تالع للجزء الرابع
.
.
لقد مرت ساعة تلو ساعة وأنا أحاول بكل الوسائل أن اصنع لي عندها أمل بأني صادق ..فبررت بكل ما املك من إثباتات باني لها عاشق .. هذا ما دفعني إلى أن اخبرها بالموقع الالكتروني الخاص بي والتابع لبلد إقامتي .. لقد كان هذا الموقع كموقع الفيس البوك وكان بمثابة بئر لكل أسراي فعليه كنت أقيم اغلب علاقاتي والتي تتطور بعدها لتصبح علاقة صداقة أو علاقة غرامية مع فتاة أجنبيه أتعرف عليها هناك.. لقد قمت بفتح حساب خاص لها وباسمها الشخصي ووضعت كلمة سر لهذا الحساب اخترتها عنوه وكانت.. ( never leave you this time) .. عبارة عقبت عليها وقالت فعلا هل أنت تقصدها ! .. فأجبتها بالتأكيد ..والدليل سأكتب احبك هناك على العلن وأمام الجميع دون أي وجل ..
.
.
سرق الوقت منا ودون أن نشعر حتى باغتنا خيط النهار بطلوعه ..حينها قالت بأنها لا بد أن تذهب .. هذا ما دفعني لان اسألها متى سيكون اللقاء وهل هي مقتنعة بحبي لها.. فكان ردها بأنها ستعود ولكن لا تعلم متى وشرط عودتها ان تبقى مجرد صديقه لا أكثر .. يبدو إنها قلقة جدا وخائفة جدا ومتشائمة جدا .. وكل هذا كان مبررا ..فما فعلته أنا لابد أن تكون هذه عواقبه .. ولابد أن اصبر وانتظر الغد لعلها تأتي
انتهى ج4
جميييييل
الجزء الخامس
انتِ لي
.
.
في صباح اليوم التالي جلست وما زالت حلاوة ليلة البارحة عالقة على طرف مخيلتي .. كان هناك شعور داخلي يختلط بين الراحة ..وبين السعادة شيء حملني على أن ابدأ اليوم بتفاؤل كبير .. قضيت ساعات النهار بالتسوق وبالاستماع إلى الموسيقى التي كانت تذكرني بأحداث البارحة.. حتى جاء المساء حينها كنت متلهفا جدا لمعرفة النتيجة وان كانت ستأتي أم لا .. في الواقع كنت قلقا جدا و خائفا جدا فحديث الأمس كان يشوبه نوع من الشك بعودتها من جديد كسابق عهدها معي ..لهذا فضلت أن أقوم بإلغاء جميع ارتباطاتي لتلك الليلة والتواجد مبكرا على بريدي الالكتروني..
.
.
إنها الساعة التاسعة مساءا إلا خمس دقائق .. لم يبقى سوى خمس دقائق تفصل بين الشك واليقين .. لم يبقى سوى خمس دقائق تفصلني عن الوقت الذي اعتدت أن أرى تواجدها فيه .. كل شيء من حولي صامت وكأنه جالس بانتظارها كما كنت أنا بانتظارها .. فعلا إنها التاسعة ولم اعد أملك أي صبر فمن أين لي أن أستعيره؟ أثناء ذلك دخلت حبيبتي ولكن هذه المرة لم تكن هناك أي مبادرة منها وكأن سلامها كان ينتظر أن يأخذ الإذن من سلامي كي يهرب من قلبها إلى أوراقي ..لهذا كان لابد أن أبادر بذلك ولكن بطريقتي الخاصة ......
.
.
أنا .. ؟؟؟؟؟؟؟؟
هي .. ماذا؟
أنا .. هل يمكن أن أقول مرحبا ؟
هي .. ولم لا ههههههههه
ابتسامة اخترقت الظلمة وأنارت شمعة من خلالها استطعت أن أبصر ملامح الرضا على وجه حبيبتي وان كانت آتية من خلف مفاتيح لا تملك شفاها لتضحك ..بعدها بدأنا الحديث معا بشيء من القلق وتوخي الحذر.. فانا أخشى أن أتكلم بكلمه تكون نتيجتها ردة فعل تتسبب في خسارتها ..وهي تخشى أن تمنحني كلمة حب استهين بها ولا اقدر قيمتها .. مرت الساعات بين عتب وبين أسئلة كانت تطرحها وأنا أحاول أن أجيب عليها بكل صراحة وان كانت الصراحة في حدود قد وضعتها منعا لجرحها .. لهذا حاولت أن ابتعد عن كل شيء مؤلم لها فكانت أجوبتي سطحية يملؤها عدم الاكتراث لما كان في الماضي والتأكيد على إنها الحاضر
في خضم حديثنا كان لعاب قلبي يسيل من فرط شوقي لأي كلمه حب يمكن أن تنطق بها فتؤكد بأنها ما زالت تحبني .. هذا ما دفعني للتحايل عليها بشتى الطرق كي اسرق منها تلك الكلمة التي اشتقت لسماعها منذ فترة طويله .. مرت الساعات وبمرورها كنت أحاول أن اصطنع عدم الاكتراث كما كنت المح تصنعها له.. حتى وصلنا ذروة مشاعرنا حينها كنت ذكيا جدا فاستطعت أن اكسر كل حاجز قد وضعته بيدي أنا بين قلبي وقلبها في الماضي .. فراحت تخبرني بأنها ما زالت تحبني وان ادعائها باني قد أصلح لان أكون صديق ضرب من ضروب الخيال .. فالحبيب يملك القلب والصديق يسكن القلب فكم يفرق المالك عن المستأجر ! انقضى اليوم بوعد مني بأن ما كان في الماضي مجرد كابوس لن يتكرر واني اعشقها للأبد كحبيبة لليوم وزوجة للمستقبل .
.
.
بعض أيام مرت لا تتجاوز الأسبوع .. كنت في أولها شخص مواظب على مواعيده ..وحبيب يحاول أن يمنح من يحبها كل ما يمكنه من مشاعر الحب .. رغم إني كنت أواجه صعوبة كبيره في ذلك خاصة واني إنسان غير عاطفي و رائحة اللامبالاة والاستهزاء كثيرا ما تفوح على تصرفاتي أمامها .. شيء يفرق بيني وبينها فهي تملك حس العاطفة ولهذا كانت تكتفي أحيانا بالصمت لعلها تشعرني بمدى تقصيري في حقها .. حق لم اشعر به ..فضاع بين ما كان يثير انتباهي في الخارج هذا ما جعلني أعود مرة أخرى لما كنت عليه في السابق وانكث عهدي معها ولكن هذه المرة بأسلوب مهذب ودون أي شوشره فحاولت أن ابرر عدم تواجدي بانشغالي بالعمل والدراسة ..واعمد الى التواجد في الساعات التي لا تتواجد هي فيها ..
.
.
كنت أمارس معها واجبا لا أكثر..فحين ادخل على بريدي واجدها هناك .. أتعمد عدم الظهور بشكل مكشوف بل أكون مخفيا عنها حتى تمل من انتظاري لساعات طويلة .. حينها اكتب لها بعض كلمات ابرر فيها ذلك الموقف أو أحيانا كثيرة ادعي الاستياء لأنها لم تنتظرني ..!! يبدو انه الملل فسريعا ما كان يصبني معها خاصة حين أقارن وضعي معها بوضعي مع غيرها من النساء في الخارج .. فغيرها كان يفتتني بجماله أما هي فقد كانت مجهولة الملامح أمامي ففي عدة مناسبات قد طلبت منها أن تريني شكلها أو تبعث لي بصوره شخصيه لكن كل ما فعتلة هو إرسال بعض صور كنت أشك بمصداقيتهم ..رغم إن الصور كانت تحمل نفس الصفات التي رسمتها لي حين كانت تتحدث عن شكلها والتي في الواقع كانت تختلف جذريا عما كان يثير اهتمامي في الجنس الآخر ..هذا ما ساعدني أكثر لانسياق لرغباتي وتركها معلقة في انتظاري حتى ...........
انتهى الخامس
من جديد عدت أدراجي نحو الماضي وصارت حبيبتي مجرد عبأ لا أكثر.. أحاول أن اهرب منه إلى ابعد ما يمكن إلى حيث لا تراني ولا أراها .. وهنا ظهرت في حياتي إنسانة جديدة تعرفت عليها عن طريق الصدفة أثناء تواجدي برفقة صديق لي وتلبية لدعوته في زيارة الجامعة التي كان يرتادها.. كانت فتاة شقراء وحسناء أيضا هذا ما أثار إعجابي وجعلني أحاول التقرب منها وفعلا نجحت في ذلك وكان سهلا الجزء السادس ميلاد حزن
دا فقد كانت بحاجة لمسانده في بحث تقوم به فلم أجد أفضل من هذه الفرصة لاستغلها واتخذها المعبر الرئيسي لولوجي لحياتها .... فتكرر لقائي بها لعدة مرات حتى صارت علاقتي بها أقوى فعرضت عليها فكرة الانتقال للعيش معي .. وفعلا انتقلت للعيش معي في نفس الشقة التي اسكنها .. أثناء ذلك وعلى الضفة الأخرى كانت حبيبتي ..
.
.
حبيبة لم تخلف موعدها معي وظلت تحافظ على وعدها لي ..وكأنها تؤمن بأن العاشق لا بد أن يتحمل تبعات عشقه .. ففي كل يوم ..وفي نفس الموعد ..وعند نفس الساعة كانت تأتي وتبقى حيث هي.. بانتظاري لساعات وساعات حتى تقتنع بأنها لن تحصد سوى الانتظار .. ورغم ما كانت تتركه لي من عبارات مليئة بالأسئلة عن أحوالي والتي يكثر فيها العتب .. كنت لا أستسيغ قراءتها لهذا أفضل أن لا انظر إليها أو أرد عليها.. فقد كان ما يشغلني أجمل وألطف من الحب بأفكاره الساذجة ..كنت أعيش في الجانب المضيء من الحياة .. جانب بعيد عن المسؤولية وبعيد عن القيود بل قريب جدا من الحرية وأي حرية إنها حرية مطلقة .. فلا يعيق تحركي ومطالبي شيء .. بينما كانت حبيبتي تقطن في الجانب المعتم.. ذلك الجانب الذي غير من طباعها الشيء الكثير فصارت حزينة معظم الوقت وكأنها تحمل حزن العالم من شرقه إلى غربه ..
.
.
كانت تدخل إلى نفس الموقع الذي اتفقنا فيه على التواجد معا ..ورغم إنها لا تجيد اللغة المتداولة هناك ولا تعرف أي شخص يمكنها أن تتواصل معه إلا أنها ظلت تتردد عليه على أمل أن تجد رسالة أو كلمة مني قد بعثتها لها في حالة هذيان أو طيش أو حتى بالغلط .. لكنها مع الأسف لا تجد سوى مساحات بيضاء باردة تنتظر هطول دموعها .. فأي برد هنا ..وأي وحشة هنا يمكن أن تنطق بخبر حبيب تركها بأمل العودة من جديد .. ولا جديد .. فراحت تصب على أوراقي عتبها الشديد ..ولكن كيف لها أن تعتب هذه المرة فحتى كلمات العتب صارت باهته وشاحبة لا تصلح أن تعبر عما يعتريها من حزن وآلم.. لهذا لم يكن أمامها سوى أن تكتب على جدار موقعي أو جدار قسوتي إن صح التعبير كما كانت تعتقد.. نفس العبارة التي اخترتها كي تكون رمزا سريا لحسابها وكأنها تحاول أن تذكرني بوعد قطعته على نفسي في يوم من الأيام فكتبت ( ( never leave you this time وطوت صفحتي بأصابع المرارة ...
.
.
هنا سجل ميلاد حزن حبيبتي ..حزن اختلف عن باقي إخوته .. فبالأمس كان له إخوة اكبر منه ولكن اقل منه ظلما وقسوة ..كان حزن عميق يحفر أعماق حبيبتي كما تحفر المياه الجوفية باطن التربة فتخلف ممرات ومسالك تتشعب في كل مكان وتحتل كل ركن ..فلا تخلف سوى سطح لا يصلح لشيء .. نعم كانت مجرد ضحكة .. بريئة كطفلة يخيل لناظرها أنها مخلوقة قادمة من الجنة لما تحمله من أمل وسعادة رغم انه لو اقترب أكثر لسمع صوت نحيبها من الداخل .. لقد صار يومها طويل مليء بالتفكير ..ينتهي بليل أطول من صباحه كانت تقضيه في البكاء حتى تغرق وسادتها وتطلب النجدة من الشمس كي تنقذها
.
.قد يكون بعدي عنها اقل وطأة من اقترابي منها ..فبعد فتره من الانقطاع جمعتني بها صدفة لم نخطط لها .. حينها كنت مضطرا لفتح بريدي الالكتروني لغرض التحدث مع عائلتي وكان في وقت الظهيرة .. وقت كنت اعلم بأنها غير متواجدة فيه لانشغالها بدوامها الجامعي.. لكن يبدو إنها في ذلك اليوم كانت متواجدة بسبب عطله رسميه .. في الواقع كان لوجودها وقع رهيب جعلني أتخبط مع ذاتي فيا ترى بماذا أجيبها إن سألتني ما سبب غيابي!.. كل شيء كان سريعا فيجب أن أفكر بحجة مقنعه قبل أن تبدأ حديثها معي .. حينها دخلت .
انتهى الـ 6
رائع ...بأنتظار التكملة
الجزء السابع
موعد ولكن ..
.
.
لا مجال للتردد .. ولابد أن أواجه الحقيقة .. رغم إني على يقين بأن أي كلمة وأي حركة أقوم بها ستعني التورط في أمر غدا سأكره نفسي على اختياره .. لهذا لابد أن اختار من الآن مع من سأبقى!! ..و إن كان الوقت لا يمكن أن يسعفني بشيء فهذه الصدفة لم تكن في الحسبان وحبيبتي بانتظار التوضيح الآن ..لا أنكر إنها كانت مجرد ثواني إلا إنها قد شلت كل جزء من كياني .. فصعب جدا أن اترك غابة المتعة الواسعة واستبدلها بحديقة حب صغيرة كل شيء فيها واضح لا يمنحني لذة الاكتشاف .. لهذا فكرت أن اترك الأمور على ما هي عليه .. دون أن أخشى خسارة إحداهما فغابتي اسكنها الآن وحديقة حبي ملكٌ لي لا يسعها أن تغلق أبوابها يوما في وجهي مهما تأخرت في قدومي لها ..هذا ما دفعني لخلق انطباع الشوق والارتماء على أوراق حبيبتي بلا وجل وخوف ..
.
.
أنا.. حبيبتي اشتقت لكِ ( ببروده أعصابي المعتادة)
هي .. مممممممم أنا كذلك .. ولكن!! ( أنفاس تتأرجح بين ضيق وبين حسره)
أنا .. كيف حالك ؟
هي .. بخير إن كنت أنت بخير
أنا .. أنا على أكمل وجه ( بكل عنفوان)
هي .. لماذا غبت كل هذه الفترة ولم تسأل عني !.. أين كنت ؟..أ يمكن أن يكون الماضي ( بألم بالغ )
أنا.. مرة أخرى .. متى تتوقفين عن سرد حماقاتك .. لماذا دائما تستقبليني بعتب شديد بدل الشوق متى تكفين عن هذه الثرثرة الباليه ( بحده وقسوة )
هي ..أسفه .. ولكن !! ( بمرارة وغصة لعثمت الأحرف فضاعت الكلمات )
أنا .. متى تقدرين وضعي !.. متى تفهمين بأني مشغول جدا فدراستي متعبه ووضعي هنا مختلف ..حتى والدتي لم أتكلم معها منذ شهر أو أكثر وها هي الآن معي على الخط في انتظاري..
.
.
كان مجرد تبرير فآنذاك كنت قد أكملت حديثي مع عائلتي ومشغول بالحديث مع رفاق لي ولكنه قد يكون التنويه الوحيد الذي قد ينقذني من أسئلةٍ تزعجني وتحرجني أيضا ..فبماذا أجيبها ؟؟ ..هل اخبرها بأني قد عدت من جديد إلى مسرح لهوي !..و إن عشيقتي الاجنبيه قد صادرت مني كل الوقت ... فلم يعد هناك ما يشغل تفكيري خارج نطاق علاقتي بها!!.. بالتأكيد لم أملك الجراءة لأفعل ذلك ..لهذا كان لا بد أن انسحب وفي أسرع وقت ممكن ..ولكن مع هذا لم أنسى أن أقوم بالتأكيد على مقدار حبي لها خوفا مني على خسارتها وقد يكون خوفي هذا مبهما حتى بالنسبة لي ..فلو سألني احدهم عن السبب لاحترت بماذا أجيبه.. فعلا كنت أعيش حاله تناقض غريبة ..
.
.
ومثلما عدت أنا ..عادت حبيبتي لتحصد مقعدها أمام مسرحي ولكن ليس كمتفرج بل كبطل صودر دوره فاضطر للتفرج فقط .. أنها لا تعلم كيفية التصرف معي .. ولا تدرك السر في عدم إقراري بتركها نهائيا أو البقاء معها نهائيا .. لهذا كان لابد أن تحقن قلبها بجرع ٍمن الصبر .. و إن كان الصبر أحيانا لا يفي بالغرض .. فكثيرا ما كانت تعاني من الألم هذا ما افقدها الشهية في الحياة .. خاصة مع كثرة الطعنات التي كنت أوجهها لها ودون أن أعي حجم المعاناة الذي كنت اهديها إياه في كل مرة كانت تحاول فيها أن تفتح صفحة حوار معي ..فبعد الحادثة الأخيره وعدتها أن أتصل بها صباحا وان كانت في الجامعة على أساس إني في الغد سأكون متواجدا في المنزل ومتفرغا لها كليا وكان موعدنا التاسعة صباحا ...
.
.
وفي صباح اليوم التالي كانت حبيبتي سعيدة جدا ..هذا ما دفعها للابتعاد عن الجميع والطلب من رفيقتها المقربة أن تستأذن لها من كافة المحاضرين لذلك اليوم كي تكون هي الأخرى متفرغة تماما للحديث معي .. وراحت تنزوي على احد المقاعد في إحدى حدائق الجامعة وبعيدا عن الجميع .. جلست هناك والفرحة تطرز كل ركن من وجهها ..وكأنها تحتفل بتحقيق حلم بات تحقيقه ضربا من الخيال .. فقد اشتاقت لرجوعي ولكلامي ولصوتي أيضا .. احتضنت هاتفها بين أصابعها الصغيرة بكل دفئ وشوق وكأنه طفل صغير ..أجهضت قبله عشرات حتى نعمت اليوم بضمه.. كل شيء يرقص على لحن الدقائق فبين شعرها المتطاير على تضاريس جسدها المترقب وبين ابتسامتها التي تعلو ثغرها كلما اقتربت ساعة الحديث .. كانت تراجع ذكرياتنا معا .. قد تكون ساعات الفرح التي عرفتها معي قليله بل معدودة على عدد الأصابع إلا إن عشقها النقي والطاهر لي جعل كل حدث معي بمثابة تاريخ كامل أسس في داخلها أمم وشعوب من المشاعر الرائعة.. والتي أعطت الحق بمحو كل ذكرى مؤلمه ....
.
.
لقد جاء موعدنا وها هي الساعة التاسعة وجهاز الهاتف لم ينطق بشيء.. ما الأمر !... يبدو انه ما زال نائما فلأمنحه بعض الوقت .. هكذا كانت تتهامس مع قلبها المضطرب لهفة وشوقا للحديث معي .. ولكن الساعة بدأت تجر خلفها ساعة وما زال كل شيء صامت .. إنها تخشى الاتصال بي ضننا منها بأني ما زلت نائم فلا تحب أيقاضي.. ففضلت الجلوس والانتظار فلعلي بعد قليل اتصل بها .. وبينما كانت هناك كان العديد من العشاق يجلسون أمامها وهم يتسامرون مع بعضهم بكل حب .. فتنظر لهم بعين شوق وبإحساس ملؤه الحسرة يخاطب خوالجها ويسألها عني .. فهل سيأتي اليوم الذي سنجلس فيه أنا وهي هكذا ! وهل يعقل أن نتكلم عن قرب هكذا ! .. هكذا كان يمضي الوقت ..حتى…
انتهى ج7