من اسرار الهية لاتحيط بها المدارك المادية،
    قوله تعالى) الحمد لله رب العالمين) الحمد، المدح، الشكر، الفاظ ثلاثة ذات دلالات مختلفة فالمدح اعم من الحمد والحمد اعم من الشكر وكل له وجه، وقيل لافرق بين الاخيرين، والحمد ابلغ في افادة الثناء، وسواء كانت اللام للاختصاص او الملك او الاستيلاء فان الكل يليق به جل شانه، ولاتصح حقيقة الحمد الا له سبحانه لوصول نعمه الى كل احد، ولما كان الملك ملكه والكون كونه ولا اله غيره كان سبحانه اهل للثناء والحمد خالصا له وحده، ولايقوى الانسان على حمده الا بتوفيقه لان حمده يحتاج الى حمد كما ورد عن زين العباد ( عليه السلام).
    قوله تعالى: ( رب العالمين ) : الاسم الشريف (رب ) مختص به جل شانه وفيه انطوت بعض اسمائه تعالى لاسيما المدبر والحكيم، وهو اسم مهيمن لايعرف اسراره الا الانبياء والاوصياء ومن ترشحت عليه منهم فيوضات المعرفة، وتفسيره بالمالك او الملك كما عن بعض اهل اللغة قصور، فالقران يفرق بين الرب والملك، قال تعالى : ( ذلكم الله ربكم له الملك ) الزمر6 \\ ، وقال تعالى : ( قل اعوذ برب الناس اله الناس ملك الناس ) حيث يفهم من الايات المباركة وبمساعدة السنة الشريفة ان الربوبية لها من الخصوصية ما لايوجد في اسمائه المقدسة الاخرى ففيها معنى التدبير والحكمة والعناية المستمرة، والخلق والملك شيء وتنظيم العالم والعناية به شيء اخر، ومن هنا يمكن القول ان هذا الاسم المبارك اجتمعت فيه كل اسماء الافعال المقدسة المنبعثة من تدبيره جل شانه، كما ان ظاهر الاية المباركة يفيد نفي السنخية بينه تعالى وبين الممكن ذاتا، ولذا ذهب الكثير من محققي علماء الاسلام الى ان محاولة اثبات ذلك تكلف محض، وسياتي معنى قولهم : بسيط الحقبقة كل الاشياء ان شاء الله تعالى،
    قوله تعالى: (العالمين ) جمع لامفرد ولا واحد له من لفظه كالرهط والنفر، اشتق من العلامة الدالة على الخالق كما ان اللفظة تستبطن المعلولية التي تقود الى علة العلل المتفردة و التامة من جميع الجهات، وكل ما سواه جل شانه عالم من عوالمه هو المربي والمالك والمدبر لها، وقد ورد عن امير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( يحوطها بكنفه ويدير كلا منها بمصلحته ) وهذه الربوبية الوسيعة لاتختص بمن يعقل كيف واثر التربية والعناية ظاهر في كل شيء قال تعالى: ( وهو رب كل شيء) وتتعد العوالم الى درجة يعجز الانسان عن ادراكها الا المعصوم ( عليه السلام ) لوصوله الى اعلى مراتب اليقين وهو معنى ما ورد عن امير المؤمنين (عليه السلام): ( لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا)، وتندرج تحت عناوين ثلاثة: عوالم المادة وعوالم الحروف وعوالم المجردات كما دلت الروايات الشريفة الواردة عنهم ( عليهم السلام )، ولاشك في تعددها حقيقة، والقول بالوحدة مجازفة، ولعل ذكر رب العالمين بعد جملة الحمد مشعر بالعلية الدالة على استحقاقه للحمد وانحصار الحمد به جل شانه
    قوله تعالى : ( الرحمن الرحيم )
    .
    .
    يتبع ان شاء الله..

  2. #2
    صديق ماسي
    ابن ذي قار
    تاريخ التسجيل: September-2014
    الدولة: العراق- ذي قار
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 11,435 المواضيع: 1,521
    التقييم: 2983
    مزاجي: ضارب الدنيه بعرض الحايط
    أكلتي المفضلة: القاسمه الله
    موبايلي: S 3
    آخر نشاط: 13/April/2015
    مقالات المدونة: 1

    شكراا لك

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال