لقد جعل الله الإمام الحسين ( ع ) مصباح هدى وسفينة نجاة ، فكيف نستضيء بهذا المصباح المنير ومتى نركب هذه السفينة المنجية ؟
إننا في العراق وفي كثير من بلادنا نمر بظروف حالكة وصعبة ، فلماذا الظلام وعندنا مصباح هدى ولماذا المحنة ولدينا سفينة نجاة ؟
كلا ؛ إننا نتحدى الظلام بما أورثنا أبا عبد الله الحسين وبما أورثنا جده وأبوه وأمه وأخوه وذريته وبنوه من هدى الوحي ، ونستنير بدعاء السبط الشهيد يوم عرفة ليكون نبراسا لنا في رحاب المعارف الإلهية ونستطيع رؤية حكمته في مقاومته لجبروت معاوية ويزيد وحزبهما الارهابي الجاهلي .
فلنصبر ولنستقم ولنجعل الكرامة الانسانية فوق الحسابات المادية ...
وباختصار ، نجعل الكتاب الحكيم والسنة الشريفة محور ثقافتنا وبصائر عقائدنا ومنابع سلوكنا ومعالم على سبيل مبادئنا ولا نحيد عنهما ـ ان شاء الله ـ قيد شعرة .
الإمام الحسين ، سفينة خلاص ، فلنجعل رايته خفاقة ترفرف في آفاقنا للأبد .. دعنا نصبغ حياتنا بصبغة الحسين ليل نهار وعلى مدار السنة وفي كل مكان ، في البيت ، في الجامع ، في الحسينية ، وحتى عبر شوارعنا وطرقنا ...
ولاتنسوا أن راية الحسين المصبوغة بدمه الزكي هي عنوان حياتنا ، فلا تدعوا موقعاً إلا ليشرّف بهذه الراية ، فانها تعبير صادق عن ظلامته وعن ظلامة شيعته حتى اليوم فاجعلوا كل يوم عاشوراء ....
فبذكر الحسين يكون ذكر الله سبحانه الذي ثار السبط الشهيد وقام من أجله ، أو ليس الحسين ( ع ) ثار الله وابن ثاره ؟
وبذكره ذكر جده وأبيه وكل الأنبياء ، أو ليس هو وارثهم جميعاً ؟
وبذكره اقامة الصلاة وايتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...
وبذكره اقامة الحق وازهاق الباطل بإذن الله سبحانه ...
وبكلمة ؛ ان مجالس الذكر والعزاء هو التحدي الجدي للتيار الثقافي الوافد ، وللظلامية المتلصصة التي بدأت تغزو بلادنا تحت شعارات براقة ، فاهتدوا بمصباح هداية الله ، واركبوا في سفينة نجاة الأمة ، والله المستعان ...