من أهل الدار
حيـدرية الهــوى
تاريخ التسجيل: September-2011
الدولة: العراق .. بغداد
الجنس: أنثى
المشاركات: 3,498 المواضيع: 489
صوتيات:
9
سوالف عراقية:
0
مزاجي: عادي
المهنة: طالبة
موبايلي: Samsung Galaxy S3
آخر نشاط: 27/June/2018
دفن الآجساد الطاهره(( يا ميِّتا ترك الألباب حائرةً.. وبالعراء ثلاثا جسمه تُركا))
السلام على من نكثت ذمته ،، السلام على من هتكت حرمته ،، السلامعلى من أريق بالظلم دمه ،، السلام علىالمغسل بدم الجراح ،، السلامعلى المجرع بكاسات ال رماح ،، السلام على المضامالمستباح ،، السلامعلى المنحور في الورى ،، السلام على من دفنه أهل القرى ..السلامعلى المقطوع الوتين ،، السلام على المحامي بلا معين ،، السلام على الشيب الخضيب ،، السلام على الخد التريب،، السلام على البدن السليب ،، السلام على الثغر المقروع بالقضيب ،، السلام على الرأس المرفوع ،، السلام على الأجسام العارية في الفلوات ،، تنهشها الذئاب العاديات ،، وتختلف إليها السباع الضاريات .
بعد ما ان وضعت الحرب اوزارهابقيت جثّة الإمام الحسين ( عليه السلام)، وجثث أهل بيته وأصحابه بعد واقعة الطف مطروحة على أرض كربلاء، ثلاث أيّام بلا دفن، تصهرها حرارة الشمس المحرقة،و بعد رحيل موكب الحسين حاملين معهم رؤوس الشهداء للكوفه تركوا في بوغاء كربلاء الاجساد الطاهره من غير تكفين وتغسيل ولا دفن .. بقيت على وهج الرمال ثلاثة ايام حتى جاءها الامام زين العابدين في اليوم الثالث عشر من شهر محرم وقام بدفن الاجساد الزواكي بألم وحسرة تعصر قلبه الحزين ..قال أحد الشعراء حول مصرع الإمام الحسين (عليه السلام):
هذا حسين بالحديد مقطّع ** متخضّب بدمائه مستشهد
عار بلا كفن صريع في الثرى ** تحت الحوافر والسنابك مقصد
والطيّبون بنوك قتلى حوله ** فوق التراب ذبائح لا تلحد
عَلَىَ سَماءٍ مُتَشَحِّطَةٍ بِالدَّمَاءِ عَلَى أَرْضٍ تَعْبِقُ مِن طِيبِ سَوْسَنِهِمُ الزَّاكِي يَجِرَّونَ قُيودَ آلامِهِم وَصَوْتُهَا المَبْحُوحِ يَصْرُخُ ثائِراً بَالإِصْطِبَار , فَغَصَّاتُ الإكْتِئَابِ تَسْتَعِرُ فِي صُدُورِهِم الفَائِضَةِ بَالأَحْزَانِ , وَعَثَرَاتُ السُّقِم تُهشَّمُ مَسِيرَتَهُم الغُربَة , فَهُم مِن نَسْلٍ فُطِـمَ عَلىَ ضِيَاءِ العَارِفِين , هُم المُمْتَحِنِن اللَّذِيِن يَأْبَـى الله لُهُم ذلَّة المَسْأَلَـةِ وَالتَّعَطُّفِ .
وَصَلَّ الرَّكبُ لِتِيِكَ الْخَرِبةِ الـ الأَشْبَهِ بَالقُبورِ المُوحِشـَة , والِّتي لاَ تَقِي مِن حَرِّ ولاَ قرٍّ , فلا تَسْمَع سَوىَ الأَنِيِن
سَوى الصُّرَاخ والعَوِيلِ والنٌّدْبَة تتمَاهى مِن يِتُمٍ إِلَى ثُكلٍ وَفَقْد .. أيُّ فَاجِعَةٍ هَذِهِ الِّتِي أَطْبَقْتْ أِلْسِنَةُ المٌنْغَمِسينَ فِي اللَّغة ( يَصْعُبُ الوَصْفُ حَقِيقَةً).أَقْولَ .. اغْمِضُوا أَعْيُنَكُم وانْصُتُوا للحِكَايـَة المُفْجِعَةِ , لَرُبَّمَا تَمِرُّ الصَّورُ مِن خَاطِرِكُم وَتعُونَ عُظمَ المُصَابِ فَتَتَلاشَى عَلىَ سِكبٍ مِنْ مَآسِيُكُم فِيُهُم (صَلَواتُ اللَّه علَيْهُمُ ) ..رِجَالٌ مِنَ المُؤْمِنيِن ( بَنِي أَسَـٍد ) المَارِّيين بِالأَرْضِ الدَّامِيَـةِ , أَقْبَلُوا يَتَفَحَّصُونَ الأَجْسَادَ النَّورَانِيَّة , فهُلِعُوا جَزَعَاً وَتَحَيَّرُوا فِيِ سَبِيلِ مَوَاراتِهمِ الطَّاهِرينَ ..طُوِيتِ الأَرْضُ لـِ الثَّاكِلِ السَّقيم بِعَشِيرَتِه , لَقَدْ عَادَ بَعْدَ ثلاثاً لدَفنِهِم الكِرامِ الفَائِزين , فلمَّا أقبَل والنَّحِيبُ فَائِقٌ فِي صَدْرِهِ , وَجَدَهُم حَائِرين لَا يَهْتَدُون إِلىَ مَعْرِفَةِ الأَجْسَادَ وَقَدْ فُرَّقَ بَيْنَ رُؤُوسِهِم وَأَبْدَانِهِم بلْ وَسُلَّبوا , عَرَّفَهُم بـِ أصْلِهِم , فَبَاتُوا عَلَى إِثْرِ مَا قَالَهُ يَشِقُّونَ الجُيُوبِ , وَيَلْطِمُونَ الصُّدُور, وَيَخْمِشُونَ الوُجُوهِ حَسْرةً وَإِحْتِرَاقاً ..مَشَىَ صَاحِبُ المُصَابِ إِلَى جَسَدِ وَالِدِه يَتعْثَّر تَارَةً وَيَقُومُ أُخْرَى , (لاَ يَقْوَى ) , وَمَا إِنْ همَّ لَيرْفَعَهُ حَتَّى تَسَاقَطَتْ أَشَلاَئُهُ [ اللُّه أكبر يارسَول الله وَكَيْفَ لاَ وَالطَّعْنَةُ فَوْقَ الطَّعنة .. ! ] والضربة فوق الضربه والجراح فوق الجراح والطبره فوق الطبره يقول الامام الباقر عليه السلام حسبت الضربات والجراحات جدي الامام الحسين يوم العاشر ويوم استشهاده الف وتسعمائة ضربه وطعنته واسيداه واماما وحسيناه جَدَّ فِي حَمْلِه مِرَاراً حتَّى سَأَلَه بَنُو أَسَدٍ عَنْ حَاجَتِهِ فِيِ الإِعَانة ؟ وَلَكِنَّهُ أَبَـى بـِ هُنَاكَ مَنْ يُعينَنِي
وَلَمَّا أقرَّهُ فِي لَحْدِهِ وَضَعَ وَجْنَتَيِهِ عَلىَ نَحْرِه وَقَال :
" طوبى لأرض تضمّنت جسدك الطاهر، فإنّ الدنيا بعدك مظلمة، والآخرة بنورك مشرقة، أمّا الليل فمسهّد
والحزن سرمد، أو يختار الله لأهل بيتك دارك التي فيها أنت مقيم، وعليك منّي السلام يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته"..وَكَتبَ عَلَيْهِ
" هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام)، الذي قتلوه عطشاناً غريباً"..
بِـسَيرٍ مُثقلٍ مَشَـى إَلىَ مَصْرَعِ عَمَّه قَمَرِ العَشِيرَة والَّذي أَدْهَشَ حَالَهُ مَلائِكةَ السَّمَوَاتِ وَسُكَّانِ الأَرَاضيِينِ , وَوَقَع عَليِهِ يَلْثِمُ ذِكَريَاتِ الإِيثاَرِ العَلَّويِّ مَعهُ "آآهِ ياعمَّ , على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم، وعليك منّي السلام من شهيد محتسب ورحمة الله وبركاته". ,, وفَعَلَ بِذاتِ فِعْلِه لأَبِيهِ ,,ثمَّ أدارَ بطِرفهِ لِبنِي أَسَدٍ والكلمَاتُ مُرمَّلَةً عَلَى شِفَاهِه وَ أَشَارَ لَهُمْ بِمَوْضِعَين , مَوْضِعٌ لِدَفْنِ شُهدَاءِ بنيِ هاشِم , وَآخَرٌ لِلأَنْصَارفسلامُ الله عَلى تُربةً اِحْتَضَنت أجسادكم الإباءَ , لقَد فُزْتُم وَرَبِّ الْكَعْبـَة وَانْتَصَرتُ دِمَائُكم علَىَ سُيُوفِ شِيعَةِ آل أبِي سُفْيان اللُّعنَاءِ ..