ماذا تعرف عن الموريسكيون أو الموريسكوس ؟
الموريسكيون هم الاندلسيين المسلمين الذين تم تعميدهم قصرا. هم أحفاد المسلمين الذين فقدوا الحكم بعد سقوط غرناطة 1492 وأطلق عليهم اسم "الموريسكيون" وأجبروا على اعتناق المسيحية، وإن كان الكثير منهم اعتنقها علانية فقد كان يمارس الشعائر الإسلامية سراً، في حين فضل آخرون الرحيل عن إسبانيا بضغط من محاكم التفتيش وكانت الملكة ايزابيلا الكاثوليكية تفرض على من يفضلوا الرحيل التخلى عن اطفالهم وممتلكاتهم. إن طرد الموريسكيين كان "ثاني جريمة في حق الحضارة الإسلامية الأندلسية، فالأولى كانت عندما حرقت إيزابيلا الكاثوليكية جميع كتب المسلمين في ساحة باب الرمل بغرناطة .
الملك فيليب الثالث هو صاحب القرار المشؤوم بطرد الموريسكيين، والذي جاء نتيجة مزيج من العوامل السياسية والثقافية والدينية وتطلب تطبيقه سنوات.
وتفيد كتب التاريخ بأن القرار جاء بعدما تبين للملك فيلب الثالث أن الموريسكيين لا يزالون مشدودين بالحنين لماضيهم الاسلامى أكثر من رغبتهم في الاندماج في إسبانيا المسيحية وهذا قد يدفعهم مستقبلا للتحالف مع المغرب أو الإمبراطورية العثمانية التي أصبحت سيدة البحر الأبيض المتوسط.
كما رغب ملك إسبانيا في وضع حد للاتهامات الرائجة في باقي دول أوروبا التي تعتبر إسبانيا هي الدولة المسيحية الوحيدة التي تعيش بين ظهرانيها أقلية مسلمة علاوة على الانعكاسات التي حملتها ثورة المسلمين في منطقة ألبوخارا في غرناطة ما بين سنتي 1568-1571 ضد السلطات المسيحية وقتها.
ويوم 30 سبتمبر/أيلول أبحرت أول سفينة محملة بالموريسكيين نحو شواطئ شمال المغرب لتمتد عملية الترحيل حتى سنة 1614 تخللتها ثورات الموريسكيين وقمعت بالحديد والنار لدرجة النشر بالمناشير، وتمكنت جماعات صغيرة من الموريسكيين الاختباء في الجبال والعيش، ونسجت حولهم الأساطير.
ويختلف المؤرخون بشأن العدد المرحل ويرجحون أن ذلك يراوح بين 250 ألفا إلى 350 ألفا نحو الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط ولاسيما المغرب وتونس، لكن هناك حقيقة يبرزها الكاتب الإسباني الكبير خوان غويتيسولو وهي أن ذلك مثل "أول تصفية عرقية ودينية تشهدها أوروبا