06/11/2014 12:00 صباحا
بغداد ـ مندوبو الصباح
بدت ملامح القلق تظهر على المواطن (حسين جعفر 64 عاما ) وهو يستمع لنشرة الأحوال الجوية التي توقعت هطول امطار غزيرة على العاصمة خلال الاسبوع المقبل، اذ يقيم فيها بعد ان نزح مع عائلته المكونة من خمسة افراد من قضاء تلعفر في محافظة نينوى منذ اشهر.
البرد والأمطار
واشار في تصريح لمندوب "الصباح" احمد عبد ربه، الى ان مياه السماء التي يصفها الناس بـ(الخير) باتت وبالا على عائلته التي اتخذت من أحد المباني الحكومية المتصدعة والمهدمة في بغداد منزلا لها.
وبين انه ورغم المعالجات الاستثنائية التي اتخذتها الحكومة المركزية للنازحين والمتمثلة بالتخصيصات المالية والمساعدات العينية، بيد ان تلك الاجراءات لن تقي الاسر المهجرة وتحديدا الساكنة في المخيمات وبعض المباني القديمة من موجات البرد وهطول الامطار الغزيرة.
المفوضية العليا لحقوق الإنسان كانت قد حذرت في وقت سابق من تعرض أحوال النازحين الى اوضاع مأساوية، لاسيما الاطفال الذين قد يصابون بنزلات برد وإسهال بعد موجات البرد في وقت اقتلعت الأمطار الغزيرة والرياح الكثير من خيامهم خاصة في دهوك واربيل.
صعوبات كثيرة
واردف جعفر ان معظم الاسر النازحة تنتظرها صعوبات كبيرة مع بدء الموسم الشتوي في ظل غياب معظم المستلزمات التي تحتاج إليها كالمدافئ والوقود والافرشة الشتوية، مع عدم كفاءة المخيمات والمباني المخصصة بشكل مؤقت، مبينا ان معظمهم من الاطفال وكبار السن ممن لا يتحملون الظروف المناخية القاسية.وطالب الحكومة بوضع حلول سريعة للنازحين، تتلخص بتوفير المتطلبات الضرورية التي قد تخفف عنهم قسوة البرد والامطار واهمها السكن الملائم، مع عدم الاقتصار على مفردات التموينية التي توزعها وزارة التجارة. وبحسب احصائيات رسمية، فان عدد النازحين وصل الى مليونين و400 الف حيث يشكل الأطفال وكبار السن الجزء الأكبر منهم.
خلية أزمة
رئيس خلية الازمة في وزارة التجارة قاسم باسم حمد كشف لـ"الصباح" عن تخصيص جزء من مخازن المواد الغذائية لاسكان بعض الاسر النازحة مع حلول فصل الشتاء، مشيرا الى ان الوزارة اوصلت مفردات البطاقة التموينية للاسر في جميع مناطق البلاد بضمنها كردستان، مؤكدا امتلاك الوزارة معلومات كاملة عن اعدادهم والاماكن المتواجدين فيها.
وبين ان خلية الأزمة بالوزارة عقدت اجتماعات مكثفة مع الوزارات والجهات المسؤولة عن اسكان الاسر النازحة لمعرفة الإمكانات المتاحة لتوفير مساكن مؤقتة وصحية لهم، لافتا الى انه تم التوصل مع محافظة بغداد لإعداد كرفانات لا تستغرق مدة انجازها اكثر من أسبوعين بغية الإسراع في اسكانهم قبل تزايد حدة البرد ومعدل الامطار.
146 ألف عائلة
في السياق نفسه، افاد مدير دائرة رصد الاداء الحكومي وحماية الحقوق في وزارة حقوق الانسان كامل امين لمندوبة "الصباح" وفاء عامر، بان فرقا من الوزارة احصت اعداد النازحين ضمن محافظات كردستان وبلغ عددهم 146 ألف عائلة، بواقع 75 الفا في اربيل، و70 ألفا في السليمانية، وما يزيد على الـ 1000 عائلة في دهوك، منوها بانهم ما زالوا يعانون اوضاعا مزرية كون هذه المخيمات ليست مخدومة. وذكر ان الوزارة نسقت مع مكاتب الهجرة هناك علاوة على اللجنة العليا لايواء واغاثة النازحين في مجلس الوزراء بهدف ايجاد حلول سريعة لهذه الاشكالات، فضلا عن الاسراع في صرف رواتب الموظفين والمتقاعدين منهم، وامكانية انشاء مجمعات سكنية تؤويهم.
واشار امين الى ان اكثر من 23 الف عائلة تسلمت منحة المليون دينار، فيما تمت زيادة منافذ التسجيل الى خمسة منافذ، ما انعكس ايجابا على سرعة توزيع المنح من 600 الى 1200 عائلة يوميا .
71 بالمئة
من جانبها، افصحت وزارة الهجرة والمهجرين عن تسلم 71 بالمئة من النازحين منحة المليون بحسب ما افاد به مسؤول قسم المحافظات الوسطى في الوزارة عامر عباس زغير.
واضاف بتصريح لمندوبة "الصباح" اسراء السامرائي، ان معاملات عدد منهم مازالت متوقفة بسبب النقص في المستمسكات الرسمية او عدم حضورهم الى مراكز الهجرة رغم الاتصالات المتكررة فيهم، فضلا عن رصد ملفات مزورة في الفروع خاصة في بغداد. واكد زغير ان اغلب النازحين مسجلة معاملاتهم باسم رب الاسرة الذي تطوع مؤخرا في القوات المسلحة وبالتالي لم يخولوا أحدا لتسلم منحته، اضافة الى تغيير اماكن اقامتهم بشكل متكرر بين اكثر من محافظة وعودة اخرين الى مناطقهم الاصلية بعد استقرار الوضع الامني فيها.
رد مع اقتباس