في خاطري أنت ِ دوما
وستبقى فيه أبدا
احلق في سماءك
كل صبح ومساء
وخيال له أنتي فضاء
امتداد شاسع دون انتهاء
واحتساء لكؤوس شوقٍ
مالها حد ارتواء
إن سرحت فيك اسرح
وان شرد الفكر منى
كان في خضمك يسبح
مسافات طوال
بيني وبينك فاصلات
عجبا ما كان بيننا من صِلات
لا أعين منا التقت
ولا اكف منا تلامست
لا حديث يوهم النفس شيئا
من منى يجثم خلف نبرات
تسابق كلمات
توارت بينها في حياء
عجبا له يستعجب العجب
أي شيء ترى يوثق بيننا
ذاك الرباط
وسهول وفيافي شاسعات
وصحارى دوننا
لها في الأفق انبساط
حيرة بالنفس تبقى
كيف يحدث ذاك
دونما أدنى مواثيق
ودونما أي ارتباط
ما حسبت اليوم يوما
ما لم يرد منك لي فيه السلام
ما حسبت اليوم يوما
دونما منى تردك تحية وسلام
دونما كلمات تُنطق
دونما أبواب تُطرق
كشروق شمس
فوق كل كسوف تشرق
لكي لا اسطر كلمات
ولا ترسمي الكلمات لي
لكنما الأنسام تحملها
بعبق الورد يسرى بينها
الإحساس لحن ونغم
يطرب النفس ويجلى كل هم
عشت الهوى من قبل
وخبرت كل أسرار الغرام
حتى الوهم يأبى أن يسمى
رباط الود ذاك غرام
حيث يحلل للورى
ويبقى بيني وبينك
في كل المواثيق حرام
ما لنفسٍ علقت نفسا بعهدٍ
ورباط أن يكون لها في سواها غرام
لكنما حبٌ هو جارفٌ متقدا
يعجز عن إخماده الإطفاء
حبا تباركه السماء
حبا يحتمه القضاء
حبا تجسم في الإخاء
ويبقى الفكر مشغول بأخت
حبها ملء الفؤاد
كيف تصبح كيف تمسى
كيف دنياها ترى تمضى بها
في كنف سعدٍ وهناء
أم ترى يرتاد همٌ صبحها
ويغشى الليل منها توتر وسهاد
وأظل أدعو لها رب العباد
يغشاها منه رضي
وعافية تدوم بها
ويتوج عمرها إسعاد
فلكم هنئت بها أختا
يكمن فى إخائها الإسعاد
بقلمى/ ود امدر