"أبو شجاع" العراقي يروي لـ"روسيا سيغودنيا" كيف حرّر إيزيديات من قبضة "داعش"
تسلّل أوصمان حسن أغا دنايي، الرجل العراقي الإيزيدي، المعروف بين أقاربــه وأصدقائــه بـ "أبو شجاع" (39 عاما) إلى أخطر مدن الشرق الأوسط بين العراق وسوريا، مُنتزعاً عشرات الإيزيديات من قبضة "داعش"، وإعادتهن إلى ذويهن.
نازك محمد خضير – بغداد
في رحلته المحفوفة بالمخاطر، تمكن أوصمان من تحرير نحو 100 إيزيدية، من قبضة التنظيم، دون أن ينجح في الوصول للأطفال الإيزيديين المختطفين الذين يتعرضون لأعنف غسيل دماغ في الأرض.
روى "أبو شجاع" لـ"روسيا سيغودنيا"، تفاصيل رحلته المستمرة والتي عاد منها قبل يومين بسبع نساء من "تجارة الرقيق" التي جسدها عناصر تنظيم "داعش" بالإيزيديات، بعد اغتصابهنَّ والتبادل بهنَّ بينهم.
وأوضح أوصمان، أن التنظيم لا يبيع الإيزيديات للغرباء، وتجري المتاجرة بهنَّ بينهم فقط، بأسعار تراوحت بين (40 -15) ألف ليرة سورية ما يُعادل (400 – 91) دولار أميركي.
وتتواجد أكثر من 300 فتاة إيزيدية مُختطفة من العراق لدى "داعش" في موقعين، الأول الرقة شمال وسط سوريا، والثاني في مدينة شدادة جنوب الحسكة السورية أيضاً، كل واحدة منهنَّ تعرضت للاغتصاب عدة مرات، حسبما ذكر أوصمان.عندما يمل الداعشي من الجارية الإيزيدية التي اشتراها من سوق النخاسة العائد تاريخه لعصور الجاهلية، يبيعها لزميله داخل التنظيم بسعر بخس، والعشرات منهنَّ هربن إلى عوائل سورية أمّنت وجودهن حتى قدوم أوصمان لنقلهنَّ عبر تركيا إلى ذويهنَّ.
ونقل أوصمان، قبل ساعات، سبع نساء إيزيديات هربن من "داعش" في سوريا، 4 منهن من قرى كوجو، وثلاث من تل قصب، وتل عزير، قرب قضاء سنجار، ذات الغالبية الإيزيدية، في شمال العراق، إلى تركياً، لتسليمهن إلى ذويهن.وسترسل الإيزيديات السبع، إلى مدينة زاخو التابعة لإقليم كردستان العراق، حيث ذويهنَ النازحين قسراً بعد الإبادة التي نفذها تنظيم "داعش" بالمكون قبل أسابيع عدة.ونوه "أبو شجاع"، إلى أن الفتيات كنَّ في بيت لزوجين من تنظيم "داعش"، أستراليين من أصول لبنانية، بكنية "أبو زرقاوي".
وهربت ثلاث فتيات إيزيديات من الرقة، وأربع أخريات من شدادة، وغالبية اللواتي سُبين ونقلن إلى سوريا، هن فتيات غير متزوجات، وهتكت أعراضهن على يد التنظيم.وانتهك عناصر "داعش" براءة حتى الإيزيديات اللواتي لم تتجاوز أعمارهن سن العاشرة واغتصبن بإعتبارهن سبايا جاريات اغتنمن بحرب نشر الخلافة الإسلامية.
وهروب الإيزيديات من "داعش"، جرى أيضاً في الموصل كبرى مدن العراق سكاناً، ومن قضاء تلعفر وبعاج قرب المدن الموصلية الواقعة تحت سيطرة التنظيم، بشكل مُنفرد نحو العوائل التي وفرت الأمان لهنَّ، ليأتي دور أوصمان في إعادتهنَّ لمن بقي من ذويهنَّ.وبلغ عدد الإيزيديات المُحررات من "داعش"، على يد أوصمان وهو أحد النازحين من قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى الذي شهد إبادة الإيزيديين، نحو 100 فتاة وامرأة، مثلما أفاد.ومصير الأطفال المخطوفين عند "داعش"، بات صناعة جيل عارم العنف، على خطى التنظيم وأفكاره، بزجهم في مدارس "إسلامية" تُلقنهم التطرف، إضافة إلى إكراههم على الدين المغاير لديانتهم الإيزيدية.
يقول "أبو شجاع" إن الأطفال متوزعين بين الموصل والمدن المحاذية لها، وفي سوريا، وتحريرهم يعتبر معجزة مستحيلة، واصفاً مستقبلهم بأنهم سيكونون أكبر "دواعش" نتيجة صقل عقولهم منذ الصغر على القتل والذبح.
كان "أبو شجاع" مسؤول إدارة شؤون عشيرة (الدنادية بالعربية وبالكردية دنايية) التي يتوزع أفرادها بين العراق وسوريا وتركيا، وهو كاسب يعمل أعمال حرة، قبل أن يذبح تنظيم "داعش" المئات من الإيزيديين ويسبي نساءهم وأطفالهم.وتواصل الحملة (Help yezidi kidnapped : حرروا الإيزيديين المخطوفين)، التي انطلقت عبر مواقع التواصل "فيسبوك" و"تويتر"، والويب، ضغطها على العالم، لإنقاذ أكثر من ثلاثة آلاف إيزيدية، مع 1500 طفل إيزيدي اقتادهم "داعش" للمتاجرة بهم جنسياً.
المصدر