ذكر المؤرخون بأن الحر وجماعته لحقوا بموكب الحسين (عليه السلام) وحاصروه في محاولة لمنعه من الرجوع إلى المدينة؛ ظناً منهم بأنه ربما يعود إليها؛ فلما رآهم الإمام (عليه السلام) أمر فتيانه بأن يسقوهم الماء ويسقوا خيولهم.
يقول علي بن الطعان المحاربي: كنت مع الحر يومئذٍ ووصلت متأخراً؛ فلما رأى الحسين ما بي وفرسي من العطش؛ قال لي: أنخ الجمل؛ ثم سقاه الحسين وسقى فرسه بنفسه !
بهذا النبل عامل الحسين أعدائه ! وبهذه الروح العالية التي جسدت خلق الإسلام ترك لنا الحسين أروع الأمثلة في السمو والعطف والإنسانية.
لذلك يقول له أحد الشعراء:
سقيتَ عداك الماء منك تحنناً - بأرض فلاةٍ حيث لا يوجد الماءُ
فكيف إذا تلقى محبيك في غدٍ - عطشى من الأجداث في دهشة جاؤوا ؟