صفحة 6 من 7 الأولىالأولى ... 45 67 الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 69
الموضوع:

♪ ضِحـكَـة فَـرح ♪ قِصة واقعِـية لـِ فتاة عراقـيـة / تابعُوها - الصفحة 6

الزوار من محركات البحث: 153 المشاهدات : 3193 الردود: 68
الموضوع حصري
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #51
    لمسة طفلة
    زائر
    تابع للجزء الحادي عشر .. ليست كل النهايات ما نختاره نحن
    .
    .
    كان لابد أن تختار بين إنسان يحبها ولا تحبه وبين إنسان تحبه ولا يحبها .. أنها حساسة وقلبها هش هذا ما يجعلها دائما تتعامل مع الأمور من منطلق العاطفة .. لهذا صعب جدا أن تدوس على عاطفتها ولكن قرارها المتأخر والمفاجئ برفض أبن عمها قد يعتبر طعنة له وهو لا يستحق تلك الطعنة منها ..بالإضافة إلى إنها بذلك ستلغي اتفاقا جرى بين أطراف هذا ما قد يفسد علاقة الود التي تربط بين أهلها وبيت عمها .. ولكن ما العمل ..!.. لقد استشارت كل من له اطلاع على قصتها معي والكل كان لا يؤيد فكره رجوعها لي بقناعة تؤكد عدم تغيري وأني سأعاود الكره من جديد والسبب سذاجتها ورضوخها المستمر لرغباتي ..
    .
    .
    مرت أربع ليالٍ خلالهما لم تذق حبيبتي طعم النوم أنها خائفة من اتخاذ قرار ٍ قد يحدد مصيرها في المستقبل .. حتى استيقظت في اليوم الخامس وهي على قناعة تامة بأن ما اختارته هو عين الصواب .. فلملمت ركامها من فوق الفراش ووقفت أمام المرآة وهي تتمعن كل جزء من وجهها ناطقة بقرارها أمام نفسها قبل الجميع ..ثم نزلت بخطواتها الخائفة والهادئة لتقف أمام والدتها وتخبرها بأنها على قناعة تامة بأن ارتباطها بابن عمها أمر غير صحيح .. فهناك فوارق كثيرة بينهما لا يمكنها أن تتغاضى عنها .. لقد كانت صدمه فوالدتها كانت تضن بأن ابنتها قد جنت أو أصيبت بمرض وهي لا تعرف ما تقوله فغدا موعد لبس الخواتم فكيف تفض كل شيء دون سابق إنذار ..
    .
    .
    الوالدة ..لا يمكن ذلك هل جننتي كيف تفكرين بذلك ! ولماذا لم تفكرين بقرارك مسبقا قبل أن نخطو كل هذه الخطوات ؟
    هي .. أمي انه قراري ولا رجعة فيه فان أجبرتموني على الزواج من ابن عمي أعدكم بأني سأقتل نفسي
    الوالدة .. بهدوء حبيبتي الصغيرة .. ما الأمر .. ماذا حدث وأنا لا اعلم بذلك .. هل تصرف أبن عمك تصرفا خطأ أجبرك فيه على رفضه بهذه الطريقة؟
    هي .. كلا .. أنا لم أتحدث معه حتى ..فكيف له أن يتصرف معي بتصرف سيء؟؟ الوالدة ..إن كان كذلك فقرارك مرفوض .. مرفوض .. مرفوض .. ولا رجعة برفضه وإياكِ والحديث به أمام والدك فلو سمع بقرارك هذا سيجن جنونه وأنتِ اعلم ما ستكون العواقب..
    هي .. أمي ولكن .....
    الوالدة .. لا شيء ................................!!

    انتهى الـ 11

  2. #52
    لمسة طفلة
    زائر
    الجزء الثاني عشر
    العاصفة
    .
    .
    بعد تلك المحادثة التي دارت بينها وبين والدتها أيقنت حبيبتي بأن لا أمل لها بفسخ ذلك الاتفاق .. ولابد أن تسلم لقدرها هذه المره وترضى بما اختارته بنفسها وما لم يجبرها عليه احد .. ولكنها على قناعه بأن عشقها لي سيدمر حياتها وحياة كل من سترتبط به لهذا فضلت أن ترفع سماعة الهاتف وتتصل بابن عمها ..
    أبن عمها .. أهلا بك سعيد جدا باتصالك ( بكل فرح)
    هي ..أهلا بك
    أبن عمها .. كيف حالك وهل هناك ما ينقصك ( بكل لهفه وشوق)
    هي .. مممممم تلعثم كبير جدا
    أبن عمها .. ما الأمر يا (........) هل هناك خطب ما .. هل حدث شيء !!( وكأنه قرأ كلماتها قبل أن تنطق بهن)
    هي .. في الواقع أنا أسفه
    أبن العم .. على ماذا!! ( باستغراب شديد وخوف ايضا)
    هي .. لا أستطيع أن أكمل معك حتى النهاية فقد فكرت كثيرا واكتشفت بأني لا أصلح لك
    .
    .
    أستمر حديثهم ما يقارب الساعة وهو يصر على معرفة السبب الذي دفعها لرفض الارتباط به فجأة .. ولكنه لم يصل معها إلى أي نتيجة هذا ما دفعه لزيارة بيت أهلها بعد نصف ساعة تقريبا من قطع الاتصال بينهما ..وذلك للاستفهام عما يجري ..فغدا يفترض أن يكون موعد لبسهم لخواتم الخطوبة .. قابلته حبيبتي وكانت تنضح خجلا ..فكيف تخبره بسبب الرفض ..وكيف له أن يقتنع بدونه .. فكل عذر كانت تتعذر به كان غير مقبول بالنسبة له..فكيف ترفضه عروسه فجأة ودون أدنى سبب!.. لم يترك أمامها أي سبيل لإقناعه .. سوى سرد الحقيقة بكل بشاعتها وبكل ما تحمله من الم له.. فاعترفت له بكل ما ينتابها من شعور اتجاهي وكيف أنها عانت معي الأمرين حتى قررت الابتعاد عني فلم يكن أمامها أي حل سوى الارتباط به .. لقد ذكرت له الحقيقة كاملة ما عدا جزء صغير ألا وهو أسلوب لقائها بي ..
    .
    .
    كانت بمثابة صدمة له كسرت عنفوان رغبته بها .. وحطمت كرامة الرجل الذي في داخله .. حين أكتشف انه كان مجرد وسيلة قد اعتمدتها كي تبتعد عني ولم يكن الرجل الذي أحبت الزواج منه نتيجة رغبة مطلقة به.. لم يكن أمرا سهلا بالنسبة له.. ولا تقبله أمر سهل أيضا .. لقد كان حديثها معه ككأس علقم شربه دفعة واحده فأحترق كل ما في جوفه .. وقصتها معي كسكين عمياء تحاول أن تشطر قلبه إلى شطرين .. هذا ما دفعه لمغادرة المنزل بسرعة كبيرة ..غاضا بصره وسمعه عن نظراتها القلقة وصوتها الحزين ..وهي تطلب بقائه كي يفهمها أكثر ..بل قاطعا بتعابير وجهه المتشائمة كل عذر كانت تريد أن تتعذر به ردا لاعتباره ..وحفاظا على ماء وجهها الذي سال خجلا بعدما عرف أبن عمها الحقيقة وراء قبولها به خاصة وأنها كانت ترفض ذلك الارتباط منذ فتره طويلة ..
    .
    .
    كل أهل المنزل كان مستعدا لاستقبال اليوم التالي ببهجة وفرح مرسوم على شفاههم ..ومن بينهم والدة حبيبتي التي كانت هي الأخرى سعيدة جدا وذلك ضننا منها ..بأن أبنتها قد استعادت رشدها تاركة بذلك.. تلك التفاهة التي تفوهت بها منذ ساعات قليله ..وعادت لتقبل بزواجها من أبن عمها ..الذي كان يمثل فرصة رائعة ..و كزوج مثالي بعين والدتها ..خاصة وانه كان على درجة علمية عاليه ..ومتمكن ماديا ..بالإضافة إلى ذلك كان يملك جنسية أحد البلدان الأوربية الضخمة ومقيما فيها..فلم تضع والده في حسابها السبب الحقيقي وراء لقائهما المفاجئ بل كان بالنسبة لها مجرد لقاء حميمي جمع خطيبين قبل حفل ارتباطهما الرسمي لا أكثر..
    .
    .
    أنشغل الجميع بترتيب مراسيم ذلك الحفل ما عدا حبيبتي .. التي انزوت في ركن غرفتها المظلم وهي ترتجف خوفا وقلقا من عواقب تصرفها الغير مدروس والمتسرع أيضا .. فكل شيء كان مقلقا ومخيفا لها .. فصمت أبن عمها بعد سماعه للحقيقة وبؤس تعابير وجهه الحزين .. قد يكون ذلك السحاب الهادئة الذي يسبق مجيء العاصفة .. من يعلم ماذا ستكون نتيجة ما سمع به !.. ومن يعلم ما سيكون تصرفه بعدها !!.. أنه عصبي جدا .. وغيور جدا على عرضه .. فكيف يسمح لرجل آخر أن يندس بين تضاريس بيته ويسرق قلب حبيبته منه وهو لم يستطع ذلك رغم قربه منها .. وكيف سيرضى بأن يطلق العنان لإقدامهم كي تدوسه في سبيل أن يعودوا كلاهما سويه ..بالتأكيد لن يوافق على ذلك فكرامته وكبريائه ستصرخان بوجهه ألف مره ومره قبل أن ينطق لسانه بالموافقة على ذلك ..
    .
    .
    أفكار عديدة وتخبطات عديدة أرهقت حبيبتي حد المرض .. فبدا اضطرابها واضحا جدا .. ارتفعت درجة حرارتها وأصابها الإعياء والغثيان لشدة الخوف من النتائج التي سيؤول إليها تصرفها السابق .. فبأي وجه ستقابل أباها وأخوتها إن عرفوا بالحقيقة عن لسان أبن عمها ..!وماذا ستكون ردة فعلهم ..هل سيكتفون بإجبارها على الزواج من ابن عمها؟.. أم سيكون العقاب اشد ! ..وماذا ستكون ردة فعل بيت عمها حين يصلهم ذلك الخبر .. أ يفضلون التكتم على الموضوع وإلغاء الاتفاق فقط .. أم ستكون الثرثرة والجدال أسلم طريقة لأخذ حق أبنهم ..حتى تكبر القصة وتتفاقم بطريقة تخرج خارج سياق الحقيقة ..وان أجبرت على الزواج من أبن عمها كيف ستكمل حياتها معه وكل نظره منه ستسحقها ذلا لأنه يعلم بأنها كانت تعشق غيره ..
    .
    .
    ازدادت حاله حبيبتي سوء .. فسقطت صريعة حمى مفاجئه أربكت أهل المنزل كلهم .. البعض كان يضن أنه قلق العروس لا أكثر ..ولكن الوضع بات أسوء استوجب نقلها إلى اقرب مستشفى .. ما الأمر فمنذ بضع ساعات وحبيبتي بصحة جيده .. فما الذي طرأ !.. هنا بدأ الشك يساور والدتها ..وبعض هذا الشك كان خوفا على ابنتها ..فقد تكون مخطئه جدا لأنها لم تمنح ابنتها أي فرصه لتشرح لها سبب رفضها ذلك الارتباط ..أيمكن أن يكون مرضها هذا سببه أمر أخر هي قد كانت تجهله وأعظم من دلع بنت صغيره تعلمت على الدلال الزائد !.. خاصة وان الطبيب قد شخّص حالة أبنتها على إنها نوبة إجهاد زائد عن حد طاقتها ..مما دعاه إلى حقنها بجرعة مهدئه ..والطلب منها الاسترخاء والراحة في الفراش لبعض الأيام ..
    .
    .

  3. #53
    لمسة طفلة
    زائر
    أضطرب كل من في المنزل .. فما الذي يحدث الآن .. وغدا موعد الخطوبة وهناك بعض الضيوف مدعون لتلك المناسبة .. وحبيبتي ما زالت مجهده استلقت في فراشها بعد العودة من الطبيب ..فكيف يتم التعذر منهم ..وكيف يتم التعذر من بيت العم وطلب تأجيل الحفل !..أثناء ذلك وبينما كان الكل يجلس في غرفة حبيبتي مترقبا وضعها الصحي رن جهاز الهاتف وإذا بها زوجة عم حبيبتي ووالدة أبن عمها .. انه اتصال متأخر كان قبل منتصف الليل ببعض دقائق والغريب في الأمر كان قد سبقه عدة اتصالات متكررة منها وصلت إلى حد العشرين اتصالا لم ينتبه لها احد لانشغال الجميع بما حدث لحبيبتي .. رفعت والدة حبيبتي سماعة الهاتف وخلال ذلك كانت حبيبتي في قمة التوتر لدرجة الإغماء .. فلا بد إن أبن عمها قد اخبر أهل بيته بما جرى بينهما ..وها قد وقعت الكارثة..
    .
    .
    والدة حبيبتي .. أهلا بأم (.......)
    زوجة العم .. أهلا ( ببعض الانزعاج)
    والدة حبيبتي .. كنت أود الاتصال بك ( ببعض الخجل )
    زوجة العم .. لماذا !
    والدة حبيبتي .. أأأأأ .. (وقبل أن تكمل حديثها..)
    زوجة العم .. ما الذي حدث ؟..ولماذا ابنتكم رفضت الزواج من أبني ! ولماذا تحرجنا كل هذا الإحراج أمام الناس ( بغضب شديد)
    والدة حبيبتي .. ماذا !!!


    .
    .
    انتهى الـ ج12

  4. #54
    لمسة طفلة
    زائر
    الجزء الثالث عشر
    .
    .
    بعض من الخوف
    .
    .
    عم الهدوء بعد ذلك الاتصال والكل ينظر في عين والدة حبيبتي باحثا عن أجابه شافيه لذلك الاتصال المتأخر وتلك النبرة المنزعجة التي تحدثت بها.. ما عدا حبيبتي التي توارت تحت ثيابها .. خوفا وقلقا مما سيحدث .. والد حبيبتي .. ما الأمر !
    والدة حبيبتي .. لا شيء.. لكن قد تم تأجيل حفل غد
    والد حبيبتي .. هل لهم علم بما حدث لابنتنا !
    والدة حبيبتي .. كلا
    والد حبيبتي .. إذا ً ما السبب ؟.. لماذا يؤجلون الموعد هكذا ..أخبريني ماذا قالت لكِ!
    والدة حبيبتي .. لا أعلم ما الأمر صدقني والأفضل دعني أحدثك بموضوع مهم ( تقولها وهي تنظر نحو حبيبتي بانزعاج كبير)
    خرج والد ووالدة حبيبتي من غرفتها وهما يتشاوران فيما بينهما .. كان وضعا محرجا جدا لحبيبتي التي لم تعلم أي حديث ٍ قد دار بين والدتها وزوجة عمها ..خاصة و إن والدتها كانت طيلة الاتصال مستمعه لا أكثر .. هذا ما جعلها تتمنى الموت قبل أن يعلم والدها بقصه حبها لي ..
    .
    .
    اشتعل صدر حبيبتي نارا واحترق وجهها بكاءا ً وهي بانتظار هطول الكارثة .. أمسكت بأصابعها المرتجفة .. هاتفها الصغير وبدأت تكتب رقم هاتفي الذي حفظته عن ظهر قلب .. محاولة بذلك الاتصال بي ولكن رقمي كان مغلق ..أنها تحاول أن تتحدث معي وتشكي لي ما يحدث فأنا مرساة الأمان التي لا بد أن تلجأ لها وقت هيجان ما حولها ..والصدر الوحيد الذي تحب أن ترتمي بين أحضانه حين تكون خائفة .. لقد كانت ترتعش خوفا من المجهول وهي على علم بخسارتها لكل شيء والسبب سوء تصرفها .. فقد اختارت الإنسان الخطأ وعشقته عشقا لم يعشقه إنسانا لأحد.. ثم راحت ترمي بنفسها للتهلكة بموافقتها على الارتباط بإنسان لا يربطها به أي مشاعر تذكر .. بعدها اختارت حلا عقد كل الأشياء فتعلقت بين شراك تلك العقدة وهي لا تعلم كيف تجد منفذا منها ..فماذا ستقول لوالدها لو سألها عني ! .. وماذا سيقول لو سمع الحقيقة !.. أنها تعلم بمقدار حبه لها فهي بنته الصغيرة والمدللة لديه ..ولكنه في النهاية يظل رجلا ً شرقي مهما كان أبا حنونا ..فما يمس طرف سمعته إلا وجرده من كينونة الأبوة حتى ..
    .
    .
    مر بعض الوقت وإذا بباب الغرفة يطرق بهدوء ....... حبيبتي .. تفضل ( بصوت مرتجف)
    والدة حبيبتي .. هل ما زلتي مستيقظة !
    حبيبتي .. نعم يا أمي
    والدة حبيبتي ..إذا ً دعينا نتحدث سويه إن لم تكوني متعبه.
    كان أسلوبها حنونا جدا هذا ما منح حبيبتي بعض الطمأنينة .. فجلست بقربها مداعبة بأصابعها شعر حبيبتي وهو تنظر لها مبتسمة وقائلة ..( آآآه يا صغيرتي لقد كبرت ِ بسرعة وأصبحت ِ أمراه بعين الناس جميعا ولكنك ِ ما زلت طفلتي الصغيرة والمدللة ..أنا أسفه فلم استمع لك ِ صباحا ويبدو إني كنت مخطئه .. فما الأمر .. ولماذا أخبرتي أبن عمك برفضك له!).. هنا بدأت حبيبتي بالتفكير بين خوالج نفسها ..(يا الله أنها لا تعلم بالسبب .. أيمكن أن تكون على دراية به ولكنها تحب أن تسمعه مني ..أم حقا أنها لا تعلم به ) هذا ما دفعها لسؤال والدتها .. حبيبتي .. ماذا أخبرتك ِ زوجة عمي ! ألم يقل أبن عمي ما سبب رفضي للارتباط به؟
    والدة حبيبتي .. كلا ..فزوجة عمك لا تعلم ما السبب ..وابن عمك لم يقل لهم شيئا سوى إن حفل الغد قد الغي .. وحين أصروا على معرفة السبب اخبرهم بأنك ِغير موافقة على الارتباط به ودون ذكر شيء أخر لهذا اتصلت بي كي تعرف ما الخطب
    .
    .
    الآن كل شيء تغير .. فبعض الراحة بدأت تسري داخل عروق حبيبتي وبعض الندم بدأ يتحرك داخل قلبها أيضا ..لأنها بتفكيرها السابق قد ظلمت أبن عمها كثيرا .. فلم تكن تتوقع منه هذا التصرف الرائع رغم إنها على دراية مسبقة بنبل أخلاقه ولكنها كانت تخشى ردة فعل ٍ أساسها غيرته ..أثناء ذلك كان لابد أن تصطنع عذرا مقنعا لكل من يسمع به وغير جارح لمشاعر ابن عمها أخذة بنظر اعتبارها تصرفه النبيل معها .. فلم يكن أمامها سوى ذكر سبب الكل كان يؤيدها عليه .. فهي كانت اصغر منه بعشر سنوات بالإضافة إلى وجود تناقض بين طباعهما فهي خفيفة الظل وتحب الضحك كثيرا بعكسه تماما ..وهذا ما كان السبب الأكبر لنشوب شجار دائم بينهما .. والسبب الأكثر ترجيحا لرفضها للارتباط به فهو لطالما عاملها كطفله لا تحسن التصرف.. يبدو إن فرق العمر وفرق الطباع سبب لا يمكن التغاضي عنه ولا محاججتها فيه ..فضن الأهل إن هناك شجار قد قام بينهما فعلا .. كان سببا بفض الارتباط ..وبالتالي رمى أهل حبيبتي بالسبب على جمود وقسوة أبن عمها ..أما في الطرف الآخر قد رمي أهل أبن عمها السبب على طيش حبيبتي.. وكحصيلة نهائية أنهما لا يصلحان لبعض
    .
    .
    اختفت تلك الغمامة السوداء وعادت السماء صافيه كما كانت كي أعود من جديد لأسير على ارض حبيبتي كما أشاء ودون أن أخشى شيئا يعيق تحركي .. إني لا أحب فراقها و إن كنت لا أجد قناعة كافيه بأني أحبها فعلا ..ولكني سعيد جدا برجوعها .. لقد أصبحت حريصا أكثر على علاقتي بها هذا ما دفعني لترتيب جدولي الأسبوعي وترك حيز لها أكثر مما سبق.. كذلك حاولت أن أمنع نفسي عن إقامة أي علاقة بأخرى حفاظا على وعدي لها .. كل شيء كان على ما يرام ومع هذا كانت تشعر بعدم صدق مشاعري اتجاهها .. وهذا ما كنت أحاول أن أخفيه عنها ولكني دائما كنت افشل بذلك فأسلوب العاشق المتيم كنت لا أجيده.. فمن الصعب جدا أن نمثل المشاعر ..فقد ننجح بتمثيل دور البكاء أو دور الضحك باستخدام تعابيرنا الخارج.. ولكن صعب جدا أن نمثل دور الحمى .. فهناك شعور لا يمكننا أن نجعله ملموسا إن افتقدناه .. وهنا بدأت المشاكل بيننا تظهر ..
    .................................................. ........................

    انتهى الـ 13

  5. #55
    من أهل الدار
    فوفو
    تاريخ التسجيل: September-2014
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,461 المواضيع: 49
    التقييم: 346
    مزاجي: كئابة وحزن وبجي
    المهنة: طالبة جامعية
    أكلتي المفضلة: برياني + دولمة
    موبايلي: كاليكسي كراند
    آخر نشاط: 30/January/2015
    رائع

  6. #56
    لمسة طفلة
    زائر
    الجزء الرابع عشر بداية حطام

    .
    بأي وصف أبد سرد أحداث هذا الجزء وكل مقطع فيه كان مؤلما جدا لحبيبتي .. لقد عدت من جديد لسابق عهدي .. وزاد فوق هذا لا مبالاتي المفرطة .. لم امنحها أي فرصه كي تلج حياتي بشكل اكبر .. ولم أخذ تضحيتها بنكث وعدها لابن عمها بأي عين من الحرص والاهتمام ..فبالعكس لقد أدركت إنها عاشقة لي حد الصبابة ولن تبتعد عني مهما أذقتها من ويل بعدي عنها..لقد عدت إلى شعوري المسبق فهي تسرق وقتي وتضيعه على اللاشيء وهذا ما لا أحبه .. فعلا أنا أتمنى أن أكون لها بكامل كياني ..بإحساسي .. بأفكاري .. بجسدي .. ولكن صعب جدا هذا.. رغم أن الأصعب من هذا هو ابتعادها المطلق عني والذي ارفضه بتاتا فلا أحب أن امنحها فرصه اكبر لمغادرة عالمي ..وبنفس الوقت لا امنحها فرصه اكبر للتواجد فيه أكثر ..
    .
    .
    تكررت المآسي واحدة تلو أخرى .. حتى في يوم عيد ميلادي عندما كانت تتمنى أن تكون أولى المهنئين لي..فاحتارت بأي طريقه تهنئني !.. وأنا بعيدا عنها فلا هدية يمكن لها أن تضعها بين يدي سوى أن تختار لحنا لعيد ميلادي وبعض كلمات كانت تحب أن تتلوها بصوتها على مسامعي .. فهيأت كل شيء وكأنها عروس تتحضر ليوم زفافها .. كان الوقت طويل جدا ذاك الذي يفصل بينها وبين الثانية عشر قبل منتصف الليل .. في كل لحظه كانت تعيد ترتيل نفس الكلمات وبطريقه مختلفة لعلها تصل إلى أجمل أسلوب قد ينال إعجابي .. أي عشق هذا الذي يجعل من يوم ميلادي يوما مقدسا بالنسبة لها ..
    .
    .
    آآآآآآآه وأخيرا إنها الثانية عشرة إلا دقيقة واحدة قبل منتصف الليل .. حان موعد اتصالها بي ..أمسكت بالهاتف ودقات قلبها تسبق ذبذبات صوتها المضطرب.. وتأرجح أنفاسها الفرحة وهي تتهافت لسماع صوتي وتهنئتي كأول مبارك لي بعيد مولدي.. رن الهاتف .. دقة ..اثنتان ..إنها الرنة الثالثة وعندها تم قطع الاتصال ..!!.. لا بد أن تكرر المحاولة فالاتصال عبر الخطوط الدولية دائما ما يكون مزعج ولهذا يفترض أن تعاود الاتصال بسرعة أكبر قبل أن يسبقها الوقت ويمضي ..فتصبح تهنئتها بلا طعم بلا رائحة .. فعلا إنها تتصل ولكن هذه المره الجهاز مغلق .. تكرر الاتصال والجهاز مازال مغلق .. لقد أيقنت بأنها الزائر الغير مرغوب فيه في ليلة كنت احتفل فيها مع رفاقي ولهذا كان لابد أن أغلق جهاز الهاتف رغم إني اعلم بأن غايتها من الاتصال هو تهنئتي ليس إلا..لكن شيئا ما جعلني استثقل تلك الدقائق فلا أجد متسعا لها في يومي الصاخب هذا ..
    .
    .
    إن الوجع لا يؤلم إلا صاحبه وتلك الليلة كانت مؤلمة لها .. قاسية عليها بقسوة تصرفي معها .. فكيف أقابل حبها مرة أخرى بكل هذا الإجحاف واستكثر وجود صوتها لدقائق في يومي هذا ..رغم إن يومي ضائع بين أصوات وأجساد الكثيرين .. قد يستغرب القارئ مدى تحملها وسبب عدم القدرة على الابتعاد عني نهائيا أو كرهي حتى ! رغم سوء معاملتي لها وقسوتي.. لكنه الحب الصادق والطاهر في نفس الوقت والذي يجعل الإنسان يفكر بالتضحية في سبيل من يحب مهما كلفته تلك التضحية ..بالإضافة إلى ذلك لقد كنت ذكيا جدا فلا اترك ثغرة لغيابي السابق وجرحي لها إلا وسددتها بحشوه عذر كافيه وضمادة كلمات مهدئه تمنعها من التطلع نحو جرحها ..ولكن إلى متى؟.. لقد بدأ الملل يسري بين احشائها ويأكل قلبها شيء فشيء .. فقناعتها بأني سأتغير صارت ضربا من ضروب الخيال .. وكم كان غريب أمري فأن حدثتني أخبرتها بأني مولع بحبها وراغب بقربها ..ولكن كذب إحساسي وعدم صدقة واضح لا يمكنني إخفائه فغالبا ما يؤكد ذلك هو ابتعادي المفرط عنها .. فأي عاشق لا يشتاق لمن يحب .. وأي عاشق لا يبالي بمشاعر من يحب !
    .
    .
    مرت الأيام وكل يوم كان يحمل ألما أكثر من سابقة .. لقد كانت تتصل بي فلا أجد عذرا سوى انشغالي.. فقل اتصالها بي دون أن افتقدها ..وراحت الأيام تمضي دون أن احسب حسابا لغيابها عني .. فعلا لقد انقضى أسبوع ثم تلاه أسبوع وبعده جاء أسبوع أخر حتى مر أكثر من شهر لم اسمع فيه صوت حبيبتي ..وفي يوم ما صحوت فيه وكأني كنت ثملا طيلة الأسابيع الماضية بل وكأني كنت نائما في جوف حلم وصحوت للتو .. فأين حبيبتي !.. ولماذا غابت عني كل هذه الفترة ولم تسأل كعادتها ..ألا يفترض أن أبادر هذه المره بسؤالي عنها !.. فعلا دخلت الى بريدي الالكتروني الذي هجرته منذ فتره فلم أجد منها أي سؤال أو عتب قد تركته لي وكعادتها .. ما الأمر !.. حملت شكي ورحت أسال عنها صديقتها المقربة .. وهنا جاءت الصدمة .. أنا .. مرحبا
    صديقتها .. أهلا بك
    أنا .. منذ فتره وحبيبيتي غير موجودة ما الأمر هل لكِ علم بما يحدث
    صديقتها .. أيعقل هذا ؟ .. أيعقل انك لا تعلم بما حدث ؟ .. لا أ صدق هذا ( باستغراب شديد جدا)
    أنا .. ماذا حدث ! .. أرجوكِ أخبريني ..

    انتهى الجـ 14

  7. #57
    لمسة طفلة
    زائر
    الجزء الخامس عشر
    حرقُ جناحي فراشة
    .
    .
    ماذا هناك .. ؟
    ما الذي حدث لحبيبتي ..؟
    ا قتل الياسمين .. ا ضاعت رائحة الزنبق .. هل أ طفئت تلك القناديل .. هل ماتت عصفورة الحب ..؟
    .....
    نعم لقد تعرضت حبيبتي لحادث خطر جدا وهي الآن معلقه على حبال الموت .. لقد صار لها شهر بل أكثر وهي طريحة الفراش ..لا يتحرك منها سوى قلب ينبض بحبي.. ولسان هذى باسمي ..دون وعي منها .. لقد تحطمت أجنحه الفراشة وعادت كدودة في شرنقة لا تقوى على الحركة .. لقد أصبحت اليوم مجرد لفافة بيضاء تجمع أجزائها المحطمة .. فقد أصيبت بأحد عشر كسرا وتهشمت منها أجزاء كثيرة بعد خروجها من بين فكي الموت بمعجزة ..هذا ما قالته صديقتها بنبرة حزن قطّعت شرايين قلبي وصفعتني صفعة جعلتني التفت نحو الوراء لأبصر تلك الفراشة التي رافقتني طيلة السنوات التي مرت ..وأبصر تلك الدموع التي ذرفت ...وتلك الوعود التي نكثت ..وتلك الكلمات التي ماتت وما سمعت ...
    .
    .
    ما الذي حدث!! أنة شيء صعب التصديق ..فقصتي معها أقرب للقصص الخيال ..بل كتلك التي تعرض في صالات السينما وعلى المسارح حين يصفق الكل لكاتبها و إن كانت لا قناعة بحدوثها على ارض الواقع .. فهل يمكن أن تفارقني حبيبتي هذه المره بلا رجعة تذكر .. فقد قصت جناحها وما عادت قادرة على الطيران لتحمل شوقها مثل كل مره وتأتيني لتقف فوق براعم شوقي المغمضة.. كيف اكفر عن ذنبي وعن إساءتي لها ! .. لا أعلم أي نفع حصده القدر حين أختارها اليوم .. أ كي ينقذها من غدري وخيانتي لها ..أ كي ينقذها من وعد كاذب سلبها حق العيش براحة بال !.. هكذا نزفت ذكريات الماضي بندم مر لا يتجرع طعمه قلب .. وبحسرة تفتك بصدري فلا تبقي منه سوى ضلوع تلفظ الغوث .. كيف حال حبيبتي الآن !.. ومن أسأل عنها ومن يخبرني .. وهي تسكن منفى وأنا اسكن منفى !!
    .
    .
    أخاف جدا أن اتصل بها فيكون هاتفها بيد شخص ثاني ..وأخاف أن ابعث برسالة لها فلا يقرأها أحد ..وتبقى في صندوق أفتقد لوجود رسالة واحدة مني.. في الماضي ..خفت فعلا فلم يكن سوى ملف موقعها الالكتروني ماكثا أمامي .. دخلت إليه .. ولم أجد سوى ريح تعبث بأوراق كتبتها حبيبتي وهي تبكي فراقي .. وهناك بقايا أشباح ٍ راقصة ًعلى اسطرها لتذكرني بضياعها وضياعي .. كل أفكاري صارت نادمة ً وجرح حبيبتي أصبح اليوم ساحة ً تنزف عليها كل جراحي .. لا أشك بأنكم اليوم لن تثقون بصدق كلامي .. ولا أشك بأنكم تتصورن بأنها مجرد شفقة ٍ وليست ندما على حب لم يلاقي شيئا من اهتمامي ..
    .
    .
    ولكنها الحقيقة ..أنا نادم على ما صنعته معها.. ولا أعلم إن كان سبب ذلك الندم عائدا لشفقتي عليها بعدما سمعت ما جرى لها .. أو إن كان نابعا من صميم قلبي الذي يحبها ولا يقر بذلك خوفا من خسارة حياة ما زلت مبهورا بها .. و أيا يكن السبب فأنا فعلا نادم ..ولهذا كفرت بكل معتقد حولي ..فجعلت حبيبتي معبدا ..وذكراها صلاة أعتكف القيام بها في كل ثانية .. ويشهد على ذلك تلك الرسائل التي ملئت صندوق بريدها الالكتروني .. وتلك الأسئلة التي ملت منها رفيقتها وأنا أسال عن صحة حبيبتي ..ولكن الأيام تمضي وحبيبة ما زالت مقعدة الفراش لا تقوى على الكلام حتى .. أ يمكن أن يكون هذا الحادث خطرا لهذه الدرجة..حتى صادر من حبيبتي القدرة على الكلام !..أ يمكن أن تكون صحتها بهذا السوء فصارت لا تستطيع أن ترفع سماعه الهاتف وتسأل عني أو أن تحرك أصابعها وترسل لي شيئا يطمئنني عنها !..

  8. #58
    لمسة طفلة
    زائر
    الجزء الخامس عشر
    حرقُ جناحي فراشة
    .
    .
    ماذا هناك .. ؟
    ما الذي حدث لحبيبتي ..؟
    ا قتل الياسمين .. ا ضاعت رائحة الزنبق .. هل أ طفئت تلك القناديل .. هل ماتت عصفورة الحب ..؟
    .....
    نعم لقد تعرضت حبيبتي لحادث خطر جدا وهي الآن معلقه على حبال الموت .. لقد صار لها شهر بل أكثر وهي طريحة الفراش ..لا يتحرك منها سوى قلب ينبض بحبي.. ولسان هذى باسمي ..دون وعي منها .. لقد تحطمت أجنحه الفراشة وعادت كدودة في شرنقة لا تقوى على الحركة .. لقد أصبحت اليوم مجرد لفافة بيضاء تجمع أجزائها المحطمة .. فقد أصيبت بأحد عشر كسرا وتهشمت منها أجزاء كثيرة بعد خروجها من بين فكي الموت بمعجزة ..هذا ما قالته صديقتها بنبرة حزن قطّعت شرايين قلبي وصفعتني صفعة جعلتني التفت نحو الوراء لأبصر تلك الفراشة التي رافقتني طيلة السنوات التي مرت ..وأبصر تلك الدموع التي ذرفت ...وتلك الوعود التي نكثت ..وتلك الكلمات التي ماتت وما سمعت ...
    .
    .
    ما الذي حدث!! أنة شيء صعب التصديق ..فقصتي معها أقرب للقصص الخيال ..بل كتلك التي تعرض في صالات السينما وعلى المسارح حين يصفق الكل لكاتبها و إن كانت لا قناعة بحدوثها على ارض الواقع .. فهل يمكن أن تفارقني حبيبتي هذه المره بلا رجعة تذكر .. فقد قصت جناحها وما عادت قادرة على الطيران لتحمل شوقها مثل كل مره وتأتيني لتقف فوق براعم شوقي المغمضة.. كيف اكفر عن ذنبي وعن إساءتي لها ! .. لا أعلم أي نفع حصده القدر حين أختارها اليوم .. أ كي ينقذها من غدري وخيانتي لها ..أ كي ينقذها من وعد كاذب سلبها حق العيش براحة بال !.. هكذا نزفت ذكريات الماضي بندم مر لا يتجرع طعمه قلب .. وبحسرة تفتك بصدري فلا تبقي منه سوى ضلوع تلفظ الغوث .. كيف حال حبيبتي الآن !.. ومن أسأل عنها ومن يخبرني .. وهي تسكن منفى وأنا اسكن منفى !!
    .
    .
    أخاف جدا أن اتصل بها فيكون هاتفها بيد شخص ثاني ..وأخاف أن ابعث برسالة لها فلا يقرأها أحد ..وتبقى في صندوق أفتقد لوجود رسالة واحدة مني.. في الماضي ..خفت فعلا فلم يكن سوى ملف موقعها الالكتروني ماكثا أمامي .. دخلت إليه .. ولم أجد سوى ريح تعبث بأوراق كتبتها حبيبتي وهي تبكي فراقي .. وهناك بقايا أشباح ٍ راقصة ًعلى اسطرها لتذكرني بضياعها وضياعي .. كل أفكاري صارت نادمة ً وجرح حبيبتي أصبح اليوم ساحة ً تنزف عليها كل جراحي .. لا أشك بأنكم اليوم لن تثقون بصدق كلامي .. ولا أشك بأنكم تتصورن بأنها مجرد شفقة ٍ وليست ندما على حب لم يلاقي شيئا من اهتمامي ..
    .
    .
    ولكنها الحقيقة ..أنا نادم على ما صنعته معها.. ولا أعلم إن كان سبب ذلك الندم عائدا لشفقتي عليها بعدما سمعت ما جرى لها .. أو إن كان نابعا من صميم قلبي الذي يحبها ولا يقر بذلك خوفا من خسارة حياة ما زلت مبهورا بها .. و أيا يكن السبب فأنا فعلا نادم ..ولهذا كفرت بكل معتقد حولي ..فجعلت حبيبتي معبدا ..وذكراها صلاة أعتكف القيام بها في كل ثانية .. ويشهد على ذلك تلك الرسائل التي ملئت صندوق بريدها الالكتروني .. وتلك الأسئلة التي ملت منها رفيقتها وأنا أسال عن صحة حبيبتي ..ولكن الأيام تمضي وحبيبة ما زالت مقعدة الفراش لا تقوى على الكلام حتى .. أ يمكن أن يكون هذا الحادث خطرا لهذه الدرجة..حتى صادر من حبيبتي القدرة على الكلام !..أ يمكن أن تكون صحتها بهذا السوء فصارت لا تستطيع أن ترفع سماعه الهاتف وتسأل عني أو أن تحرك أصابعها وترسل لي شيئا يطمئنني عنها !..

  9. #59
    لمسة طفلة
    زائر
    نعم أنها كذلك ففي البداية دخلت في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام ..بعدها استفاقت على أصابع لا تتحرك ..وساقين لا تشعر بالتصاقهما بها .. أنها الفاجعة التي لم تحسب حسابها ..أنها الصرخة المدوية التي أفقدتها الشعور بحواسها الخمس .. فكيف يكسر البرعم الصغير ولا تبكي فوقه السماء .. وكيف تقتلع جذور الورد ولا تبكي من تحته الأرض!! .. لقد استيقظت حبيبتي على كابوس تمنت أن يوقظها منه أحد ولكن الكابوس صار حقيقة .. فالكل من حولها مواس ٍ لها والكل من حولها يحاول أن لا يبين مدى تأثره بما جرى لها .. لكنها كانت ترى سوء وضعها في دموع والدتها وهي تبحث عن جهة أخرى بعيدا عن عيني ابنتها .. لقد عرفت حبيبتي بحقيقة القادم من خلال صوت والدها الذي اختنق بعبرة أفقدته نبرته الأصلية .. أنها على يقين بأن القادم أسوء من الماضي ..
    .
    .
    في الماضي كانت كالفراشة لا تقف في مكان واحد .. بل تحب أن تتحرك في كل مكان وتصل إلى أي مكان ..لقد كانت على قناعة بأن أجمل ما تملكه هي تلك الساقين اللتان كانا يتعبان وهي لا تتعب من الهرولة واللعب .. وتلك اليدين بأصابعهما القصيرة وكفهما المفعم بالحيوية .. اليوم صارت كجثة هامدة لا يتحرك فيها سوى شفتين أكلتهم غصة الصدمة وما عادا يحسنان النطق ..ألا يكفي ما مر من عذاب !..ألا يكفي ما أصابها مني من الم !..حتى يكافؤها القدر بألم اكبر .. ألا يكفي مدى الصبر الذي عانقته طيلة تلك السنوات ..فيأتي القدر اليوم ليختبر صبرها إن كان ما زال متمسكا بجلابيبها !..فعلا شيء غريب فأحيانا ما يختار القدر الإنسان المجهد كي يصب عليه جم قهره وكل ما يقال بأنه اختبار لمدى الصبر .. وأي صبر يملك المجهد .. فحين يجف البئر لا ننتظر أن يملأ الدلو من قعره.. !.. فماذا انتظر بعد الان من حبيبتي ؟
    .
    .
    انتهى الـ 15

  10. #60
    لمسة طفلة
    زائر
    الجزء السادس عشر
    بداية المجهول.
    .

    لم تعد هناك حياة تذكر .. بل هناك الم .. وهناك ندم .. أصبحت حبيبتي كجذع يابس مرمي على الأرض .. لا تملك سوى وسادة جافة تحيى على دموعها وجدران مظلمة تفوح منهن رائحة ذكريات طفولتها وأحلامها في المستقبل .. كان ونيسها الوحيد هو ذلك السقف.. فمعه كانت تقضي كل وقتها وهي تتأمله وكأنه ينصت لأوجاعها .. فكيف تمضي الأربعة وعشرون ساعة وبعدها أربع وعشرون أخر!!.. وكأنها تحسب دقات العقارب واحده تلو الأخرى ..لقد استبدلت نكهة الفرح بنكهة الحزن .. وصار كل جزء في غرفة حبيبتي مظلما وكأنه يحاول أن يخفي معالمها المهمومة عن كل زائر لها ..أستمر وضع حبيبتي على ما هو عليه ما يقارب الشهرين وأكثر حتى تعافى منها جزء واحد أنه يدها اليمنى .. وعلى اثر ذلك قامت بمعاودة نشاطها على الشبكة العنكبوتيه كي تقضي على وافر الوقت الذي كان يقتلها ..
    .
    .
    وفعلا كان الكل بانتظار أشارقة ابتسامتها من جديد .. كما إن الكل متلهف لدخولها مره أخرى لموقعها الذي حصدت فيه حب الكثيرين .. كنت أحدهم .. بل أكثرهم شوقا لرجوعها .. فما هي إلا دقائق وصار الكل يتهافت على متصفحها الخاص ليلقي بتحيته وترحيبه قبل الآخر .. فلم يتركوا لي ركنا ولا مكانا لأنزوي فيه .. لقد كانت الفرحة غامرة لقلبها الصغير الذي نضح قيحا من شدة الألم في الأشهر التي مضت.. فراحت ترسم ضحكتها على كل ورقة وتترك ابتسامتها ترقص على كل سطر تمر به .. إنها تمتلك شعبيه كبيرة لدى ذلك الوسط وحبا كنت اجهل سببه .. ولكن كل ما اتضح لي هو إن عودتها إلى هناك كانت بمثابة استعادة لأمل قد خسرته بعد كل ما قاسته ..مر بعض الوقت وأنا جالس بانتظار هطول هبة السماء .. حتى هطلت أولى بوادره ..
    .
    .
    لقد كانت مشاعر الاشتياق تتجول بهدوء داخلي وهي تبحث عن الإيقونة المضيئة في جدول المحادثة الخاص بي .. فشعرت بفرح حقيقي حين أضاءت تلك الإيقونة معلنة عن وجود حبيبتي .. و نشر قلبي جناحية و اهتزت الشبكة العنكبوتيه طربا لعودة حبيبتي .. كنت مستعدا لتلك الدردشة الحميمة .. ولهذا بادرت بترحيب ينم عن اشتياق وافتقاد بالغا لها .. وهي قد بادلتني بالمثل رغم إن التعب والإرهاق كان واضحا جدا عليها .. فلم تكن تحسن الكتابة مثل قبل .. ولا تجيد التحدث كالسابق بل كانت بحاجة لوقت كي تلفظ الكلمات .. حتى الابتسامة يبدو إنها أصبحت أكبر معضلة يمكن أن تقوم بها .. ولهذا أدركت إن ذلك الكم من أحرف الهاء الذي سقط اليوم من تحت أصابعها على اسطر الجميع ما كان إلا رسما لضحكة لم تقوى على رسمها على ضلوعها المكسرة .. أحزنني جدا ما ألم بها .. فلو كانت حبيبتي كأي فتاة أخرى لما شكل ذلك التغير أي اثر في نفسي ولكن الأمر يتجاوز ذلك ..لأنها تتميز بنشاط فريد الكل يعرفها به فحين كانت تتحدث معي بالسابق لم أكن أملك فرصة لإكمال جملة كاملة قبل أن تقاطعها بألف جملة منها .. أما اليوم فالأمر لم يعد كما كان ..
    .
    .
    لقد كان صدري كغيمة حبلى قبل أن يمطر حزنا على ما يجري .. ومساحة ندمي كبيرة الأبعاد ومستعدة لما يسقط عليها.. لهذا احتضنت صوت حبيبتي بدفء وحاولت أن اخلق لها حيزا كي تنام تحت جلدي ..وتستقر قرب روحي .. فكانت تحدثني بنبرة الألم عما جرى في تلك الأشهر وكيف إن ذكرياتي رافقتها حيثما تصد بوجهها ..حينها شعرت بخجل شديد هذا ما دفعني للاعتذار منها لمرات متكررة .. فقد كنت بعيدا عنها في وقت كانت هي في أمس الحاجة لي .. وكعادتها لم تبخل بمسامحتي .. وهنا عاد الوئام لبسط ذراعيه على جوانب علاقتي بها .. وصرنا نتحدث كل يوم .. فأنصت لما تقوله وتنصت لي.. لم نكن كأي عاشقين يحترفان لغة الغزل ويتلذذان بالحديث بنبرة الرومانسية .. بل الغريب إن علاقتي بحبيبتي كانت ذات طابع أخر .. يستغرب اقرب أصدقائي حين أحدثهم عنه .. وهذا ما جعل بعض المقربين مني يحّمل هذا الطابع مسؤولية الملل الذي كان دائما ما ينتابني بعد فتره من حديثي مع حبيبتي
    .
    .
    لقد كانت علاقتي بها علاقة سطحية .. فاعنف عاطفة يمكن أن تثور داخلها حين يقول احد منا كلمة ( احبك ) .. و كان حديثنا عادي جدا فبعضه ما كان يحدث داخل يومها .. والبعض الآخر ما كان يحدث داخل يومي وكأن سبب لقائنا الاستماع لإخبار بعض لا أكثر .. في الواقع كان هناك نقص كبير يقف كعائق أمام اكتمال قصتنا مع بعض ألا وهو شكل حبيبتي .. وان كنت مؤمن بأن الحب يمكن أن يسلك أي طريق كي يصل هدفه ..فلا يمنعه سلك هاتف ولا شاشة حاسوب .. وان العشق لا يعتمد على كومة مظاهر .. فتناغم الصفات وتشابه الطباع قد يكون كاف ٍ جدا كي يزرع الحب في قلوب لم ترى بعض ولكن سمعت أو قرأت لبعض .. لكن الفضول لا يزال ذو سطوة وهيبة على أفكاري .. فهل حقا حبيبتي كما صورت لي !.. وهل هي فعلا بنفس العمر الذي ذكرت؟ .. تفاصيل كثيرة قد اسلم لمصداقيتها لو سمحت لي بإلقاء نظرة بسيطة عليها ولو لجزء من ثانية ..

صفحة 6 من 7 الأولىالأولى ... 45 67 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال