بسم الله الرحمن الرحيم
الصداقة فى القرآن
الحمد لله وكفى وسلام على الذين اصطفى وبعد:
هذا مقال عن الصداقة فى القرآن
الصداقة:
هى الخلة هى الصحبة أى إتباع الخليل أى طاعة الصديق أى تنفيذ ما يقول الخليل والدليل هو أن الله بين لنبيه(ص)أن الكفار كانوا سيتخذونه خليلا أى ربا مطاعا لو أطاعهم فافترى على الله غير الوحى الإلهى وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "وإن كادوا ليفتنونك عن الذى أوحينا إليك لتفترى علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا "
أنواع الصداقة :
1-مصاحبة الله أى مخاللته ومن أمثلتها أن الله اتخذ إبراهيم (ص)خليلا أى مطيعا أى رسولا متبعا له وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "واتخذ الله إبراهيم خليلا "
2-مصاحبة الشيطان أى صداقة الكافر وهى مخاللته وهى طاعة ضلال الكافر وقد بين الله ندم أصحاب طاعة الخليل الضال فقال بسورة الفرقان "يا ويلتى ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للإنسان خذولا "
ويوجد ضمن صداقة الله أو الشيطان أقسام منها :
-صحبة المكان كما صاحب يوسف (ص)زميليه فى السجن فقال لهما بسورة يوسف "يا صاحبى السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار "
-صحبة الوالدين وفيها قال تعالى بسورة لقمان "وصاحبهما فى الدنيا معروفا "
-صحبة الجار كما قال تعالى بسورة النساء "والصاحب بالجنب "
-صحبة الأخ فى الله أو فى الشيطان وفى صحبة الأخ فى الله قال بسورة النور"أو صديقكم "
-صحبة ملكية المكان وفيها قال تعالى بسورة القلم "إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة "
-صحبة الزوجة فقد سماها الله صاحبة بقوله بسورة المعارج "يود المجرم لو يفتدى من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه "
الأخلاء أحباء واعداء
إن الأخلاء وهو الأصدقاء يكونون فى الدنيا أحباء أى ودودون يود كل منهم الأخر فيعمل على نفعه وإفادته بما يقدر وهذه الخلة الدنيوية تنقسم فى الأخرة لنوعين :
1-الخلة الباقية المستمرة وهى خلة المتقين 2- خلة الكفار وهى مصادقة تنقلب لعداء أبدى وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين "
حقوق الصحبة :
1-نصح الصديق لصديقه بإرشاده للحق كما فعل يوسف (ص)مع زميلى السجن حين أمرهما بعبادة الله وحده فقال بسورة يوسف "يا صاحبى السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار "وكما نصح النبى (ص)صاحبه فى رحلة الهجرة فى الغار بعدم الحزن لكون الله معهم وفى هذا قال بسورة التوبة "ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا "وكنصح الزوجة أى الصاحبة عند النشوز وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن "ومثل نصيحة الأصحاب المسلمين للذى استهوته كفار الأرض وهو حيران بدعوته للهدى وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "كالذى استهوته الشياطين فى الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا "ومثل نصح صدي صاحب الجنتين له بألا يكفر بالله وفى هذا قال بسورة الكهف "قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذى خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا لكنا هو الله ربى ولا أشرك بربى أحدا "
2-الأكل فى بيت الصديق بلا خوف عقاب وفى هذا قال بسورة النور "ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم "
وقد اجمل الله لنا حقوق الصحبة فى أمر واحد وهو الإحسان للصاحب أيا كان فقال بسورة النساء "وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم "
المصاحبة المشروطة :
هى أن يضع الصاحبان شروطا من يتعداها يكون قد فك عرى الصداقة ومثالها صحبة موسى (ص)والعبد الصالح(ص)فموسى(ص)اشترط للعبد الصالح(ص)شرطا هو عدم عصيانه فى أى أمر وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "قال ستجدنى إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا "واشترط عليه العبد الصالح(ص)شرطا هو ألا يسأله عن أى شىء حتى يكون هو المتحدث عن الشىء وفى هذا قال "فإن اتبعتنى فلا تسئلنى عن شىء حتى أحدث لك منه ذكرا "ولما وجد موسى (ص)نفسه قد خالف شرط العبد(ص)وعصاه مرتين اشترط على نفسه أمام العبد(ص)ألا يصاحبه أى يصادقه العبد إذا خالف مرة ثالثة وهو قوله "قال إن سألتك عن شىء بعدها فلا تصاحبنى قد بلغت من لدنى عذرا "وقد انتهت الصحبة بمخالفة موسى (ص)للمرة الثالثة للشرط فقال له العبد "هذا فراق بينى وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا "والملاحظ فى هذه الصحبة هى مسامحة الصاحب صاحبه أكثر من مرة عند الخطأ وأنها صحبة تعليمية بدليل قول موسى(ص)للعبد(ص)"هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا "
صداقة الرجل والمرأة:
حرم الله على النساء إتخاذ أخدان أصدقاء من الرجال وبلغة القوم العشيق والعشيقة أى الزناة بلغة القرآن وفى هذا قال بسورة النساء "وأتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان " وصديق المرأة هو زوجها فقط
مصاحبة الوالدين :
بين الله لنا أن واجبنا هو أن نصاحب الوالدين فى الدنيا بالمعروف والمراد أن نعاملهما فى الدنيا بالإحسان وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "وصاحبهما فى الدنيا معروفا "
الصاحب بالجنب :
هو الصديق فى جوار بيت الصديق والواجب هو الإحسان له مصداق لقوله بسورة النساء "وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب "
أصحاب النار وأصحاب الجنة :
لا يستوى عند الله أصحاب وهو سكان الجنة وأصحاب النار وهم المقيمين فى جهنم فأصحاب وهو ملاك الجنة هم المفلحون وفى هذا قال بسورة الحشر "لا يستوى أصحاب الجنة وأصحاب النار أصحاب الجنة هم الفائزون "
التفكير فى الصاحب :
إن الصاحب هنا هو النبى وقد طلب الله من الناس أن يقوموا لله اثنين اثنين أو كل واحد بمفرده فيفكروا أن ما بصاحبهم وهو محمد(ص)من جنون وأنه رسول من عنده وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ "قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة "
القرين صاحب داخلى :
القرين هو شهوات الإنسان وهى داخله وهى صاحب سوء لا ينفد أمر الله بطاعة عقل الإنسان ومن ثم فهو يريد إدخاله الجحيم وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "قال قائل منهم إنى كان لى قرين يقول أإنك لمن المصدقين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون قال هل انتم مطلعون فاطلع فراءه فى سواء الجحيم قال تالله إن كدت لتردين ولولا نعمة ربى لكنت من المحضرين "والقرين كاذب فهو يقول لله أنه ما أطغى الإنسان ولكن الإنسان كان طاغيا ضالا وفى هذا قال تعالى بسورة ق"قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان فى ضلال بعيد "
ليس لله صاحبة :
إن الله ليس له صاحبة أى زوجة وفى هذا قال بسورة الأنعام "بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة "
لا صحبة لله من آلهة الكفار المزعومة :
إن الكفار آلهتهم المزعومة لا يصحبون الله أى لا يشاركون الله الألوهية وفى هذا قال بسورة الأنبياء "أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون "
ليس للكفار صديق فى الأخرة :
إن الكفار ليس لهم صديق أى شفيع يطاع فى الأخرة بدليل قولهم فى سورة الشعراء "فما لنا من شفيع ولا صديق حميم "
الفرار من الصاحبة :
إن الكافر يفر من الأخ والأم والأب والصاحبة وهى الزوجة وفى هذا قال تعالى بسورة عبس "يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه "
حب الافتداء بالصاحبة فى الأخرة:
يود الكافر يوم القيامة لو يخرج من عذاب النار ويدخل بدلا منه أولاده وصاحبته وهى زوجته وأخيه وعشيرته التى تناصره وكل من فى الأرض وفى هذا قال بسورة المعارج "يود المجرم لو يفتدى من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التى تؤيه ومن فى الأرض جميعا ثم ينجيه