التطرف يصبح أقبح يوما بعد يوم. انه ينتشر ويتضخم متحولا إلى ظاهرة إقليمية، متربصة لضرب الأبرياء الغافلين.
الانتحاري الذي استهدف الحشود الذين كانوا يحضرون عرضا عسكريا على الحدود بين باكستان والهند يوم الاحد قتل 60 شخصا على الأقل - بينهم نساء وأطفال - وجرح أكثر من 130. أولئك الذين يهاجمون الحجاج في العراق ليسوا أكثر شرفا، الذين هاجموا المصلين في الإحساء كذلك . إن استهداف المدنيين العزل لأنهم ينتمون إلى طائفة أخرى أو مجموعة عرقية، أو لأسباب سياسية كما هو الحال في باكستان هو جريمة ضد الإنسانية بغض النظر عن الدافع أو المبرر.
باكستان مثل بلدان أخرى في الشرق الأوسط هي ضحية لهجمات إرهابية، لكن ما يصدم في هذه الحالة هو تنافس المجموعات المختلفة لتعلن مسؤوليتها عن هذا العمل الجبان. فقد أعلنت ثلاث مجموعات منفصلة مسؤوليتها عن الهجوم، بما في ذلك جماعة المجاهدين الأحرار، وهي مجموعة جديدة انفصلت عن طالبان الباكستانية هذا العام. في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني، وعد المتحدث باسم الجماعة بمزيد من الهجمات. وقال ان تفجير اجاه هو انتقام "لقتل هؤلاء الأبرياء الذين قتلهم الجيش الباكستاني، وخصوصا أولئك الذين قتلوا في وزيرستان الشمالية".
وقال جند الله، الذين سبق وربطوا بهجمات وحشية في الماضي انهم نفذوا الهجوم.
وقالت حركة طالبان الباكستانية (TTP) أنهم كانوا وراء التفجير.
كيف يمكن لهذه الجماعات أن تجد فخرا في قتل النساء والأطفال؟ ما هذه الأيديولوجية أو بالأحرى العمى التي تحركهم؟ ولكن ربما المشكلة الحقيقية هي في جمهورهم. إن تلك الجماعات تعتقد أن هذه هي الرسالة التي تجتذب الأتباع والمعجبين، فهل يمكن للمرء أن يقول أن القيم الاجتماعية والأخلاقية تخسر الساحة؟ وأن الموت والدمار أصبحا طبيعيين إلى حد أن يعتبرا إكليلا من الغار ؟ أليس على المسلمين و العرب مسؤولية في محاربة هذا التحلل من القيم، وهذا الخلط بين الحق والباطل، وبين الخير والشر؟
تحياتي
القيادة المركزية الأمريكية