بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
السورة مكية بلا اشكال, وهل تكرر نزولها؟ الظاهر النفي, اذ لا مساعد صريح عليه من كتاب او سنة، وتسمى فاتحة الكتاب كما ورد عنه ( صلى الله عليه واله وسلم)، وسميت بأم الكتاب, لانها محور المفاهيم القرانية المباركة وفيها امهات المعارف الاعتقادية و(السبع المثاني ), لان المعارف فيها مطوية طيات كثيرة وعميقة، واللطائف في هذه السورة تكاد تابى العد والحصر، وقد اشارت روايات كثيرة الى ذلك، او لانها تثنى في الصلاة، وقيل لتكرر نزولها، والإعراض عن هذا القيل اولى, لاستلزامه مفاسد متعددة، وهي سبع ايات اتفاقا.
وتتضمن السورة اشارات عجيبة الى اصول الدين وفروعه ، بل كل مفردات العقيدة، واسرار العبادة، والتشريع، وَالتنويه بصفات الَّلهِ الجلالية والجمالية، وَإِفراده بالعبادة, و حصر الاستعانه به وحده، وَالتوجه إِليه جل شانه بطلب الهداية إلى دينه الحَقِ الذي هو الاسلام و التوفيق الى سلوك الصراط المستَقِيم الموصل الى هذا الدين العظيم المتمثل بولاية علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) لاغير لما ثبت متواترا عن النبي ( صلى الله عليه واله ) : ( انا مدينة العلم وعلي بابها ) وَالتضرع إِليه سبحانه للثبات على الايمان و التعرف علىَ نهج ال محمد ( عليهم السلام )،الذي هو السبيل الوحيد للوصول الى حقيقة توحيده جل شانه
واجتناب طريق المغضوب عليهم والضالين، وفي السورة المباركة اشارات الى قصص الأُمم السابقة ،وبيان معارج السعداء الذين هم ثلة من الاولين وقليل من الاخرين و التعرض الى منازل الأَشقياء الذين عميت ابصارهم وبصائرهم في الدنيا والاخرة، والحق ان مافي هذه السورة من لطائف مما لايدركها الا الانبياء واوصيائهم ( عليهم السلام)
قوله تعالى: ( بسم الله الرحمن الرحيم) : اختلفت المدارس الاسلامية الاخرى في جزيئية البسملة الى مذاهب شتى: فقد انكر الاغلب ذلك, حيث ذهب الجمهور من علمائهم إلى أنها ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها ولا تجب قراءتها في الصلاة واختار هذا ايضا ابن قدامة الحنبلي في المغني وهو مخالف للثابت الصحيح من السنة المطهرة, بينما عدها الشافعي, والنووي, وابن المبارك, وابن حزم الاندلسي, آية من كل سورة عدا التوبة وذهب بعضهم الى انها اية من الفاتحة وليست اية في بقية السور, واختار اخرون منهم عدم كونها اية من القران البتة، وكفر بعضهم من تبنى هذا لوجودها في سورة النمل ولم يكفروا من انكر كونها اية في اوائل السور، وصريح النصوص التاريخية والسنتية تفيد ان المشكلة نشأت من كون الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) كان يجهر بها تبعا لرسول الله( صلى الله عليه واله) بينما اصر معاوية تبعا لبعض من سبقه على تركها او الاسرار بها، والقوم خصوم لعلي (عليه السلام) اتباع لمعاوية، فاقتضى الدفاع عن معاوية ان تمحى البسملة من القران او يشكك بها على الاقل وهذه احدى مفردات الانقلاب الذي اشارت اليه اية الانقلاب كما سياتي بيانه ان شاء الله تعالى..
وقد ثبت عن النبي( صلى الله عليه واله) في حديث صحيح انه قال:( اللهم ادر الحق مع علي حيث دار) اخرجه البيهقي في سننه ونقله الفخر الرازي في تفسيره ج1 ص 205
اما عند اتباع ال محمد عليهم السلام فهي اية بالإجماع الا في التوبة تبعا لائمتهم وقد تكررت في سورة النمل مرتين بل انكار جزيئتها من الفاتحة او من القران تحريف واضح، وفي الصحيح عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: ما لهم قاتلهم الله عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها و هي ( بسم الله الرحمن الرحيم)
و قيل لامير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام): يا أمير المؤمنين أخبرنا عن(بسم الله الرحمن الرحيم) أهي من فاتحة الكتاب؟ فقال ع: ( نعم، كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقرؤها ويعدها آية منها، ويقول: فاتحة الكتاب هي السبع المثاني، فضلت ب(بسم الله الرحمن الرحيم) وهي الآية السابعة منها)
قوله تعالى : ( بسم الله ):
(الاسم ):
يتبع...