يهاجر الجراد في اسراب تصل كثافتها الى ثمانين مليون جرادة في الكيلومتر المربع. رغم ذلك، لا تصطدم احداها بالاخرى. فما سرها يا ترى؟! {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ }، الأعراف: 133.
خلف كلَ من عيني الجرادة المركّبتين توجد خلية عصبية تحسّ بالحركة. وعندما تشعر هاتان الخليتان باصطدام وشيك، ترسلان اشارة الى الاجنحة والاراجل، محفّزتين الجرادة على اتخاذ اجراء فوري. وفي الواقع، ان ردة الفعل هذه اسرع من طرفة العين بخمس مرات: {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ}، القمر:7.
وقد طور العلماء مؤخرا نظام كمبيوتر مستوحى من اعين الجراد وخلاياه العصبية. وبفضله يدرك روبوت متحرّك قُرب الاشياء ويتفادى الاصطدام بها، دون الحاجة الى رادار متطوّر او كاشف حركة بالاشعة تحت الحمراء. ويسعى العلماء الى تطبيق هذه التقنية على السيارات ايضا، بغية تطوير نظام انذار يحد من حوادث الاصطدام. يقول البرفسور شيغانغ يو من جامعة لنكولن في المملكة المتحدة: "كم نتعلّم من حشرة بسيطة كالجرادة!".