بعد فوات الأوان
وبعد أن غطّى الشيب ماتبقّى من شعري
وبعد أن أمسى ناصِعاً بياض لحيتي
وبعد أن إقتَرَبَتْ ساعات الإحتضار
وغابت عن أنظاري شمس النّهار
فكّرت أن أغيّر آتِّجاهات المسار
فبالأمس مسحتُ دمعي بأكمام الإنتظار
واليوم عكَستُ المرءاة
لكي لا أرى شيبتي
ولأعوم في بحرِ الحب. بعيداً عن كلِّ أوجاعي
وسأنسى آهآتي والأحزان
وسأرميَ بمرساتي
عساها تتدلّى روحي بشرايينٍ وقلبٍ مُصاغٍ من حبٍّ وحنان
وسوف لن أخشى من يُنافسني من الشبّان
لأنهم لايعرفون معنى الحب
وأنا للحبِّ عنوان
وقد قسمتُ باسم الحبِّ
على أن أُعيدَ الزمانُ
وسأعلِّقُ مُعلَّقاتي على كعبةِ صدرها
هذا إن وُجِدت من تهوى شيخاً هَرِماً
حضَّرَ لرحيلهِ الأكفان