بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الورع :
(( سأل رجل الامام الصادق - عليه السلام -ما الذي يثبت الايمان عند العبد ؟؟فقال عليه السلام : الورع فقال الرجل : والذي يخرجه منه ؟ فقال عليه السلام : الطمع .))
الورع في اللغه معناه الابتعاد عما حرم الله تبارك وتعالى فعن ابي عبد الله - عليه السلام - وقد سئل عن الورع ؟
فقال - عليه السلام - : الذي يتورع عن محارم الله عز وجل .
فالورع اذآ ان الانسان يبتعد عما حرم الله تبارك وتعالى من افعال او افكار .
للورع دور هام في الحفاظ على الايمان . بل لا يمكن ان نطلق على احد صفة الايمان ان لم يكن ورعآ . فعن امير المؤمنين - عليه السلام - : (( الورع أساس التقوى )) .
ومن اراد ان يحافظ على دينه فان ذلك ينحصر بالورع فعن امير المؤمنين - عليه السلام - : (( الورع يصلح الدين ويصون النفس ويزين المروءه )) . عن الامام الصادق - عليه السلام - : (( اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع )) .
من اراد ان يتصف بالولايه لاهل البيت - عليهم السلام - ويرتبط بهم فان الشرط الاساسي في ذلك هو الورع . لاحظ ودقق في هذه النصوص الشريفه لتعرف أهمية وقيمة الورع . وأثره في الارتباط في الارتباط بالمعصومين - عليهم السلام - قال الله سبحانه وتعالى : { يا ايها الذين آمنوا أتقوا الله وكونوا مع الصادقين } .
عن ابي عبد الله - عليه السلام - : (( أنا لا نعد الرجل مؤمنآ حتى يكون لجميع أمرنا متبعآ مريدآ , الا من اتباع أمرنا وارادته الورع , فتزينوا به يرحمكم الله , وكيدوا أعدائنا به ينعتكم الله )) . وعنه - عليه السلام - : (( ليس منا ولا كرامه من كان في مصر - اي بلد - فيه مائة الف او يزيدون , وكان في ذلك المصر أحد أورع منه )) .
وعن اي الحسن الاول - عليه السلام - : (( ليس من شيعتنا من لا تتحدث المخدرات بورعه في خدورهن , وليس من أوليائنا من هو في قريه فيها عشرة الالف فيهم خلق الله أورع منه )) .
فاذا كنا ننتمي الى التشيع , وليس عندنا ورع , فنحن ننتمي الى جهه لا نعرفها والا فان معرفة هذه الجهه تقتضي الورع , لانه شرط المعرفه والانتماء .
اذا أردت ان تتحول الى اصحاب المعصوم - صلوات الله عليه - فعليك بالورع , قال الامام الصادق - عليه السلام - : (( انما أصحابي من أشتد ورعه )) . وأذا أردت ان تدخل الفرحه على قلب المعصوم فعليك بالورع .
فعن الامام الصادق - عليه السلام - : (( فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد )) .
للورع درجات ومراتب تختلف باختلاف ما تتورع عنه من فكره او عمل , فهناك ورع في الكلام , وورع في الافكار والمشاعر , وورع في العلاقات الاجتماعيه , وورع في البيع والشراء وبعباره جامعه : ان الورع يدخل في كل دقائق الحياة .
الورع مع الوالدين : فكل تعامل مع الوالدين يحتاج الى الورع , فالتفكير بهما والاحساس بهما والنظر اليهما والتعامل معهمها يحتاج الى الورع قال سبحانه وتعالى : { أما يبلغن عندك الكبر أحدهما او كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولآ كريمآ } . وعن الامان الصادق - عليه السلام - قال : (( أتى رجل الى رسول الله - صل الله عليه واله - فقال : يا رسول الله اني راغب في الجهاد نشيط قال : فقال له النبي - صل الله عليه واله - : فجاهد في سبيل الله فانك ان تقتل تكن حيآ عند الله ترزق وان مت فقد وقع أجرك على الله وان رجعت رجعت رجعت من الذنوب كما ولدت , قال : يا رسول الله ان لي والدين كبيرين يزعمان انهما يأنسان بي ويكرهان خروجي , فقال رسول الله - صل الله عليه واله - فقر مع والديك فو الذي نفسي بيده لأنسهما بك يومآ وليله خير من جهاد سنه )) .
من الورع قبول النصيحه فاقبل النصح حتى ممن دونك فأن ذلك دليل الايمان فعن الامام الصادق - عليه السلام - : (( أحب أخواني ألي من أهدى عيوبي ألي ) .
من الورع طلب العلم لله عز وجل فعن الامام الصادق - عليه السلام - : (( من تعلم لله وعمل لله وعلم لله دعي في ملكوت السموات عظيمآ )) .
من الورع ان لا تسبق الله عز وجل في حكم من الاحكام قال رسول الله - صل الله عليه واله - : (( أن رجلآ قال يومآ والله لا يغفر الله لفلان , قال الله عز وجل من ذا الذي تآلى علي ان لا أغفر لفلان ؟ فاني قد غفرت لفلان وأحبطت عمل المتآلي بقوله: لا يغفر الله لفلان )) . بل وحتى الاوهام لا تحولها الى حكم تتهم بها الناس .
من الورع أطاعة الله والمعصوم طاعه تامه , جاء رجل الى رسول الله - صل الله عليه واله - فقال أبايعك يا رسول الله فقال له النبي - صل الله عليه واله - : تيايعني على تقتل اباك فقال الرجل أبايعك على ان اقتل ابي فقال له النبي - صل الله عليه واله - أنا لنأمركم بذلك .
وبذلك ختمنا الدروس الاخلاقيه ولله الحمد
ونرجوا برائتنا الذمه والدعاء لوالدي
والحمد لله رب العالمين