أن تكوني أنثى ليس بالشيء الهين ولا البسيط، إنها الهبة التي أعطاها الله لك لتكوني مميزة ومتميزة. إنها السمة الأكبر والأشمل للإنسانية مجتمعةً في مخلوق واحد، هي المرأة.
لك كل الفخر أن تكوني أنثى، فأنت رفيقة آدم منذ الأزل، وأمه وزوجته وابنته وحبيبته والأقرب إليه. أنت التي يلجأ إليها الجميع عند الحاجة للحنان والعطف والحب، لأن في قلبك مقداراً هائلاً من المحبة لا ينضب.
أنت لست فقط الأم التي تربي وتتعب، ولست فقط الزوجة التي تعتني بأسرتها على مدار الوقت، وأنت لست فقط سيدة المنزل التي تطبخ وتنظف وترتب. أنت العماد والميزان لكل أفراد عائلتك، من زوجك إلى أصغر أولادك. أنت التي تديرين الأشياء بحكمة وعطف وحنان، وتعيدين ترتيبها متى ما أحكمت الفوضى المكان.
أنت التي تخططين لبناء البيت ومستقبل الأولاد وتلبية حاجات الأسرة كيفما كانت، في يدك أن تكوني الآمرة والناهية وفي نفس الوقت تعطفين وتحبين كما لا يفعل مخلوقٌ على وجه هذه البسيطة.
أنت الأنثى التي يجمَل وجودها كل شيء، ويعطي حضورها معنىً للأشياء وللأمكنة، بدونك لا ينجح الرجل في بناء منزل وتأسيس أسرة، ولا يبرع الأولاد في اكتساب العلم والمعرفة والمهارات. دورك رئيسيٌ في كل شيء تقريباً، حتى أقل الأشياء شأناً وأهمية.
أنت المرأة الناجحة في منزلها، والمتفوقة في عملها، والمتكمنة من الإمساك بمحيطها الإجتماعي والإقتصادي، أنت الحنون والمحبة وفي الوقت ذاته القادرة على إعطاء النصح وإبداء المشورة. أنت اليوم السيدة التي تخطت عتبات الجهل والتقزيم الإجتماعي لشأن االمرأة، فبت من أقوى المحرَكين للعوامل الحياتية والمهنية والقادرة على إثبات وجودها وتحقيق دورها بدقة وتصميم ونجاح.
لن نطالبك اليوم بأن تبحثي عن ذاتك أو أن تطالبي بحقوقك، فهذه أمورٌ بتَ أكثر دراية ووعياً لها على مر السنوات. ما نطلبه منك أن تكوني فخورةً بأنوثتك وسعيدة بكونك إمرأة معطاءة وكفوءة. لا تتواني عن العطاء كلما سنحت لك الفرص، ولا تتراجعي عن أن تكوني سنداً لكل من يحتاج إليك لأنك فعلاً تكمَلين جزءاً ناقصاً لديهم، ولا تخجلي من كونك دفاقةً بالمشاعر والأحاسيس المرهفة وهي ليست نقصاً فيك بل سمة خصك الله بها.
لك كل الفخر أن تكوني أنثى وأن تثبَتي أنوثتك في كل يوم تتقدمين فيه إن في العمل أو الأسرة أو الحياة الإجتماعية. إن أي عمل يجعلك سعيدة وقادرة على توظيف طاقاتك بطريقة سليمة وصحيحة هو عملٌ ناجح بكل المقاييس، فلا تجعلي المحبطات تجرفك عن مسارك الصحيح ولا تدعي أحداً يقنعك أنك بدون جدوى.
يكفي أنك إمرأة بكل حبها وحنانها وصدقها، لتكوني أجمل وأنجح مخلوقٌ.
جمانة الصباغ