خرجت من المخيم عصر عاشوراء
تتجه صوب ذالك الهيكل المقدس الذي اعتنقته بشغف رمال الطفوف وهي تفخر ان الحسين يفترش ترابها
فما أجلت الحرب عن مثله صريعاً يجبّن شُجعانها
تريب المحيا تظن السماء بأنَّ على الأرض كيوانها
غريباً ارى ياغريب الطفوف توسُّدَ خديك كثبانها
لا ادري اي عِزٍٍ سطع من على ذلك التل ليبقى شامخا
وإي قدمين وطئتاه أ هي أقدام الخلود ام هي قدمي زينب ُ التي سجد الخُلد عند اعتابها
وقفت ..وآهِ..
وليت الزمن يقف لوقوفها المشجي
وهي تبصر ذلك الاسد الهصور كيف زينته مضارب السيوف وجللته أكاليل الحتوف
وأعدائه بين تعجبِ من اشراقات جمال وجهه وبين تردد وفزع وخوف
ولله درك ياسيد حيدر
عفيراً متى عاينته الكماة يختطف الرعب الوانها
رئته "زينب " وبحرقة واسى وتعجب ..
أأنت الحُسين ؟
ماذا رئت لتقول أأنت الحسين ؟
هل كُشف لها عن إشراقات ملكوتية وتجليات سبحانيه ؟
ام هي رئت الحسين بجبين منهدل وقد غسل الدم وجهه
ام لاح لها ما يشخب دمه من ظهره ؟ ماذا رئت زينب
لتصرخ باعلى الصوت مستغيثة بمن
وا مُحَمَّداهُ!... وا اَبَتاهُ!... وا عَلِيّاهُ!..
ثم الايكفيك ِ ذالك مولاتي لكي تردفي بصرخاتك التي اهتز لها العرش
وا جَعْفَراهُ!... واحَمْزَتاهُ!...
..هذا حُسَيْنٌ بِالْعَراءِ... صَريعٌ بِكْر بَلاءِ...
مولاتي ..سيدتي ..هل عادت كل المصائب في ذاكرتك حينما رئيت المنظر العظيم لاب الشهداء وهو على رمضاء كربلاء و يجود بنفسه
وينوء برقبته
حتى انك لم تحتملي الموقف فأطلقتي صرختك التي لولا القضاء الالهي لصار ما تمنيتيه
لَيْتَ السَّماءُ اَطْبَقَتْ عَلَى الاَْرْضِ وَلَيْتَ الْجِبالُ تَدَكْدَكَتْ عَلَى السَّهْلِ
هنا لتذوب كل القلوب أسى لان هذه الصرخات هي التي بكى لها الحسين وقال لها
أخيه زدتني كربا الى كربي وهما الى همي ارجعي الى المخيم واحفظي لي العيال
والذي اعتقده ان الشخص الوحيد من ال محمد الذي شهد الامام الحسين وهو يحتضر ويجود بنفسه هي
"زينب"
فلم يراه حتى الامام السجاد روحي فداه
ساعد الله قلب زينب
ولذا هي نادت -والله العالم- باسماء محمد وعلي وجعفر وحمزة لتستعين بإسمائهم ربما خشية ان تموت من هول مارئت
ولذا هي لم تذكر امها فاطمة لان مصيبة فاطمة وكسر ضلعها موازي لمصاب مارئت
ساعد الله قلبك مولاتي
ولذابكى لها الامام السجاد والائمة الاطهار حتى امامنا المهدي لايزال يبكي لهذا الموقف وما تبعه من حرق الخيام وفرار الهاشميات وسبيهن
يعز على الغيور ان يسمع استغاثة نسائه فلا يفزع اليهن
فكيف وزينب تستغيث ..
وبقي هذا المنظر يلهب قلوب العاشقين والوالهين كلما يمر ذكره ...
السلام على قلب زينب الصبور
منقول