أنني بخير ..
الكثير من التراب والرطوبة والبرد لا تعني شيئا .. الدفان ادهشني ..
متمرس على الدفن وكأنه ...
يلعب الورق كما الأمريكيين .
حاولت النهوض كثيرا لكنني لم أستطع ..
ليس الموت من منعني ..
الشظايا ثقيلة .
أنا بخير لكنني خائف جدا .
لم أجرب أن أكون وحيدا بهذا الشكل .
ربما لو سنحت الفرصة وعدت من جديد
لكتبت قصيدة جديدة عن الذي بقى وحيدا .
وحيدا لأن الأصدقاء
الذي ماتوا قبلي
خرجوا بنزهة ولم يعرفوا أنني هنا
الموت شيء رهيب .
فأنت تشعر باناقتك كلها وتصفيفة شعرك
رغم أنك ميت ..
روحي لازالت تتنفس .
شعري مازال أسودا ويلمع حتى في القبر . عندما دخلت الى المعركة الأولى كنت خائف من الموت .
لكن دعاء أمي ساري المفعول .
وعند المعركة الثانية بدأ الموت بالأنسحاب . الكثير من الأموات يجعلون الموت أمرا سهلا كأشعال سيكارة .
لم أتصور الموت بهذه السهولة والجمال .
سرير أبيض كبير .
وأوراق بيضاء وقلم .
ووقت رائع لأنهاء ما بدأته من شعر .
أنا حزين
فقط لأنني لا أستطيع أن اضغط لكم ( أعجبني ) على تعليقاتكم .
وحزين أكثر لأن أمي لن تنام هذا الليلة .
وربما ستبرد كثيرا .
أذ سمعت من بعض الميتين
أن البرد هذا العام كان سريعا .
حزين لأنني لم أستطع أن أمسك قاتلي .
كم تمنيت أن أقول له ( أبتسم لأنك قتلت شاعرا ) كما كان لوركا يردد عند موته .
أعرف أنكم لن تستطيعوا
أن تمنعوا أنفسكم من الحزن .
ولا حتى أنا .
أمي ..
أعرف أن كلمة بطل
لن تجفف دمعة أزلية باقية على خدك ..
لكن صدقيني ..
أنا الأن هادئ كحمامة .
وملك الموت
كان مهذبا معي
بطريقة رائعة ( ربما كان شاعرا ) ..
كان مبتسما كثيرا .
ملابسه حديثة ونظيفة .
قال لي :هل نذهب ؟
فوافقت
سرت معه الى حيث سأرتاح كثيرا .
حبيبتي ..
النسيان أكثر وجعا من أي شيء ..
أذا ما شعرت أنكِ بحاجة ألي ،
رددي قصائدي .
حتى وأن كانت بصوت منخفض .
أصدقائي ..
تحدثوا عني من وقت لآخر ..
أذا ما رأيتم فتاة جميلة
قولوا لها لو كان عليا هنا لأبتسم
أو ربما كتب ومضة .
أذا ما شربتم الشاي الذي أحبه
فأطلبوا واحدا آخر .
ربما سأشعر بسخونته وحلاوة ( الداخل ) .
ولاتنسوا أن قطاعات المدينة تعرفني .
فلا داعي لأن تخبروها بأنني ميت .
ربما هي خلايا نائمة للشعر .
وبلدي يغرق بالشعر .
أخيراً:
احبكم كلكم
والله اني مرتاح ليضل بالكم
بس حرروا ماتبقى خذوا بثأري
سااكون بينكم دوماً معكم
كم تمنيت
أن يكون فوق قبري قلم .
الشهيد علي رشم .
شكرا لكم على لقب
( الشهيد ) .. أحببته كثيرا
((الفاتحه))