بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
يقول الله عز وجل في أيات الذكر الحكيم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم:
"وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" التوبة 105
ويقول الحق تعالى "وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" آل عمران 57
وقد ورد تعبير ".. أمنوا وعملوا الصالحات .." أكثر من خمسين مرة في كتاب الله .. الأمر الذي يعني ويؤكد أن الإيمان لابد أن يقترن بالعمل .. فالعمل هو دليل الإيمان ..
كما ورد في في صيغة اللوم والعتاب والإستفهام والتعجب قول الحق تبارك وتعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ *كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ *" الصف 2 ، 3
وقد ورد في أقوال بعض الحكماء " ليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل"..
ونظرة عادية لما يحدث في بلدنا الآن ندرك منها كثرة الكلام وقلة العمل .. مما يؤدي إلى تراكم السلبيات وآثارها التي سندفع كلنا ثمنها في المستقبل .. وكلما طال إستمرار هذا الوضع .. كلما إرتفع الثمن الذي سندفعه أو يدفعه أبناءنا في المستقبل لتصحيح الأوضاع ..
وأوصي بنبذ الإختلافات ووضعها جانبا وترك الإصرار على الأيديولوجيات ونضع نصب أعيننا العمل الذي يرضي الله ونشرع فورا في تنفيذه وإتقانه ..
فالبديل صعب جدا ولو أدركناه حقا لن يكون لنا خيارا إلا أن نعمل ما يرضي ربنا
وقد جاءني هذا الميل أدناه من صديق فرأيت أن أقدم له وأصرف فيه لعلي أسهم في تنفيذ ما هو مطلوب منا وما يجب أن نفعله لبلدنا مصر
(حقيقة يجب أن نعيها)
الفرق بين البلدان الفقيرة والغنية لا يعود إلى قدمها في التاريخ
فمصر والهند يفوق عمرها 2000 عام وهي دول فقيرة
أما كندا واستراليا ونيوزيلندا لم تكن موجودة قبل 150 سنة بالرغم من ذلك هي دول متطورة وغنية.
ولا يمكن رد فقر او غنى الدول فقط إلى مواردها الطبيعية المتوفرة.
مثال:
لليابان مساحة محدودة ، 80% من اراضيها عبارة عن جبال غير صالحة للزراعة أو لتربية المواشي ، وتعتبر من أكبر المناطق التي تتعرض للزلازل في العالم .. ولكنها تمثل ثاني اقوى اقتصاد في العالم .. فهي عبارة عن مصنع كبير عائم ، يستورد المواد الخام لإنتاج مواد مصنعة يصدرها لكل أقطار العالم.
و أنظروا ماذا فعل اليابانيون بعد الزلزال الذي وقع عندهم في مارس 2011 ..
١-الهدوء :
لم يستغل أحد مطلقا الفوضى التي حدثت بشكل يحقق له أهداف شخصية مشروعة أو غير مشروعة .. وإنما توحد الهدف لمعالجة وعبور الأزمة وإتخاذ الإجراءات والتدابير التي تمنع تكرارها مستقبلا أو تقليل آثارها السلبية إلى أدنى درجة ممكنة
٢-الاحترام :
طوابير محترمة للماء و المشتريات. لا كلمة جافة و لا تصرف جارح.
٣-القدرة :
أستمروا في العمل لمواجهة وعلاج المشكلة وآثارها
٤-الوعي:
الناس اشتروا فقط ما يحتاجونه للحاضر حتى يستطيع الكل الحصول على شيء.
المطاعم والسوبر ماركت خفضت أسعارها.
أجهزة الصرف الآلي تُركت في حالها.
القوي اهتم بالضعيف.
والغني اهتم بالفقير
٥-النظام :
لافوضى في أي مكان .. فقط التفهم.
٦-التضحية :
خمسون عاملا ظلوا في المفاعل النووي يضخون ماء البحر فيه. . دون إنتظار مكافأة أو تقدير من أحد
٨-العمل :
الكبار والصغار , الكل عرف ماذا يفعل بالضبط وفعل المطلوب منه
٩-الإعلام :
أظهروا تحكما رائعا،
لا مذيعين غير مؤهلين ليس لهم هدف إلا إضرام النيران بمناقشات بعيدة كل البعد عن الموضوعية،
فقط تقارير هادئة
١٠-الضمير :
عندما انقطعت الكهرباء في المحال أعاد الناس ما بأيديهم إلى الرفوف ومشوا بهدوء .. لم ينتهز أحد الفرصة ليسرق أو بسطو على ما ليس له حق فيه..
مثال آخر هو
سويسرا ..
فبالرغم من عدم زراعتها للكاكاو إلا أنها تنتج أفضل شوكولا في العالم .. ومساحتها الصغيرة لا تسمح لها بالزراعة أو بتربية المواشي لأكثر من اربعة أشهر في السنة .. إلا انها تنتج اهم منتجات الحليب وأغزرها في العالم.
إنها بلد صغير..
ولكن صورة الأمن والنظام والعمل التي تعكسها ، جعلتها أقوى خزينة أموال في العالم .. ومن ثم أبواب الإستثمار كلها مفتوحة على مصراعيها
حقيقة أخرى
لم يجد المدراء من البلاد الغنية من خلال علاقتهم مع زملائهم من البلدان الفقيرة فروق تميزهم من الناحية العقلية ومن ناحية الإمكانيات .. اللون والعرق لا تأثير لهما ..
فالمهاجرون المصنفون كسالى في بلادهم الأصلية هم القوة المنتجة في البلاد الغنية سواء في الغرب أو الشرق أو في الشمال أو الجنوب.
أين يكمن الفرق إذا؟؟
يكمن الفرق في:
السلوك
المتشكل والمترسخ عبر سنين من التربية الفاسدة والثقافات المستوردة التي أفادت أقليات وأضرت بالأغلبيات.
فثورتنا على الفساد وإزاحة النظام السابق في حاجة إلى ثورة أهم من تلك التي كانت في يناير 2011 ولنجعلها
ثورتنا في 2012 ألا وهي
ثورتنا على أنفسنا
وهدم وإزاحة وخلع الفساد في ومن أنفسنا الذي أصبح نمط حياة للدرجة الذي نعتقد معها أنه الصواب وأنه الصحيح!!!
عند تحليل سلوك الناس في الدول المتقدمة نجد أن الغالبية يتبعون المبادئ التالية في حياتهم ولاحظ أن كل هذه المبادئ والقيم تقوم على الفطرة التي فطرنا الله عليها:
1.الأخلاق كمبدأ اساسي
2.الاستقامة
3.المسؤولية
4. الأمانة
5.احترام القانون والنظام
6.احترام حقوق باقي المواطنين
7.حب العمل
8.حب الاستثمار والادخار
9.السعي للتفوق والأعمال الخارقة
10.الدقة والإتقان
في البلدان الفقيرة لا يتبع هذه المبادئ سوى قلة قليلة من الناس في حياتهم اليومية .. لماذا؟!! للجواب شرح يطول ولكن أساسه الفساد السلوكي والذي يشبه في أثره المتوالية الهندسية .. فيكون أثره عظيما في وقت قصير ..
لسنا فقراء بسبب نقص في الموارد
أو بسبب كون الطبيعة قاسية معنا
نحن فقراء بسبب عيوب في سلوكياتنا.
وبسبب عجزنا عن التغيير لتصحيح أخطآنا
وعدم رغبتنا في إزاحة وخلع ما أفسد فطرتنا معتقدين بأنه مستحيل لآن هذا ما ألفناه وتعودنا عليه
نحن فقراء في عدم أو ضعف قدرتنا للتأقلم
مع تعلم وممارسة المبادئ الأساسية التي جعلت وأدت إلى تطور المجتمعات وغناها .
إصرارنا جميعا (إلا مارحم ربي .. وربي أعلم بمن رحم)على أننا على حق وما عليه غيرنا باطل
لن يؤدي إلا للإضرار بنا جميعا
فلنقف وقفة صدق مع الله ومع أنفسنا ونعقد النية على ثورتنا الثانية على أنفسنا .. وأنا على يقين بأن الله تعالى سيوفقنا
والله المستعان
إذا لم ترسل هذه الرسالة إلى شخص آخر، لن يحدث لك شيئا سيئا .. ولن تمرض .
ولكن إن كنت تحب بلدك ، دع هذه الرسالة قيد التداول بين أكبر عدد من المواطنين ، علّ ذلك يدعوهم للتفكير وبالتالي للعمل والتغيير!!!