تاريخ النشر: السبت 08 نوفمبر 2014
محمد عبد السميع
محمد عبدالسميع (الشارقة)
التقى رواد معرض الشارقة للكتاب في دورته 33، أمس الأول مع الفنان عادل إمام الذي تحدث عن مسيرته الفنية، وأثر الدراما على تشكيل ثقافة المجتمع، ودور الدراما كوسيلة هامة من وسائل الثقافة الأكثر انتشاراً في عالمنا المعاصر ولها تأثير مباشر على شرائح كبيرة من الجماهير التي تتفاعل معها. بالإضافة إلى إجابته عن كثير من التساؤلات التي طرحها الجمهور حول مختلف القضايا الفنية المرتبطة بالثقافة والأدب. أدار اللقاء نادر عدلي. وحضره صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجمهور كبير من زوار المعرض.في البداية أشار نادر علي إلى أن الاحتفاء بالدراما في ساحة الثقافة أمر لم نعتد عليه في عالمنا العربي، رغم أن الدراما أكثر تأثيراً في تشكيل الذائقة الثقافية لأي مجتمع. لأن الدراما تصل إلى الناس أسرع من الكتب. وقد تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة ووجه أن تكون هذه الندوة أو هذا اللقاء الفكري ضمن أنشطة المعرض. وقال نادر: الفنان عادل إمام مشوار صعب، مليء بالعمل والعطاء والمحطات. و«صاحب السعادة» عنوان اخترناه ليعبر عن مسيرة 50 عاما عاشها عادل إمام على المسرح وفي السينما والتليفزيون، مقدماً كوميديا صعبة ومؤثرة متناولاً فيها قضايا وأحداثا مجتمعية، وهو عنوان يتناسب مع هذا العطاء الكبير.
بدأ الفنان عادل إمام بالحديث مشيراً إلى جهود صاحب السمو حاكم الشارقة الثقافية، وتوجيهاته بإنشاء مسارح داخل كل مدرسة. ليحقق رسالة مفادها «أعطني شعباً مثقفاً أعطيك حضارة». وأضاف: سلطان مثقف ثقافة إسلامية وثقافة حياتية يعرف قيمة الثقافة. لا يوجد أي شيء يؤثر مثلما تؤثر الثقافة.
وقدم عادل إمام التحية والشكر لحكام الإمارات على موقفهم من الأحداث المصرية، مشيداً بما قدموه من دعم. وحول الوضع في مصر ودور القيادات السياسية والثقافية، قال إمام: لحسن الحظ أن لمصر موروثا ثقافيا راسخا لا يمكن ان يمحى. ثقافة قوية صامدة امام كل محاولات النيل منها وعلينا ان نثق في ثقافتنا وقدرتها على مواجهة أي انحراف يؤثر على وطننا.وعن رؤيته للمستقبل في ظل ما تشهده المنطقة العربية من أحداث وتغيرات قال: الديمقراطية طريق صعب وتفاعل اجتماعي لابد منه والثقافة لها دور كبير في هذا الجانب.
لابد أن نعي ما يحيط بنا من مؤامرات واستغلال الدين للمصلحة الشخصية والوصول للسلطة. الثقافة وعي عام وحركة إيجابية لابد منها. وأنا متفائل مادام موجود مثقفون مدركون مؤمنون بدورهم في مقاومة أعداء الوطن والثقافة.وعن تأريخ هذه الفترة سينمائياً قال: أنا سأتناول هذه الفترة من الجانب الكوميدي أبين للناس وأذكرهم بما حدث وكيف نواجه المستقبل. لو شاهدنا صور 25 يناير وجمعناها وركبناها بجوار بعض سنجد أشياء كثيرة مضحكة ولكنها تحمل في ثناياها تاريخا وأحداثا مؤلمة معبرة عما عاناه الشعب. كل الأحداث سنتناولها فنياً.وفي إجابته عن فيلم «الإرهاب» وهل كان نبوءة بالآتي والذي نشاهده الآن، قال: هي لم تكن نبوءة ولكنني كنت أرصد واقعا، فلما ظهر الإرهاب واجهته الثقافة، والفن جزء من الثقافة والثقافة هي الفن.وعن مستقبل السينما العربية قال: الإبداع الفني والثقافي يعتمد في الأساس على ثلاثة عناصر هي: المبدع، والمتلقي، وحرية العرض.
والمرحلة القادمة ستراعي ذلك وسنتغلب على الإرهاب. وعن دور الفنان في إبراز وإظهار الصورة الحقيقية للعرب، قال: من الصعب أن توجه الفن وتفرض عليه اطرا واشكالا معينة فأصحاب المهنة هم المسؤولون عن ذلك وتقديم ما يخدم المتلقي والمجتمع. الفن شيء مفتوح لا أحد يستطيع أن يوجه الفنانين حسب رؤيته الخاصة، الاتحاد السوفييتي انهارت السينما فيه لأنه كان هناك إلزام وتوجيه، لا يمكن تحديد أشياء بعينها للفنانين.
الفن هو ضمير الشعوب والشعوب بدون فن شعوب بلا ضمير وبلا هوية.وعن الدور الريادي للفنان المثقف قال: الاخلاق هي القدوة والفنان قدوة يعي ما يقدمه. لابد أن يكون فاهما وواعيا لكل عمل يؤديه. والضحك لابد أن يكون له قاعدة درامية، لابد ان تتوافر للكوميديا ما يحميها والذي يحميها القواعد الدرامية.