الغد. وليد الزيدي
التقت "الغد" أربعة من شيوخ ووجهاء عشائر لهم صيتهم، وينطقون باسم جميع عشائر الجنوب والوسط والفرات، فكشفوا في حوار موسع عن "غضبهم" مما أقدم عليه بعض شيوخ عشائر "البوناصر" الذين قدموا الى بغداد، ليقيموا في فندق "الرشيد" بالمنطقة الخضراء، بدعوة من نائب رئيس الوزراء صالح المطلك. وقالوا يأتون أهلا بعد أنْ يتّبعوا الأصول والأعراف العشائرية بأخذ "العطوة"، وأداء ما عليهم من إجراءات كانوا قد عرفوها من قبل –حتى في زمن صدام- وإلا فإنّ عشائر ضحايا مجزرة سبايكر لن تنسى دم أبنائها الأبرياء مهما كانت النتائج. وقال أحد هؤلاء الشيوخ في إجابته عن سؤال الغد حول "العطوة": من يضمن لنا أنْ لا يقدم أي رجل يعمل في الفندق نفسه يعرف بقصة الضحايا ومن ارتكب جريمة ذبحهم أو إعدامهم، أنْ يقتصّ من هؤلاء الشيوخ في لحظة غضب، لاسيما وأنهم لم يطلبوا "عطوة" أو "مهلة عشائرية نظامية" تقيهم مثل هذا المصير. كان شيوخ العشائر من أهل الضحايا يتحدثون لـ"الغد" بتوءدة، وحنكة، وصبر، وأناة، لكنهم – في الوقت ذاته- أعربوا عن شدّة سخطهم على شيوخ، لم يكتفوا، بالصمت، والإهمال، وعدم طلب "المهلة العشائرية" المعروفة لدى جميع عشائر العراق، بل أخذوا يجرّبون "التواطؤ" " مع مسؤولين وسياسيين كصالح المطلك، للنيل من النائب مشعان الجبوري الذي قال كلمة الحق، ودعا بوعي عشائري وسياسي نظيف الى درء الفتنة قبل أن تشمل جميع العشائر في صلاح الدين، بأن حدد أسماء المجرمين، ومن أين جاؤوا، وحدد عشائرهم لكي تكون مسؤولة عن تسليمهم الى القضاء لينال منهم (راجع تقرير الغد برس) على الصفحة الأولى. وهذه هي تفاصيل الحوار مع الشيوخ الأربعة الذين تحدثوا لـ"الغد" عن حقائق كثيرة، وعبّروا عن اعتزازهم الكبير بالسيد مشعان الجبوري.
بغداد: أكد الشيخ غازي مشاعة وادي البيضاني ان جريمة قاعدة سبايكر لن تمر مرورالكرام على القتلة وشيوخ عشائر البوناصر أو غيرهم في محافظة صلاح الدين الا بدفع الدية اي( الفصل العشائري ) من قبل اهل القتلة من عشائر البوناصر لاسيما عشيرة (الندا) جراء ما ارتكبه ابناؤهم من جريمة بحق ابناء عشائر جنوب العراق الابرياء.
واستنكر الشيخ غازي في حوار أجرته معه "الغد" حضور شيوخ وبعض رجال عشائر البوناصر الى مدينة بغداد وبضيافة نائب رئيس الوزاء صالح المطلك واقامتهم في فندق الرشيد داخل المنطقة الخضراء بدعوة من المطلك,داعيا الى ضرورة قيام هؤلاء الشيوخ باخذ هدنة (عطوة ) من عشائر الجنوب واعطاء حقوق ذوي الضحايا لتسوية النزاع العشائري حول تلك الجريمةالبشعة ودرء الفتنة بين ابناء الوطن الواحد.
وقال اننا جئنا بعجالة الى العاصمة بغداد لاستنكار هذا العمل من قبل بعض أفراد عشائر "البو ناصر" و"العزة" و"البوعجيل" كما نستنكر دعوة صالح المطلك لعدد من شيوخ عشيرة "البوناصر" ونشجب تلك التصرفات غير المسؤولة ونحن باسم عشائر البو محمد مع ابناء عمومتنا لا نقبل بمثل هذا التصرف ونعده استهتاراً بالقيم العشائرية وبالتقاليد التي تربى عليها العراقيون من شمال البلد الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ولن نسمح ان يمر هذا التصرف وتلك الجريمة بحق ابنائنا من دون اجراءات عشائرية وغدا سوف نجعل من يشكك في قدرتنا على اخذ حق ضحايانا وذويهم يعرف قدرتنا على فعل كل ما من شأنه اعادة حقوقنا جراء الاعتداء على حياة اكثر من 1700 شاب عراقي من ابناء المحافظات الجنوبية لا ذنب لهم سوى انهم يريدون اداء خدمة الوطن والدفاع عن كل عراقي، سواء أكان سنيا ام شيعيا أو كرديا او عربيا .
وطالب الشيخ جميع شيوخ بيت "الندا" في عشيرة "البوناصر" في صلاح الدين ان يقدموا الاعتذار لاهل لضحايا واخذ هدنة من شيوخ عشائر الجنوب ومغادرة الفندق الذي يقيمون فيه بالعاصمة بغداد.
وقال اننا لا نقبل بقتل شبابنا ولا نقبل بمجاملة كل سياسي على حساب حقوقنا حيث يوجد قتلة من ابناء عشائر تكريت وعليهم تقديمهم للعدالة والقضاء العراقي العادل كفيل بالامر.
وأِشاد الشيخ البيضاني بالموقف الوطني والجريء من النائب مشعان الجبوري، مؤكداً أنه راعى الأصول الوطنية والعشائرية، وتمسك بالقيم الأصيلة في الدفاع عن المظلومين، وفي فضح القتلة المجرمين الذين مارسوا أبشع انواع القتل والإجرام والترويع.
من جانبه أكد الشيخ عدنان جاسم المهاوي احد شيوخ عشائر البيضان ان العراق بلد عشائري وتحكمه الاعراف والتقاليد العشائرية ونطالب شيوخ محافظة صلاح الدين بتسليم القتلة الى القضاء والجهات الامنية المسؤولة. وشدد في جانب من حوار "الغد" معه قائلاً: عليهم ان يدركوا بان كل سياسي او مسؤول حكومي لا يمكن ان يعطيهم الامان منا ونحن اصحاب الحق. وبامكاننا ان نقدم على اتخاذ اي اجراء يعيد حقوقنا
المشروعة والقانونية وما تقره الاعراف العشائرية بسبب ما جرى على ابنائنا من ضحايا مجزرة سبايكر النكراء وندعو الجميع الى تحكيم العقل والحق لدرء الفتنة بينا وبينهم فليس من الصحيح الاحتماء باي سياسي أيّاً كان منصبه كما نطالب جميع عشائر الوسط واالجنوب الى رفض وشجب تلك التصرفات والسكوت على هذا الاهمال من قبل تلك العشائر وبعض المسؤولين والخروج بالتظاهرات ومسيرات الشجب والاستنكار لتلك الاساليب غير المسؤولة ومن امام فندق الرشيد في بغداد او اي مكان اقام فيه نفر من شيوخ "البوناصر".
واكد قوله: ان رجالنا وشبابنا قادرون على الوصول الى اي شخص من ابناء تلك العشائر وقادرون ايضا عل قتل اي كان و"على الهوية" كما فعل بعض ابناء عشائر "البوناصر" و"البوعجيل" و"العزة"، بالابرياء والضحايا من ابناء الجنوب والبالغ عددهم اكثر من 1700 مواطن , لكننا لا نريد استعجال الامور وسنطرق ابواب العقلاء قبل ان نتخذ اي اجراء بذلك ونحن نؤكد استعدادنا برجالنا وشبابنا على كل عمل من شأنه ان يعيد الحق لاصحابه في تلك القضية .
واشار الى اهمية قيام الحد العشائري على شيوخ وجهاء عشائر المجرمين ومن خلال الفصل العشائري وعقد راية الامام العباس عليه السلام التي تجسد الأخوة العشائرية أولاً، ودفع الديّة وتسليم القتلة المجرمين، وبالتالي الصلح بين المتخاصمين وقيام اخوة بينهم كاخوة الامام العباس لاخيه سيد الشهداء الامام الحسين بن علي عليهما السلام وعدم غدر اي طرف بالطرف لاخر .
اما الشيخ سعيد عبد الحسين المطلك البهادلي فقد شدد على ضرورة استنكار عمل صالح المطلك بدعوته لشيوخ وبعض رجال عشائر البوناصر وتضيفهم في فندق الرشيد في بغداد وتسويف قضية جريمة سبايكر وضحاياها الابرياء داعيا المطلك وجميع شيوخ تلك العشائر الى اهمية احترام العادات والتقليد الاجتماعية العشائرية واخذ هدنة وبالتالي اعطاء حقوق اهل الضحايا .
وقال في حواره مع "الغد": نحن نرفض بشدة ما قام به صالح المطلك ونرفض كل تصرف مشابه له من قبل اي مسؤول غيره كما نطالب جميع وسائل الاعلام العربية والدولية لتسليط الضوء على تلك التصرفات غير المبررة وفضح الاستهزاء بحقوق ابناء عشائر الجنوب ودماء ابنائهم ونطالب الحكومة ومجلس النواب بمحاسبة صالح المطلك ومحاكمته على هذا العمل ومعاقبته بموجب القضاء العراقي ,معربا عن شكره للنائب مشعان الجبوري الذي كان مثالا للعراقي الوطني المخلص الذي جسد اخلاق العراقيين بادلائه بالمعلوات القيمة التي فضحت خيوط الجريمة ووضحت معالمها وشخصت الفاعلين والمجرمين وحدددت اسماءهم وانتماءاتهم العشائرية.
واضاف: لن ننسى موقف مشعان الجبوري وندعو أعضاء مجلس النواب الى الوقوف معه وضد كل من يريد الاساءة إليه وكل من يسعى الى بث الافتراءات والاكاذيب الباطلة ضده، بهدف إبعاده عن قبة البرلمان وهو الانسان المخلص لقضية وطنه. وما جريمة سبايكر إلا احدى اهم القضايا التي يجب أن يُقتص فيها من المجرمين. وندعو الى الانتباه والحذر من كل الساعين الى ايجاد مبررات لعدم اعتماده كنائب في البرلمان.
اما هاشم حسن احد وجهاء البوعبود فقد قال في حواره مع "الغد": اننا نستنكر تلك الجريمة كما نستنكر حضور شيوخ عشائر البوناصر الى بغداد وهم المتهمون بالتغطية على قتلة ضحايا قاعدة سبايكرالتي اثرت فينا كثيرا وعلى شبابنا الذين نراهم الان متحمسين لكشف خيوط الجريمة وتشخيص القتلة وتقديمهم للقضاء او لاخذ الثأر منهم ونحن الان لسنا في موضع السكوت عن حقوق ضحايانا وبامكاننا ان ناخذ بالثار ونستلهم عبرة من ذكرى سيد الشهداء الامام لحسين يوم عاشوراء ونرفع شعار (يا لثارات الحسين) ونحن نرى قتلة ابنائنا بالصورة والصوت وهم يقدمون على قتل الابرياء من ضحايا تلك الجريمة البشعة .
واضاف اننا الان نقوم بمعارك شرسة ضد الارهاب ومن خلال الجيش ورجال الحشد الشعبي من عصائب اهل الحق وسرايا السلام وبقية المقاتلين كما اننا نؤكد باننا لن سكت اطلاقا عن المطالبة بحق شهدائنا ولن تذهب دماؤهم هدرا .
ودعا رجال وشيوخ العشائر الذين ادين ابناؤهم بتلك الجريمة الى اخذ هدنة للفصل العشائري فضلا عن تسليم الجناة الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل جراء ما ارتكبوه من مجزرة نكراء بحق الابرياء الذي يدافعون عن الوطن ولن يقوموا باي افعال عدوانية او على اسس طائفية اتجاه اي مواطن عرقي اخر . وأكد قوله: نحن نتساءل ما الذي جعل القتلة يقومون بهذا الفعل الغادر الجبان وتلك الطريقة البشعة كما نتقدم الى السياسي الشريف مشعان الجبوري الذي لم ينظر الى القضية على اسس طائفية اوحزبية بقدر نظرته الى انها قضية وطنية وانسانية. وقال إن على صالح المطلك وغيره ان يكفوا عن معادة النائب مشعان الجبوري وغيره من السياسيين العراقييين المخلصين لقضايا وطنهم . وتابع قوله: كما ندعو رئيس الحكومة حيدر العبادي الى القيام بواجباته تجاه ابناء شعبه ومنهم ضحايا سبايكر وننتقد سكوت العبادي على هذه الجريمة، فهو لم يتحدث عنها كما ينبغي في اية مناسبة منذ تكليفه برئاسة الحكومة العراقية.
واوضح قوله: لدينا طرق مختلفة للاخذ بالثار من كل شخص منتم لهذا العشائر(البو ناصر، أو البوعجيل، أو العزة ) في بغداد وجنوب العراق غربه وشرقه ومسعتدون لقتله على الهوية ولكننا نريد درء الفتنة كما نطالب جميع السياسين اما التدخل لاحقاق الحق او عدم لتدخل التسويف لقضية غاية في الأهمية لأنها تتعلق بكرامة عشائر بكاملها. وشدد على ضرورة عمل مجلس النواب في تفعيل موجبات ما تقتضيه الضرورة بشأن تلك القضية واتخاذ الاجراءات اللازمة وسحب البساط من تحت اقدام الارهابيين الذين يريدون بالعراق شرا ويسعون الى ايجاد فرصة للاقتتال بين ابناء الوطن الواحد , قائلا ربما في حال تسويف تلك القضية تحدث مجازر ومواجهات نحن في غنى نها.
برس