ياضة وشباب تفتح ملف أشهر حراس المرمى في تاريخ الكرة العراقية
ملف أعده / رياح جمال الناصر الجزء الثاني
أنجبت الكرة العراقية وعلى مدى تاريخها المضيء والمشرق العديد من اللاعبين المتميزين الذين تركوا بصمات واضحة في الملاعب العراقية والعربية وبقي التاريخ يخلد ذكرياتهم التي لن يمحوها صدى السنين، وكان لحراس المرمى العراقيين حصة كبيرة من هذا التألق بعد أن شدت بفنونهم الملاعب وغنت لهم الجماهير اغنيات الاعجاب فزادتهم تالقا ً وإرتفعت أسماؤهم لتحتل جانبا ً مها ً من جوانب الكرة العراقية ، وحينما يتأمل المتابعون ملاعب الكرة لا بد ان تذهب أنظارهم الى مناطق الجزاء ليتذكروا أشهر حراس المرمى العراقيين الذين جمعتهم ((رياضة وشباب )) في هذا الملف الكامل:
الحارس كاظم شبيب
بدأ كاظم شبيب حياته الرياضية في ممارسة لعبة كرة القدم مع فرق الأزقة ومن ثم تحول إلى الفرق الشعبية في منطقة (كمب الأرمن) التي تسمى الآن بمنطقة الكيلاني في الباب الشرقي، وببرغم أن اللاعبين في بداية حياتهم الرياضية يتأثرون بالمهاجمين الكبار سواء من النجوم المحليين أم العرب أم العالميين إلا أن كاظم شبيب خالف هذه القاعدة وتأثر بالحارس المرحوم ستار خلف الذي كان قدوته في الملاعب ومن خلال هذا التأثر بدأ يقف في مركز حراسة المرمى وبعد أن بدأ يفصح عن إمكانات فنية جيدة يرافقها كل مواصفات الحارس الجيد من طول ولياقة بدنية عالية ومرونة في التعامل مع الكرات قرر فريق شباب الطليعة أن يضمه إلى صفوفه في بدايات سبعينيات القرن الماضي وفي عام 1973 تمت دعوته للعب مع فريق البريد والبرق، حيث رافق مع هذا الفريق الكثير من الوجوه المعروفة على الساحة المحلية وقبل انضمامه إلى هذا الفريق التحق بالخدمة الإلزامية وتم اختياره ليكون حارسا لمرمى فريق قوات بغداد حيث كان هذا الفريق يلعب في دوري الدرجة الثانية ويرى كاظم شبيب أن انطلاقته الصحيحة في عالم الكرة كانت من فريق البريد الذي تم من خلاله ضمه إلى صفوف منتخب الشباب الفائز ببطولة شباب آسيا التي جرت في الكويت عام 1975 لكن قرارا من اتحاد الكرة آنذاك صدر بحل أندية المؤسسات ليتم حل فريق البريد والبرق ما جعل كاظم شبيب ينضم إلى فريق المواصلات وبعد ذلك حدث التحول المهم في حياته الرياضية عندما قرر الانضمام إلى فريق الطيران "القوة الجوية حاليا" الذي لم يتركه حتى موعد اعتزاله اللعب عام 1988. ربما كان كاظم شبيب غير محظوظ بالمرة، لأن لبروزه تزامناً مع وجود حراس مرمى كبار عديدين في المنتخبات الوطنية أمثال جلال عبد الرحمن، رعد حمودي، فتاح نصيف، وكان المدربون دائما يحرصون على زج حارس مرمى واحد في البطولة الواحدة وحتى البطولات المتتالية وهذا الأمر جعل نصيب كاظم شبيب من المباريات مع المنتخبات الوطنية قليلا برغم انه لعب لهذه المنتخبات طوال عشر سنوات ولم يبتعد عنها إلا مرات قليلة. وقد بدأ كاظم شبيب مسيرته مع المنتخبات الوطنية في بطولة شباب آسيا في الكويت عام 1975 التي أحرزها المنتخب العراقي لأول مرة في تاريخه من أول مشاركة فيها ونظرا للمستوى الجيد الذي قدمه في تلك البطولة تم اختياره كأفضل حارس مرمى فيها. كما كان كاظم شبيب في العام التالي مع منتخب الشباب في بطولة آسيا التي جرت في بانكوك، حيث فقدنا اللقب بسبب ركلات الجزاء الترجيحية ثم شارك مع المنتخب الوطني في تصفيات دورة مونتريال الاولمبية عام 1976. وبعد ذلك تم استدعاؤه إلى المنتخب العسكري الفائز في بطولة العالم العسكرية التي جرت في دمشق عام 1977 والتي أحرزها منتخبنا العسكري، ثم كان مع المنتخب الاولمبي الذي شارك في تصفيات دورة موسكو الاولمبية التي جرت في بغداد عام 1980 بعدها تواجد مع المنتخب نفسه في نهائيات دورة موسكو الاولمبية عام 1980 أيضا، حيث لعب في مباراة دورالثمانية ضد المنتخب الألماني الديمقراطي آنذاك بديلا لفتاح نصيف الذي اهتزت شباكه أربع مرات في ظرف "17" دقيقة فقط وتمكن كاظم شبيب من إيقاف حالة الانهيار التي صاحبت منتخبنا الاولمبي في تلك المباراة.وتواجد مع المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم التي جرت في الرياض عام 1981 ومن ثم أسهم في فوز منتخبنا الوطني بدورة الخليج العربي السابعة التي جرت في مسقط عام 1984 ، كما كان من المساهمين في تأهل منتخبنا الاولمبي إلى نهائيات دورة لوس أنجلوس الاولمبية التي جرت تصفياتها في سنغافورة عام1984 إلا انه لم يتواجد في نهائياتها لكنه عوض ذلك الغياب بالتواجد مع المنتخب الوطني الفائز ببطولة مرليون الدولية التي جرت في سنغافورة عام 1984 أيضا حيث كانت هذه البطولة قد مثلت خاتمة مسيرته مع المنتخبات الوطنية كاظم شبيب لم يترك فريق (الطيران) القوة الجوية حاليا حيث خاض أول مباراة مع هذا الفريق ضد الزوراء عام 1975 إلا انه لم يكن موفقا فيها بعد أن اهتزت شباكه أربع مرات، لذلك هو لا يريد الحديث عن هذه المباراة، لكنه استطاع التعويض في المباريات اللاحقة ليكون الحارس الأول للفريق لأكثر من "12" عاما، حيث شهدت هذه الأعوام أشياء مسرّة وأخرى حزينة، فمن الأشياء الجميلة مساهمته في فوز الطيران ببطولة الكأس عام 1978 وكذلك ببطولة الوحدات الأردنية عام 1984 فضلا عن ذلك أن فريق "الطيران" كان منافسا قويا على لقب بطولة الدوري في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، إلا أن اللقب كان يذهب للفرق الأخرى في الأدوار الأخيرة من البطولة، لكن شبيب عوّض ذلك عندما قاد الطيران إلى الفوز بلقب الدوري كمدرب لحراس المرمى في موسم 1989/ 1990 ضمن الطاقم التدريبي للفريق الذي كان يقوده الكابتن عامر جميل وعاد إلى الكرة ثانية مع المدرب عادل يوسف مطلع العقد التسعيني. ومن الأمور الحزينة في حياته الكروية مع فريق الطيران ما حصل له عام 1977 خلال مباراة الطيران والجيش في بطولة الدوري عندما قام بإدخال الكرة في مرماه بشكل غريب جدا، حيث حاول إرسال الكرة بيده إلى احد زملائه إلا أنها تحولت إلى مرماه لتنتهي المباراة بهذا الهدف الغريب! ومما زاد من مأساته انه تم نقله إلى محافظة نينوى كعقوبة عسكرية، إدارية وأدت هذه العقوبة إلى إبعاده عن المنتخبات الوطنية موسمين متتاليين، لكن سرعان ما ظهرت حاجة فريق "الطيران" لقدراته فتم رفع العقوبتين العسكرية والإدارية عنه ليعود حارسا إلى عرينه الأول. ومن الأمور الأخرى في حياته ما حصل عام 1987 وفي آخر مباراة في موسم 86 / 1987 حيث تقابل فريقا الطيران والزوراء وكانت الأمور طبيعية جدا في بداياتها لكن نهايتها كانت حزينة جدا لكاظم شبيب الذي اهتزت شباكه سبع مرات بأقدام لاعبي الزوراء لتنتهي المباراة زورائية (7ـ 2) ويومها كان كاظم شبيب راغبا في توديع الملاعب بشكل نهائي، إلا ان هذا السيناريو المحزن جعله يتخلى عن الفكرة تماما ويعود إلى حراسة عرينه موسماً آخر يصحح فيه هذه الهفوة الكبيرة، وبالفعل نجح في تقديم مستوى جيد في الموسم التالي ليعتزل اللعب وهو في قمة مستواه، وقد أقام له نادي الطيران مباراة اعتزالية ضد فريق الترسانة المصري وشارك فيها النجوم الكبار فلاح حسن "الزوراء" وهادي احمد "الميناء" وحسين سعيد " الطلبة " ليتحول بعدها إلى تدريب حراس المرمى وقد نجح في هذه المهمة نجاحا باهرا مع فريقي الطيران والزوراء قبل أن يغادر للتدريب في دولة قطر كمدرب محترف هناك إلى يومنا هذا.لعب كاظم شبيب العديد من المباريات الجميلة إلا انه يعتز كثيرا بمباراتين مع المنتخب الوطني، الأولى ضد المنتخب الأوغندي وانتهت عراقية (2 - صفر)، حيث قدم فيها مستوى جيدا ما جعل الصحف الأوغندية التي صدرت في اليوم التالي للمباراة تطلق عليه لقب"الساحر ثم مباراة العراق ومصر التي جرت في القاهرة عام 1984 التي انتهت بالتعادل السلبي وكانت مباراة ودية، حيث يعد هذه المباراة هي الأصعب في حياته بسبب قوة الفريق المصري الذي كان زاخرا بالنجوم الكبار في حينها فضلا عن ذلك يعتز بمباراته الدولية الأولى ضد المنتخب الليبي عام 1976 التي انتهت عراقية (3-1) كونها مثلت انطلاقة مسيرته مع المنتخب الوطني.يمتاز كاظم شبيب بالطول الجيد واللياقة البدنية العالية والمرونة وقدرته على التقاط الكرات العالية بكل ثقة، كما انه دائما يكون مسيطراً على منطقة الجزاء برمتها.
الحارس سهيل صابر
سهيل صابر حارس مرمى عراقي سابق بكرة القدم، لعب لنادي الطلبة العراقي كما لعب للمنتخب العراقي الأول في مباريات قليلة لوجود علاقات شخصية جانبية وقد فاز بلقب احسن حارس لعدة مواسم في الدوري العراقي وقد كان اول حارس مرمى يغطي منطقة الجزاء بخروجه الجيد للكرات العالية والعرضية وقد كان اول حارس مرمى يلعب بطريقت القشاش(ليبرو)خارج الجزاء منذ عام 1983 وقد ساهم مع نادي الطلبة والمنتخبات العراقية في بطولات كثيرة وبعد الاعتزال درب حراس مرمى نادي الطلبة والمنتخبات العراقية وفي عام 2002 انتقل إلى نادي السد القطري عندها درب الفئات السنية(اشبال، ناشئين، شباب)واحرزو بطولات كثيرة للفئات السنية وقد اخرجة عدة حراس مرمى جيدون في عام 2005 اختارته إدارة النادي ضمن الكادر التدريبي للفريق الأول وعمل مع عدة مدربيين كبار وفي الموسمين 2005,2006 فاز النادي بثلاث بطولات وفي الموسمين 2006,2007 كان الانجاز التاريخي لنادي السد بفوزه بالبطولات الاربع(كأس الشيخ جاسم، درع الدوري، كأس ولي العهد، كأس الامير)وقد طور مستوى عدة حراس مرمى في نادي السد عندها حاز حارس مرمى نادي السد كأحسن حارس مرمى للموسمين(2005,2006,2006,2007)وشارك مع المنتخب القطري العسكري في بطولة العالم العسكرية التي جرت في (ألمانيا)2005 وقد حاز المنتخب على المرتبة الثالثة على العالم.وفي عام 2007,2008 انتقلة لنادي الجيش القطري في الدرجة الثانية عندها احرز النادي على ثلاث بطولات(الكأس، الدوري، دوري الرديف)وحالياّ عاد لتدريب حراس نادي السد لفئة الناشئين موسم 2010- 2011.
الحارس العملاق رعد حمودي
الحارس الامين رعد حمودي بدأ لعب الكرة في ساحات منطقة البياع الترابية حيث كان مهاجما ً الى ان جاء اليوم الذي اُصيب فيه حارس مرمى مدرسته الثانوية فأوكل اليه المدرب المهمة واصبح حارسا ً للمرمى ، إنظم لفريق برازيل البياع في بداية السبعينات والتحق بفريق كلية الشرطة عام 1972 وكانت بدايته الحقيقية عام 1975 مع فريق نادي الشرطة الذي انطلق منه الى عالم الشهرة فبزغ نجمه لاول مرة عندما وقف يحرس مرمى منتخب العراق المدرسي وكان له الدور البارز في الفوز بالوسام الذهبي وفي تلك الفترة إستدعاه المدرب الاسكتلندي داني ماكلنن الى تشكيلة المنتخب الوطني ولعب ضد تركيا في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي، رعد حمودي اول حارس مرمى عراقي يسجل أهدافا ً من ضربات الجزاء ولاننسى انه نفذ اقسى ضربة جزاء حاسمة في مرمى الحارس الطرابلسي في نهائي بطولة العالم العسكرية وسجل هدفا ً قاتلا ً ومنذ يومها هتفت الجماهير لبراعة رعد حمودي ونجوميته . رعد حمودي خاض اكثر من (90) مباراة دولية ووشم اسمه مع الفريق الذاهب الى كأس العالم في المكسيك عام 1986، رعد حمودي حمل شارة الكابتن (7) سنوات واختير افضل حارس مرمى في آسيا عام 1978 وقال عنه القط الاسود الحارس محمد ثامر ((ان وجود رعد حمودي بين خشبات المرمى اعطى لحراسة المرمى نكهة وقيمة كبيرة لنفسه وانه حسم نتائج اكثر من لقاء مصيري شارك فيه منتخبنا الوطني العراقي وجعله لصالحنا )) . رعد حمودي له من الصفات ما جعلته نجما ً غير كل النجوم ونحن نتصفح اوراق حياته فيمر منا كأغنية عذبة اللحن طرية الكلمات مليئة بالشوق والذكرى ..
الحارس فتاح نصيف
فتاح نصيف حارس مرمى خلد اسمه في ذاكرة العراقيين والعرب حيث كان بمصاف الحراس العمالقة في العقدين السبعيني والثمانيني ، اعتبر فتاح نصيف من اقدم حراس المرمى الذين خدموا الكرة العراقية واللاعب الوحيد الذي بقي معمرا ً في الدوري المحلي ((23)) موسما ً ذاد فيها عن شباك نادي الجيش ببسالة توجهها معه بالفوز ببطولتي الكأس 1983 والدوري 1984 شق طريق نجوميته بصعوبة في بادئ الامر حيث ولج الملاعب عام 1976 مع نادي الامانة الرياضي بعدها سحبه الدكتور الروسي يوري والمشرف على منتخب الشباب ليلعب ضد منتخب شباب المانيا وانتهت المباراة لصالحنا ((2- صفر)) قدم فيها امكانية جيدة اهلته لفرض اسمه على تشكيلة المنتخب الوطني رغم صغر سنه ووجود الحارسين العملاقين ستارخلف وجلال عبد الرحمن ولكن بعد رحيل الاول واعتزال الثاني امسك حارسنا بالموقع الاول في المرمى العراقي مع الحارس رعد حمودي الذي كان هو الآخر في بداية تألقه ، لعب فتاح نصيف اولى مبارياته مع المنتخب الوطني ضد منتخب الجزائر عام 1976 وبلغ عدد مبارياته الدولة مع المنتخب ((86)) مباراة انما تبقى مباريات بطولة كأس الخليج العربي السابعة في مسقط عام 1984 اجملها واسعدها في نفسه وحصل على لقب ((البطل الحقيقي )) شارك في بطولات كأس العالم العسكرية وبطولات كأس الخليج العربي والدورات الاولمبية وامم آسيا وتصفيات كأس العالم ومشاركته في نهائيات كأس العالم عام 1986 في المكسيك اعتزل اللعب عام 1987 في مباراة العراق والكويت في بغداد واعلن في يوم اعتزاله انه اذا دعي للعب للمنتخب مرة اخرى فسيلبي الدعوة ويلعب ولو على عكازتين !!
الحارس عماد هاشم
بدأ عماد هاشم حارس مرمى كرة يد وانتقل الى منتخب التربية عام 1985 لكن الصدفة لعبت دورها فأنتقل الى نادي الشباب ولعب له موسما ً واحدا ً ثم مثل مننتخب الناشئين وشارك في بطولة السويد عام 1986 عندما استدعاه المدرب عمو بابا مع زملائه رعد حمودي واحمد جاسم وفتاح نصيف ثم شارك عام 1987 في بطولة الاندية العربية وفاز بلقبها نادي الرشيد ثم مثل منتخبنا الوطني العراقي في بطولة كأس الخليج العربي التاسعة عام 1988 في السعودية والتي احرز لقبها منتخبنا الوطني ، كذلك شارك الحارس عماد هاشم في بطولة الصداقة والسلام التي جرت في الكويت ولعب لمنتخب الشباب في نهائيات كأس العالم للشباب التي جرت في السعودية عام 1989، وشارك مع المنتخب الوطني في بطولة كأس الخليج العربي العاشرة عام 1990 في الكويت والتي انسحب منها العراق ، الحارس عماد هاشم في بطولة الاردن الدولية عام 1992 وبطولة مرديكا عام 1995 وحصوله مع المنتخب على المركز الاول والتي جرت في ماليزيا وحصل الحارس عماد هشام في هذه البطولة على جائزة الكرةالذهبية عن مستواه المتميز في تلك البطولة وقال عنه شيخ المدربين عمو بابا ((انه لو مسك الشباك الوطنية فلن يتركها الا بعد عشر سنوات)) ويبقى نادي الشرطة فريقه الام الذي شهد له ايام تألقه وحصوله معه على لقبي الدوري والكأس.